سعد الفقيه يشن هجوما على (العودة) بعد خطابه: ابتعدت عن القضايا السياسية وخاطبت وزير الداخلية وكأنه صديق لك

 

شن الدكتور "سعد الفقيه" رئيس حركة الإصلاح الإسلامية، هجومًا على الخطاب المفتوح للشيخ "سلمان العودة"، الذي وجهه لوزير الداخلية السعودي "محمد بن نايف"، منتقدَا العديد من أركان الخطاب الذي تجاهل فيه “العودة” العديد من القضايا السياسية في المملكة وبدا وكانه يخاطب صديق وليس شخصًا مجرمًا على قوله.
 
وحسب وكالة الجزيرة للأنباء قال "الفقيه"، أمس في قناة الإصلاح: "احتفى الكثير بهذا الخطاب لأنه قفزة نوعية للشيخ إذا ما قورن بمواقفه التحالفية مع النظام منذ أن خرج من السجن إلى أن انطلق الربيع العربي، لكن إذا أخذ في الحسبان علم الشيخ وثقافته العريضة وفهمه الاستراتيجي ومعرفته بالواقع فهو مثل الذي يدافع عن نفسه بسكين بالية وهو يمتلك بندقية".
 
وأشار إلى أن "الكارثة الأساسية في الخطاب هي كونه موجهًا بالكامل لوزير الداخلية على شكل نصيحة من محب مخلص ومشفق يستجدي المطالب ويجعل كل خيوط الحل بيد الظالم، والذي في منصة جماهيرية مثل الشيخ يفترض فيه مخاطبة الجماهير وتعليمها دورها وتحديد الموقف بوضوح من السلطة وليس مخاطبة السلطة باستجداء، وقد تجاوزت الأمة مخاطبة السلطة قبل20 عامًا منذ خطاب المطالب ومذكرة النصيحة التي كان الشيخ في مقدمة الموقعين عليها فلماذا يصرعلى العودة للوراء؟".
 
وأضاف: "الكارثة الثانية هي تأكيد ضمني ولفظي لشرعية النظام وهو يعلم يقينًا أن النظام لا يستحقها فلماذا يضلل الجمهور وقد زعم في كلامه الصدق والإخلاص؟"، وتابع: “وإضافة لشرعية النظام الدينية فالشيخ يؤكد شرعية النظام القدرية فمن يقرأ كلام الشيخ يفهم أن قدر البلد هو قيادة آل سعود وحل مشاكلها بيدهم فقط، فالشيخ يخاطب ولد نايف بقوله "صديقك من صدقك"! فهل من الجميل أن يفتتح كلامه بإعلان صداقته مع هذا المجرم الظالم المعتدي على الأعراض خاطف النساء؟"
 
وأضاف: "ثم يشير الشيخ إلى خطابات سرية تبادلها مع المسؤولين وهو في الحقيقية يقصد محمد بن نايف، لأنه بقي يراسله إلى أسابيع مضت، وكان على الشيخ أن يستحي من الإشارة لتلك الخطابات فهو يدرك أنها ممارسة يتلاعب بها بن سعود بالمشايخ وبهذا كأنه يعترف أن ولد نايف تلاعب به"، مؤكدًا، "لم يوفق الشيخ حين جادل بالربط بين الطاعة وقول الحق، ولا نحسبه قائلا بالحق -لا يخشى لومة لائم- حين أقر ضمنًا بشرعية السلطة في نفس العبارة، ولا أفشي سرًا إن قلت أن الشيخ سلمان العودة وصل إلى قناعة منذ أكثر من 20 عامًا بعدم شرعية النظام لكن قناعته شيء وخطابه الخارجي شييء آخر، ونحن لا نلزمه بأن يعلن قناعته بعدم شرعية النظام، لكن لا نعتقد أنه يسوغ له أن يـُـفهم منه تصريحًا أو تلميحًا، لفظًا أو ضمنًا شرعية النظام، ويضلل الشيخ جمهوره مرة أخرى حين يقول إنه لم يفقد الأمل في الإصلاح لأنه من أعرف الناس بالنظام وأكثرهم قناعة باستحالة الإصلاح على يد النظام".
 
واصل: "كما يضلل الشيخ جمهوره حين يرجف بالثورة التي تزيل النظام حين يتحدث مثل العوام ويقول إن البديل لإصلاح النظام هو الفوضى والتشرذم والاحتراب، وغريب عليه أن يعتبر تطلع الناس في بلادنا لحقوقهم هو كونهم مثل بقية العالم لأنه يعلم أن حقوقهم أصلية من عند الله وليس تقليدًا لأمم أخرى".
 
وقال: "يُشكر الشيخ في اعترافه بأنه إذا زال الإحساس بالخوف من الناس فتوقع منهم كل شيء، وإذا ارتفعت وتيرة الغضب فلن يرضيهم شيء، و يُشكر الشيخ على اعترافه بأنه مع تصاعد الغضب تفقد الرموز الشرعية والسياسة والاجتماعية قيمتها، وتصبح القيادة بيد الشارع، كما يشكر على اعترافه بأن من يدعو للتهدئة عند تنامي الغضب سوف يتهم بالخيانة والذي يفاصل النظام هو الذي تلتف حوله الجماهير، وهو يعلم أن من الطبيعي أن يتهم بالخيانة من يطلب التهدئة مع عصابة تأكل الأموال وتنتهك الحقوق وتعتدي على الأعراض وتهين الناس في دينهم وكرامتهم".
 
تابع: "في تعليقه على قضية السجون لم يرفض الشيخ فكرة السجن السياسي ولا المباحث السياسية واكتفى بالمطالبة بتغيير طريقة التعامل مع المساجين السياسيين"، لكنه اكد: “يشكر الشيخ عن دفاعه عن معتقلين غير راضين عنه لكن ليس في ذلك سبق شهامة فقد تفوق عليه فولتير وهو كافر في عبارة أقوى منها قبل 250 عاما، غذ يقول: قد اختلف معك بالراي ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمنا لحقك في التعبير عن رأيك.. إن بعض أعضاء الأسرة غير راضين عن وضع السجون، فما قيمة من يقصد إن لم يكونوا أهل نفوذ: الملك، ولي العهد، النائب الثاني، أمراء المناطق الخ".
 
وأضاف “الفيه”: "احتج الشيخ على سيطرة المباحث على مصير السجناء، فهل هذا تأكيد أنه لا يرفض مبدأ الاعتقال السياسي لكن يرفض جعل مصير السجين بيد المباحث؟ وكرر الشيخ الخطأ الكبير الذي وقع فيه بعض المشايخ في طلب العفو عن المساجين لأن ذلك تجريم ضمني للمساجين فهل يحتاج إلى العفو إلا المجرم؟".
 
تابع: "يقول الشيخ: رجل الأمن حين يسيء إلى سجين فهو يقامر بمستقبل الوطن كله.. فهل يخفى عليه أن كل معاملة السجناء تتم بإشراف كامل من وزير الداخلية؟ الشيخ يعلم يقينا أن القرار بالاعتقال ثم طريقة المعاملة والتعذيب والتحقيق والعرض على المحكمة كل ذلك بيد وزير الداخلية، فلماذا يقول رجل الأمن؟
 
وأضاف: "يقول الشيخ إن الناطق الرسمي ينتمي لزمن مضى! هل الشيخ لا يعلم أن الناطق بوق لآل سعود؟ أوليس الأولى أن يصرح بأن الذي ينتمي لزمن مضى هو آل سعود؟ يتناقض الشيخ حين يقبل بالأحكام التي صدرت ضد معتقلين ثم يطالب بإطلاق سراح مجموعة صدرت عليهم أحكام مثل إصلاحيي جدة وحسم، وكان على الشيخ – حتى لا يقع في هذا التناقض – أن يرفض مبدأ الاعتقال السياسي بالكامل ويرفض محاكمة المعتقلين السياسيين".
 
واصل: "يقول الشيخ "في أهلنا سماحة ورغبة في التجاوز" والحقيقة أن التجاوز هو فيما دون الدين والأعراض فليس شريفًا من يتنازل عن حقه في دينه وعرضه، ويُشكر الشيخ على تصريحه بأن الثورات إن قمعت تتحول إلى عمل مسلح، وإن تجوهلت تتسع وتمتد، لكنه يخطيء حين يتأمل قرارًا حكيمًا من ظالم متغطرس".
 
وختم قائلاً: "أخيرا نكرر أن هذا الخطاب قفزة نوعية للشيخ إذا ما قورن بمواقفه التحالفية مع النظام لكنه خطوة سلحفاتية إذا ما قورن بعلم الشيخ ومعرفته بالواقع".
 
Exit mobile version