أرشيف - غير مصنف

نعم، يا مشاري الحسيني، (البدون) يحملون هويات عراقية وبكل فخر

 

إذا كنت تقصد أبناء القبائل العربية العريقة صاحبة الصولات والجولات في ميادين القتال وساحات الوغى بأنهم يحملون الهوية العراقية؛ فأقول لك: نعم، أبناء القبائل من البدون يحملون الهوية العراقية، وبكل فخر، ولكن ليست تلك الهوية الرخيصة المصنوعة من أوراق الشجر، وبفكرة استعمارية غربية، وتم توزيعها بطريقة مزاجية من قبل مشيخات الصباح، بل البدون من أبناء القبائل العربية الحرة الأبية يحملون تلك الهوية العراقية التاريخية إلا وهي «الهوية السامية»؛ فهم أحفاد سام بن نوح – عليه السلام – وتعلمنا من التاريخ بأن سام بن نوح – عليه السلام – بعد الطوفان نزل العراق، ومن ثم انتشرت ذريته في كافة أنحاء الجزيرة العربية، فكيف لنا أن ننكر جذورنا العراقية القديمة؟ وهل يوجد تاريخ أعظم من تاريخ العراق على سطح الأرض؟ أسألك يا مشاري، هل تعرف أين تكون أول مجتمع إنساني على وجه الأرض؟ هل تعرف أين كانت أقدم حضارة بشرية على الإطلاق؟ ماذا تعرف عن حضارة بلاد الرافدين، والحضارة البابلية، والآشورية، والكلدانية؟ 
 
سيبقى عظمة هذا التاريخ العريق متجذرًا في سلالتنا السامية النقية، فمَ لك تعادي ساميتنا؟ أم أنك لست منا، ولا تحمل الهوية العراقية التاريخية؟ عليك أن تعلم بأن كل عربي لا تعود أصوله إلى منطقة هلال الخصيب، ولا ينحدر من السلالة السامية، فهو ليس عربي دمًا بل هو دخيل على العروبة، وأطروحتك عن جناسي البدون العراقية كانت بطريقة استفزازية عنصرية قذرة، لا تحمل أدنى مبدأ من المبادئ السامية النبيلة؛ وإنما هي وليدت أحقاد وضغائن في قلوب مريضة تروج العنصرية النتنة، وأعلم أن محاولة إثبات جذور البدون العراقية فاشلة، فهم عرب ساميين – إياك ومعاداة السامية –  فكيف لا يكونوا عراقيين، وجدهم أول من نزل العراق؟ ومع ذلك فأن حب الكويت تجري في عروق وشرايين هؤلاء الأحرار من البدون، ولا يستطيع كأن من كان أن يجرد «ملكة حب الكويت» من وسط قلب هؤلاء الأحرار والأشاوس.
 
إما الأعجمية «رولا دشتي» الدخيلة على أرض أحفاد سام بن نوح – عليه السلام – هي ومن هم في صنفها، آخر من يتحدثون عن البدون، وإلا فنحن لنا حق الرد، ونمحق هؤلاء المتخاذلين والمستعربين، وننقح عقولهم من التراهات، والأمراض النفسية، والرغبات المكبوتة، ونوجههم إلى الصواب، ونعلمهم تاريخ المنطقة الحقيقي، وليس تاريخ «رولا دشتي» ومن أتى بها إلى أرضنا؛ أرض أجدادنا، وأبناء عمومتنا، والمنطقة لها أصحابها و«ليست طوفه هبيطة» لكل من هب ودب؛ فلا تسد حاجتك عن طريق اللعب في التاريخ حتى لا تكون ضحية بين أيدي أهل التاريخ؛ فقد لا يرحمك التاريخ يا مشاري، وأخشى أن تكون مندفعًا نحو الهاوية، أو تكون جاثمًا على صدور الأحرار من أبناء قبائلنا العربية؛ فلا تبع عروبتك ودينك حتى لا تندم، وإذا أردت أن تثبت الهُوية العراقية للقبائل العربية السامية افتح كتب التاريخ، بدلًا من أن تستشهد بما يقوله نوري المالكي ورفاقه. 
 
تذكر بأن كل عربي لا ينتمي إلى العراقي سام بن نوح – عليه السلام – فهو ليس عربي دمًا وعرقًا، وهنا لدي سؤال يتردد في ذهني، لماذا تستعرض قوتك على البدون؟ لو كنت رجلًا ولا تخاف لومة لائم، تحدث عن من انتحلوا اسم الإخوة «البلوش» زورًا وبهتانًا في الكويت من الشيعة الذين فتحوا حسينية باسم هؤلاء الأبرياء المضطهدين من قبل إيران المحتلة لأرضهم، وهم ناشدوا في قناة «وصال الفضائية» وتحدثوا بأن هذه الحسينية لا تمثلهم، وأن أصحابها ليسوا من البلوش، لماذا تستغل ضعف البدون فقط؟ هل لأنك لا تريد إثارة الفتنة الطائفية المزعومة على ألسنة البسطاء؟ فإذا كان ذلك صحيحًا؛ فتسمية حسينية باسم أناس يتبعون المذهب السني ومضطهدين من قبل سلطة شيعية محتلة لأرضهم؛ هي أعظم فتنة طائفية تدعمها الحكومة الكويتية؛ فخافوا الله قليلًا في هؤلاء الذين اختاروا طريق الشهادة لتحرير وطنهم من دنس وشرك الصفوية، فهل كذب أبو حفص البلوشي – قائد ميداني من بلوشستان – الذي ظهر على قناة «وصال الفضائية» وذكر بأن هؤلاء الشيعة في الكويت انتحلوا اسم البلوش، فهل هو جاهل ببني جلدته؟ أمر مضحك جدًا 99% من الذين يسمون أنفسهم «البلوش» في الكويت، وهم من الشيعة ليسوا من البلوش أي أنهم أدعو كذبًا، وحرفوا تاريخ الشعب البلوشي المظلوم، افتح ملفاتهم لو كنت رجلًا بدلًا من أن تقوم باستعراض عضلاتك على البدون الضعفاء، وتتهمهم بأنهم من جيش المهدي، في المقابل هناك مواطنيين كويتيين من الحرس الثوري الإيراني – وما أدرك ما الحرس الثوري الإيراني! – ويعملون في حركات راديكالية تهدف لزعزعة الأمن الخليجي، وفق أجندات محاربة للعروبة؛ فأين دورك البطولي يا مشاري الحسيني؟!
 
البروفيسور الدكتور: عبد الله بن هامل الشمري الطائي.
السويد – ستوكهولم.
 

زر الذهاب إلى الأعلى