قام الأمير تشارلز أمير ويلز وحرمه كاميلا دوقة كورنوول أمس بزيارة لقلعة نزوى التاريخية بمحافظة الداخلية، وذلك في ثاني أيام زيارة له إلى سلطنة عمان كان استقبله في يومها الأول السلطان قابوس بن سعيد.
وبتجاوز الطابع البروتوكولي للزيارة، فإنها لم تخل من رسالة سياسية محورية تتمثل في حرص عماني بريطاني على الحفاظ على المستوى العالي من العلاقات التي بدأت رسميا قبل أكثر من قرنين من الزمن، خصوصا وأن الزيارة جاءت بعد حوالي عامين من زيارة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية إلى السلطنة.
وكان السلطان قابوس بن سعيد، استقبل الاثنين الأمير تشارلز والأميرة كاميلا. وقالت وكالة الأنباء العمانية إنه تم خلال اللقاء «استعراض أوجه التعاون القائم بين البلدين في العديد من المجالات في ضوء ما يربطهما من علاقات طيبة وبما يحقق المصالح المشتركة لشعبي البلدين».
وكان الأمير تشارلز قد وصل إلى السلطنة الاثنين في زيارة تستغرق ثلاثة أيام ترافقه خلالها الأميرة كاميلا دوقة كورنوول وعدد من المسؤولين. وأجريت للضيفين الملكيين مراسم استقبال رسمية.
وقرأ ملاحظون في زيارة الأمير تشارلز لعمان تأكيدا لالتزام المملكة المتحدة بشراكتها الواسعة مع السلطنة، وهي ذات الرسالة التي كانت حملتها منذ حوالي عامين زيارة مماثلة قامت بها الملكة إليزابيث الثانية إلى السلطنة «لتؤكد على مدى دفء، وعمق وتعدد جوانب العلاقة» بين البلدين، حسب تعبير الدبلوماسي البريطاني جيمي باودن.
ويتمتع الأمير تشارلز بمعرفة جيدة بسلطنة عمان؛ إذ أن زيارته الحالية هي الخامسة له إلى السلطنة.
ومن الجانب العماني اعتبرت الزيارة فرصة للسلطنة لاستعراض العديد من منجزاتها في مختلف المجالات أمام ضيف من مقام عالمي يمثل بلدا راسخا في التحضر ومساهما فاعلا في مسار التطور الإنساني. وتعتبر زيارته بحد ذاتها اعترافا بمستوى التحضر الذي بلغته عمان والنهضة التي تحققت لشعبها.
ويقول مؤرخون إن علاقة الصداقة بين البلدين تعود إلى ما يقارب 400 عام، فيما يبلغ عمر العلاقات الرسمية ما يزيد على 200 عام.
وتربط بين لندن ومسقط راهنا علاقات ثقافية وتعليمية متنوعة.
واقتصاديا تعتبر بريطانيا حتى الآن أكبر مستثمر أجنبي في السلطنة، حيث تشكل الاستثمارات البريطانية ما يتجاوز ثلث الاستثمارات الأجنبية.
كما يجمع بين البلدين تعاون عسكري يتجلى في التدريبات المشتركة بين القوات البريطانية والعمانية في كلا البلدين والتي تتيح للقوات العمانية استفادة مباشرة من تطور الخبرات والتكنولوجيات البريطانية في المجال.
أما سياسيا ودبلوماسيا، فيتمتع الطرفان بدرجة عالية من الوفاق وتقارب وجهات النظر من القضايا الدولية، وخصوصا الإقليمية. وتعتبر لندن السياسات العمانية أحد عوامل حفظ الاستقرار في المنطقة وقوة دفع لإحلال السلام في أجزائها المتوترة.