أرشيف - غير مصنف
إعتصامات على بوابة القصر والملك الأردني يعلن: أكتب فصلا جديدا في تاريخ بلادي

أعلن العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني أنه يكتب فصلا جديدا في تاريخ مملكته عنوانه تطوير مؤسسة الملكية مشيرا لإنه لن يكتب هذا الفصل لوحده بل بمشاركة الشعب والبرلمان والقوى السياسية والمجتمع المدني.
وفي أول ردة فعل له بعد عاصفة الجدل المثارة خلال اليومين الماضيين أبلغ العاهل الأردني وكالة أسوشيتد برس أن الملكية تحافظ على دورها في الأردن بوصفها رمز الوحدة الوطنية، والصوت الذي يعبر عن جميع الأردنيين، ويدافع عن القيم الأساسية لهويتنا الوطنية.
وقال: أكتب فصلا جديدا في تاريخنا، وأنا لا أكتبه لوحدي، بل يشاركني في كتابته الشعب، وممثلوه، والقوى السياسية، والمجتمع المدني.
وإعتبر الملك أن الهدف الرئيس للملكية يتمثل في حماية ازدهار الوطن واستقراره وأمنه ووحدته، والعمل من أجل الأردنيين، حتى يتمكنوا من تحقيق تطلعاتهم.
وأدلى الملك بهذه التوضيحات بعد ساعات من إعتصام بعض أبناء العشائر أمام الديوان الملكي إحتجاجا على مقابلة مثيرة للجدل لمجلة أمريكية نقلت عن الملك وصفه بعض زعامات العشائر بالديناصورات.
وأوضح الديوان الملكي في بيان له الثلاثاء بأن الملك يعتز بجميع العشائر الأردنية.
وقال الملك أن الأردن لديه اليوم خارطة طريق إصلاحية ذات مسار واضح، تقوم على إنجاز محطات رئيسية، وتوافر مقومات ضرورية ويتعلق جزء من هذا المسار بضرورة الاستمرار في تطوير نظامنا الانتخابي من خلال مؤسساتنا الدستورية، بحيث يصبح أكثر تمثيلا، ويحافظ على التعددية، ويوفر تكافؤ الفرص بين الأحزاب، ويسهم في تشكيل الحكومات البرلمانية على أساس حزبي.
وشدد الملك في حديثه للوكالة الأمريكية على أن الأزمة العالمية أضرت باقتصادنا فعلا، وجاء الربيع العربي بعدها فتباطأ أداء قطاع السياحة والاستثمارات. وقد أدى تدفق اللاجئين السوريين إلى زيادة الضغط على الموارد والبنية التحتية، فيما توقفت تجارتنا عبر سوريا تماما.
أما الضربة القاصمة فتمثلت في انقطاع إمدادات الغاز المصري، والتي كانت تلبي 80 بالمئة من احتياجاتنا لتوليد الكهرباء، في وقت ارتفعت فيه أسعار النفط عالميا إلى مستويات قياسية.
ويكلف هذا وحده الحكومة أكثر من ملياري دولار أمريكي سنويا كعجز إضافي. أضف إلى ذلك كلفة استضافة ما يقارب نصف مليون لاجئ سوري، عبروا الحدود إلى الأردن في أقل من 12 شهرا وهو عدد يشكل 9 بالمئة من سكان الأردن، وهي نسبة تعادل تدفق أكثر من 30 مليون لاجئ إلى الولايات المتحدة".
وحول الأزمة السورية وتداعياتها على الأردن، بين العاهل الأردني أن التكاليف المباشرة لاستضافة اللاجئين السوريين تبلغ 550 مليون دولار أمريكي سنويا بالمستويات الحالية لعدد اللاجئين، والذي من المتوقع أن يتضاعف تقريبا خلال الشهور الستة إلى الثمانية القادمة.
وقال الملك بأن سوريا يمكنها أن تتحول إلى التطرف إلى جانب الجمود في عملية السلام، يمكن أن يشعل المنطقة بأسرها، وهناك سيناريو آخر في غاية الخطورة وهو تفكك سوريا بصورة تؤدي إلى صراعات طائفية في جميع أنحاء المنطقة، تستمر لأجيال قادمة. وهناك أيضا خطر كبير بأن تتحول سوريا إلى قاعدة إقليمية للجماعات المتطرفة والإرهابية، ونحن نشهد بالفعل وجوداً لهذه الجماعات في بعض المناطق.
وأوضح الملك أن الأردن يعمل ضمن الإجماع العربي والدولي والشرعية الدولية. وقال: وأنا ضد إرسال قوات أردنية داخل سوريا بالمطلق، وهذه هي سياسة الأردن منذ البداية. وأنا أيضا ضد أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا.
وفي معرض رده على سؤال حول مستقبل سوريا، وفيما إذا كان بشار الأسد سينجو من الحرب الأهلية، قال الملك: أعتقد أننا تجاوزنا هذه النقطة، فقد تم إراقة الكثير من الدماء، وهناك الكثير من الدمار. ولكن في نهاية المطاف هذا شيء يقرره الشعب السوري. والسؤال الرئيسي هو ما إذا كانت سوريا سوف تغرق في الفوضى أم ستكون هناك مرحلة انتقالية، وما هو شكلها.




