أرشيف - غير مصنف

صحيفة أمريكية: تزايد الاقتتال الطائفي بين الشيعة والسنة في مصر

 

تخطط بعض الاحزاب الاسلامية في مصر الى تنظيم مظاهرة في ميدان التحرير احتجاجا على العلاقات بين مصر وايران، والمخاوف هذه لا تقتصر فقط على التقرب الدبلوماسي، انما على الزحف الشيعي في المناطق السنية، وفق صحيفة الهافينغتون بوست.
 
وتوضح الصحيفة انه منذ الثورة المصرية، زاد عداء المسلمين السنة في مصر تجاه الشيعة، حيث كانت بالكاد تذكر في الماضي الخلافات المذهبية بين الطائفتين الاسلاميتين، واللافت انه حتى في المسجد والجامعة، قل التسامح ازاء الشيعة عما كان عليه في الماضي.
 
وفي هذا السياق قال احد العلماء في الازهر:" لا يمكنك ان تثق بالشيعة بسبب "التقية"، وهي ممارسة تسمح للشيعة بطمس معتقادتهم الدينية في حال شعروا انهم مهددين بالاضطهاد.
 
وكانت للتقية اهمية كبرى في التاريخ، اذ ان الشيعة كانوا يعيشون كاقليات في مجتمعات ذات طابع سني كما هو الحال في مصر والكثير من الدول العربية.
 
واشارت الصحيفة الى ان الحكومة المصرية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، كانت تعتبر ايران عدوتها لاسباب مختلفة، فمنذ قيام الثورة الاسلامية في العام 1979، والنظام الايراني يدعم الديكتاتوريين مثل مبارك، كما انه وقف ايضا مع سوريا بوجه التهديدات الاسرائيلية للعرب وخاصة لفلسطين، وكان مبارك يخشى ان يتبنى الاسلاميون في مصر نموذج الدولة الدينية في ايران.
 
ومنذ انتخاب الرئيس مرسي، القيادي في جماعة الاخوان المسلمين، وايران تعتبر ان الرئاسة تشكل فرصة مهمة، الا انه عوضا عن تعزيز التضامن بين المسلمين، فان صعود الجماعات الاسلامية المختلفة جعل مصر تقف بوجه ايران لاسباب سياسية ودينية.
 
واوضحت الصحيفة ان هناك بعض الاسلاميين الذين يكنون العداء لايران، في هذا السياق قال المستشار السياسي لعبد المنعم ابو الفتوح ان ايران هي دولة دينية، ونحن كاسلاميين نرفض ان يكون التفسير الاسلامي جزء من القانون لان ايران تشكل نموذجا سيئا، الا ان بعض السلفيين يريدون ذلك".
 
في تشرين الثاني/ نوفمبر تظاهر حوالي 10000 سلفي للمطالبة بفرض الشريعة الاسلامية في مصر.
 
وفي العديد من الدول العربية، فان الانتفاضات اطلقت العنان للصراعات الطائفية والعرقية، الا انه حتى قبل بدء الانتفاضات فان بعض رجال الدين السنة كانوا يمهدون الطريق امام الصراع الطائفي، فالشيخ يوسف القرضاوي، المرجع الروحي لجماعة الاخوان، حذر من "موجة شيعية" في العالم السني، مشيرا الى ان الشيعة تمكنوا من اختراق مصر.
 
وردا على الانتقادات شرح القادة في ايران ان مؤامرة تحاك من الغرب تكمن وراء العداء السني، فللمرة الاولى منذ قيام الثورة الاسلامية في العام 1979، زار الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مصر،  مما زاد العداء تجاه ايران والشيعة.
 
وقد قام سوري مقيم في مصر برمي نجاد بالحذاء اثناء زيارته لضريح الامام الحسين بن علي، بسبب قيام ايران بدعم الرئيس الاسد، وصاح بوجهه قائلا:" انت تذبح شعبنا( اهل السنة).
 
وعندما عاد نجاد الى بلاده، وصف مساعد مقرب منه، الزيارة الى مصر بالتاريخية، قائلا:"  بات ينظر الى احمدي نجاد في العالم الاسلامي والمجتمع الدولي كشخص استثنائي…اندلعت الان ثورة جديدة في مصر وبات الشعب المصري يدرك قدراته الدينية والوطنية، وفي حال وقفت ايران ومصر جنبا الى جنب فسينعكس ذلك ايجابيا على العالم الاسلامي والشرق الاوسط".
 
وختمت الصحيفة بالقول انه اذا حدثت هذه المظاهرة، فانها تقدم دليلا أكبر على أن بعض السنة يخلطون بين المذهب الشيعي وايران، وستبين هذا الانقسام الطائفي المتزايد في بلد اعتاد أن يكون فيه التمييز الطائفي مقتصرا على المسيحيين، كما أنه سيلقى مزيدا من الشكوك حول احتمال التقارب بين مصر وايران.
 

زر الذهاب إلى الأعلى