قال البروفسور في كلية الحقوق بجامعة نوتنغهام البريطانية سانديش سيفاكوماران الخبير بالعنف الجنسي في الصراعات، ومؤلف كتاب "قانون الصراعات المسلحة غير الدولية"، في تقرير له ننقله إليكم في العالمية عن سي ان ان الدولية إنّ من المعروف جيداً أنّ أزمنة الحروب تشهد تزايداً للعنف الجنسي بحق النساء، لكن ما هو معروف أقل بكثير هو العنف الجنسي بحق الرجال، وهو عنف غير مرتبط بجزء واحد من العالم فحسب، ويقع المدنيون ضحايا له، وكذلك الجنود الأسرى.
ويشير الكاتب إلى أنّه وفي بعض الحروب فإنّ الإخصاء هو السائد، بينما في حروب أخرى يجري تعرية الذكور وإجبارهم على البقاء عراة، وفي أخرى ضربهم على أعضائهم التناسلية. كما يجبر الضحايا الذكور على اغتصاب ضحايا آخرين، وأحياناً اغتصاب أفراد من هائلتهم بالذات.
وفي ذلك يعطي الكاتب ثالاً عما يجري في سوريا اليوم. فقد أكدت لجنة تابعة للأمم المتحدة على ارتكاب عنف جنسي ضد الرجال والنساء والاطفال في مراكز الإحتجاز. كما أشارت اللجنة في تقرير سابق إلى اغتصاب، وصدمات كهربائية على الاعضاء التناسلية، وإجبار على اغتصاب أفراد العائلة.
وليست سوريا سوى مثال واحد مما يجري حول العالم. فقد أظهر بحث أنّ العنف الجنسي ارتكب ضد الرجال بالعشرات في الحروب. وفي السنوات القليلة الماضية وحدها، ظهرت الكثير من التقارير حول العنف الجنسي في أزمنة الحرب ضد الرجال، كما حصل في الكونغو الديموقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى، وكذلك في أماكن أخرى مضطربة كحال كينيا بين 2007 و2008 في ما أعقب الإنتخابات من عنف.
ويشير الكاتب إلى أنّ دراسات قليلة أخذت على عاتقها البحث في القضية لكنّ النتائج كانت صادمة. ففي دراسة نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأميركية، تم التوصل إلى أنّ 32.6 في المئة من المقاتلين الذكور البالغين الذين جرى مسحهم في الصراع الليبيري اختبروا نوعاً من العنف الجنسي. بينما أشارت دراسة أخرى متعلقة بالجهة الشرقية من الكونغو الديموقراطية إلى أنّ 23.6 في المئة من الرجال الذين جرى مسحهم اختبروا عنفاً جنسياً، وكان من بين هؤلاء 64.5 في المئة تعرضوا لعنف جنسي مرتبط بالقتال.
ولن تؤدي كلّ الصراعات إلى انتاج مثل هذه الأرقام العالية، لكنّ الأرقام المنخفضة كذلك تبعث على القلق. كما أنّ هنالك بالتأكيد حوادث عنف جنسي ضد الرجال خلال الحروب لا يتم الكشف عنها، خاصة مع ارتباط القضية بالعار الشخصي والشعور بالذنب والخجل لدى الضحايا. أما المنظمات التي تعمل على الكشف عن مثل هذه الجرائم فقليلة نسبياً مقارنة بتلك المهتمة بالعنف الجنسي ضد النساء.
ويختم التقرير بالقول إنّ قضية العنف الجنسي ضد الذكور في أوقات الحرب تم تجاهلها طويلاً. لكنّ الأمر يتغير في الأعوام الأخيرة. ومع ذلك فإنّ الإنتباه يميل للتركيز على العنف الجنسي ضد النساء والفتيات. وهي قضية مهمة وذات مصداقية بالفعل، لكن من حق الضحايا الذكور أيضاً أن يتم تسليط الضوء على قضيتهم.