خلفان شفيق دحلان

 

لا املك الا ان اعود بالذاكرة الى الوراء مستحضرا همزات الشيطان ولمزاته والحانه الرديئة التي عزفها دحلان وجوقته في قطاع غزة قبل طرده من هناك , يجب علينا ان نتذكر الان ان دحلان كان على راس جيش صغير ينتظر سقوط غزة على ايدي الصهاينة ليعبر من رفح المصرية الى غزة ويعيد حكم الشيطان مرة اخرى الى غزة في ديسمبر 2008.

المتابع للشأن المصري يلاحظ خيطا دراميا رفيعا مشتركا بين سيناريو اسقاط الرئيس مرسي والسيناريو الذي اتبعوه لاسقاط حكومة حماس في غزة مع فارق الحجم وميزانية الانتاج واعداد الكومبارس الهائلة والفضائيات النابحة ليل نهار هذه المرة , فدحلان غزة يقابله شفيق مصر بينما خلفان واسياده واعلامهم مع العرب والعجم المتوجسين من نجاح ثورة تاتي باسلاميين للسلطة كل هؤلاء يؤدون الدور الذي قامت به اسرائيل لتهيئة المسرح لدحلان وجنده كما يفعل هؤلاء بتهيئة المسرح المصري لعودة نظام مبارك من جديد بشفيق او من يشيهه .

المطلوب اليوم اسقاط حكم الاخوان في مصر بغض النظر عن الثمن الذي سيدفعه المواطن المصري المغلوب على امره والذي صدق ان الديمقراطية تخوله انتخاب من يريد وان الاقلية ستحترم هذا الاختيار وتتعامل معه بايجابية ويبدو ان غزة ستكون جزءا من الثمن المدفوع وهي على اية حال لا زالت في مخيلة الدحلانيين خصوصا وان البعض يتبادل الاخبار عن وجود مسلحين تابعين لدحلان في صحراء سيناء ينفذون دور الخفافيش التي تبقي المشهد ساخنا الى حين .

اسرائيل قصفت غزة وخنقتها اقتصاديا بمساعدة نظام المخلوع كي يثور اهل غزة على حماس والذين يؤدون الدور الاسرائيلي الان يقصفون مصر اعلاميا ويخنقونها اقتصاديا لذات الهدف وهو ان يثور الشعب المصري على مرسي والاخوان وما يثير العجب ان الكثير ممن حسبناهم من اهل الثورة يقومون الان بدور التيس المحلل لزواج باطل من اصله ويدعون جهارا نهارا لانتخابات رئاسية مبكرة .

مصر اليوم مهددة بالفوضى الأمنية لأن مفاصل الداخلية لا زالت عصية على الرئيس مرسي وتعج برجال مبارك ويدعمهم كل ذي مصلحة في بقاء عهد الفساد السابق , نفس المشهد كان في غزة وكانت الشرطة الفلسطينية الرسمية ترفض اوامر الحكومة المحاصرة في غزة , يومها قامت حماس باستحداث جهاز القوة التنفيذية وقامت بعملية تطهير اجتثت عناصر دحلان ورمت بهم خارج المشهد فهل يكون هذا هو الحل الذي سيلجأ اليه الرئيس مرسي , لا اظن هذا ممكنا في بلد بحجم مصر ولكن من يدري .

هل من قبيل الصدفة ان يجتمع احمد شفيق ومحمد دحلان على مائدة اسياد خلفان ام ان اعتدال الجو في دبي وسفوحها الخضراء وينابيعها الدافئة يدفع الناس للاقامة هناك بدلا من منتجعات الابيض المتوسط مثلا ؟, ام ان الأمر ابعد من موضوع الاقامة وقتل الوقت .

هل من قبيل الصدفة ان يتناغم موقف فضائية العربية في عدائها السافر للحكم الحالي في مصر مع موقفها ايام الحرب على غزة , وهل نسينا ان مراسلة العربية سربت شريطا على اليوتيوب تقول فيه ان صاروخا انطلق من البناية المجاورة لها باتجاه جيش العدو فيما يعد خرقا استخباريا لا يقوم به سوى العملاء .

هل من قبيل الصدفة ان تلتزم المملكة العربية السعودية موقف المتفرج الصامت الشامت حيال مشاكل مصر الاقتصادية تماما كما فعلت ايام الحرب على غزة عندما اطلق الملك السعودي وعده التلفزيوني بمبلغ مليار ريال لدعم صمود غزة لم يحول منها هللة واحدة حتى الان ولا اراه سيحدث.

اذا اضفنا كل ما سبق الى هذا السيل الهادر للاعلام المصري المناهض للرئيس مرسي ومحاولاته المتكررة للزج بحركة حماس في المعادلة المصرية الداخلية بادعاء تورط حماس في قتل جنود مصريين مستعملين في ذلك وثائق تم صنعها في دوائر دحلانية داخل سلطة اوسلو العباسية مما ينتج عنه بالضرورة اعادة تصنيف حماس كعدو للشعب المصري ومعهم كل الاخوان المسلمين والرئيس مرسي طبعا وهذه ان نجحت لاسمح الله ستكون ضربة قاصمة للمشروع الاسلامي برمته وربما يتخلصون بذلك من مرسي وحماس دفعة واحدة ويعود دحلان وشفيق كل الى المكان الذي تم طردهم منه سابقا ويتم اعلان امبراطورية دبي الجديدة ويذهب مشروع اعادة تاهيل قناة السويس الى الادراج المظلمة وتبقى موانيء دبي تعمل بكامل طاقتها الانتاجبة .

فلسطينيا فالواجب يقضي ان تتحرك الحكومة المنتخبة في غزة فورا وتبذل كل الجهد اللازم لاخراج غزة من دائرة الاتهام حتى لو اقتضى ذلك البوح بكل المعلومات النافعة والضارة على حد سواء فعلاقة القضية الفلسطينية بالشعب المصري اهم من اي علاقة اخرى ويجب ان تبقى غزة خاصرة امان لمصر .

يجب ان تخرج حماس ومعها القضية الفلسطينية من التجاذبات السياسية المصرية ويجب ان تبقى قضية فلسطين والمقاومة الفلسطينية على مسافة واحدة من كل المصريين بغض النظر عن مشاربهم السياسية فكما ان حماس ليست كل فلسطين فان الاخوان المسلمين ليسو كل مصربل مصر هي كل المصريين بلا تمييز وهي المخزن الاستراتيجي للقضية الفلسطينية كانت ويجب ان تبقى كذلك .  

Exit mobile version