أرشيف - غير مصنف

(البدون) منتج عربي ليس له تاريخ انتهاء

 

بما أنّنا نحن العرب في القرن الحادي والعشرين نبهر العالم – دائمًا – بنتائج اختراعاتنا الباهرة الّتي افادت البشريّة، ولنا أيدي خيّرة وبارعة في تقدّم الكثير من المجتمعات: الإنسانيّة، والحيوانيّة، والنّباتيّة، وحتّى الفضائيّة، كيف لا ونحن نتباهى بمنجزاتنا ومعجزاتنا الخارقة الّتي هي من صنع أيدي عربيّة نجيبة خالصة (عدنانيّة وقحطانيّة) لا تشوبها شائبة؛ أي أنّها صافيّة نقيّة غير مختلطة بشيء من غير جنسها، وعرقها السّاميّ الخالص المتجذر قبل الميلاد بآلاف السّنين في المنطقة؛ فنحن عرب قرن الحادي والعشرين نمتاز بميزة أنّنا كرماء جدًّا حيثُ نعمل على منفعة البشريّة، ولكنّ عزّتنا لا تقبل أن ننحدر إلى مستنقع تخلف بقيّة الشّعوب الإنسانيّة؛ لذا شخصيّتنا المصونة لا تسمح لنا أن نستفيد من خبرات غيرنا، أو نتبادل الأفكار الأدبيّة، والاختراعات، والاكتشافات، والابتكارات، الّتي أنتجتها عقليّتنا العبقريّة مع الأجانب؛ لأن في ذلك سرقة فكريّة لعبقريّتنا، وقد يؤدّي بنا الحال إلى أن نتحول من شعب منتج إلى مستهلك، وفي ذلك عواقب وخيمة لا قدّر الله، قد تؤول نتائجها إلى ما لا تحمد عقباه؛ لذا نحن مستمرون في العطاء، والتّقدم والازدهار، حيثُ إنّ عقليّتنا على اتصال مباشر مع العبقريّة الذاتيّة والتلقائيّة الّتي ولدت مع ولادتنا، ونمت مع نموّنا حتّى أصبحت عاملًا من العوامل الجينيّة الوراثيّة المكتسبة أبًا عن جد، وما يدل على تقدمنا هو «مجتمعنا الانغلاقيّ» الّذي لا يسمح للأعاجم بالانخراط فيه؛ حتّى لا يتحول إلى مجتمع فسيفسائيّ يعطل تقدّمنا الحضاريّ، وهذه الميزة الّتي نمتاز بها، ولقد بيّنت نجاحها الكاسح بكلّ اقتدار حتّى إنّ اليابانيّين استفادوا من تجربتنا الإنسانيّة الفريدة، ومنها قدم اليابانيّون ما قدموه للإنسانيّة من اختراعات متزايدة يومًا بعد يوم، باتت تهدّد الاختراعات العربيّة، وتشكّل خطرًا على مستقبل اكتشافاتنا، بل الطّامّة الكبرى الّتي هزّت عرش عروبتنا دخول الصّين في المنافسة، وأصبحنا مهدّدين من عدّة جوانب، ونحن في حاجة إلى أن نعمل لمدّة 24 ساعة دون أيّة توقف، ولا نسمح لطاقاتنا البشريّة – من سلالة قحطان وعدنان – أن يتوقفوا عن انتاج براعتهم، ولا ينشغلوا في شيء إلّا في الاكتشافات المستمرة، والاختراعات المتجددة، والإبداعات المتواصلة.
 
نعم، نحن العرب نمتاز عن غيرنا بخاصيّة سيكولوجيّة معقدة تحكم علينا الاعتماد على النّفس، وعدم الاستعانة بالأجانب، وفي حقيقة الأمر هذا الشّيء واضح جدًّا؛ ففي كل مجالات الحياة نشاهد العربيّ الأصيل من أحفاد قحطان وعدنان، ومن سلالة سام بن نوح – عليه السّلام – يبدع، ويصنع، ويخترع، ويبتكر، ويكتشف، فمن اختراعاتنا العربيّة الخالصة النّقيّة الّتي أحدثت نقلة نوعيّة في تاريخ البشريّة «اكتشاف حقول البترول» الّتي أحدثت لنا طفرة سكانيّة، وانفجار ديمولوجيّ في آنٍ واحد، هذا الاختراع العربيّ هزّ شبه الجزيرة العربيّة حتّى توافدت كل الكائنات الفضائيّة، والحيوانيّة، والنّباتيّة إلى ساحل الخليج؛ للتمعن، والاسترزاق، وتحليل هذا الاكتشاف العربيّ العظيم والفريد، ولن أتحدّث أكثر عن اختراعاتنا، واكتشافاتنا المتعددة والكثيرة، ومنهم على سبيل المثال، وليس الحصر: اختراعنا للأقمار الصّناعيّة؛ فنحن أول من وصل إلى سطح القمر، وأيضًا اكتشافنا للإنترنت، بالإضافة إلى أنّنا أول من صنع السّيارات، والصّواريخ، والآلات المختلفة، وكلّ الصّناعات الميكانيكيّة صنعت بأيدي عربيّة خليصة، ولابدّ هنا أن نشير إلى أنّ نحن العرب الأقحاح أحفاد قحطان وعدنان – ليس العرب الكلكجيّة – لا نسمح لأي أعجميّ أجنبيّ بدخول مجتمعنا المحافظ؛ لأسباب عديدة، منها: العرف القبليّ البدويّ النّابع من طبيعتنا القاسيّة، وتطلعاتنا للعيش في حياة رغيدة ورفاهيّة لا مثيل لها، ولا نريد أن يشاركنا الأعجام في إنجازاتنا، واختراعاتنا؛ حتّى لا تفقد لمسات العروبة السّحرية، وأيضًا ليست لدينا أوقات كافيّة للاختلاط مع الأقوام المختلطة؛ فنحن نعمل، وننجز طوال حياتنا، ولا نتوقف لحظة واحدة حتّى ننتظر عون الأعاجم، أو طلب مشاركتهم معنا، الأمر الأهم في كلّ هذا وذاك بأن الأعجميّ لا يجوز أن يتسيد العربيّ؛ حيثُ إنّ الأعجام لا يرضون أن يتسيدهم عربيّ؛ فكيف للعربيّ أن يرضى سيادة الأعجميّ؟ وأقرب مثال: خلافنا مع الفرس على السّيادة، وهذا الجانب مطاول لا نريد الخوض فيه، وموضوعنا هو عن اختراعاتنا فقط.
 
بما أنّ مجتمعنا الانغلاقيّ غير متداخل مع الأقوام الأخرى – الوافدة – والّتي يجب عليها أن تحترم نفسها عندّما تتحدث مع أصحاب الأرض الحقيقيّين من أحفاد سام بن نوح – عليه السّلام – فأرض شبه الجزيرة العربيّة ليست «طوفة هبيطة» لكل أعجميّ يأتيّ من بلاده، ويعلن سيادته فيها، ولقد امتاز العرب في أنّهم لا يسمحون لغير العربيّ أن يتسيدهم، أو يستوطن أرضهم، فمثلًا: المواليّ والعبيد، طبقتان لهم تواجد في المجتمع العربيّ القديم والحديث، ولهم حقوقهم الإنسانيّة المشروعة، ولكنّ ليس لهم حق التّدخل في شؤون العرب؛ لأنّهم غرباء، ليسوا منّا ونحن لسنا منهم، وأيضًا أوقاتنا كلها ماضيّة في الاختراعات، والاكتشافات ولا تسمح لنا أن نخالط الأقوام المختلفة رغبةً منّا في المحافظة على السّلالة العربيّة السّاميّة نقيّةً صافيّةً، والأمر الأهم من هذا أن لا تمس أيدي غير العربيّة منجزاتنا، حتّى لا يُقال: إنّ اختراعات العرب ليست عربيّة.
 
المثل العربيّ يقول: «يا غريب كن أديب»، إلّا في قرن أضحت عروبتنا تعيش في أسوأ مراحلها؛ فبعدما كنا نعرف بعرب الشّمال، ونجد، والحجاز، والجنوب، أو عرب سبأ وحمير، ومضر وربيعة، أصبحنا اليوم نعرف عروبتنا بـ«عرب أيدول» و«عرب قوت تلنت» وبات الحر عبدًا، والعبد حرًا، والعربيّ أعجميّ والأعجميّ عربيّ؛ فالعروبة اليوم لا تقاس بنقاوة الدم العربيّ السّاميّ الّذي هو رمز نستمد منه عروبتنا؛ فنحن عرب القرن الحادي والعشرين نفتخر باختراعاتنا المستمرة فقط، ولا نفتخر بشيء آخر، فمن يستطيع أن ينكر اختراعنا لأجهزة: بلاك بيريّ، والآي فون، وجالكسيّ إس 3، ومن اكتشافتنا أيضًا: المواقع الاجتماعيّة، مثل: الفيس بوك، وتويتر، والاسنتقرام، ولا ننسى الاختراع العظيم «قوقل»، لا تستغربوا من غرابة هذه الأسماء حيث إنّها أسماء ذات دلالة عربيّة خالصة من اللّغة السّبئيّة الّتي دوّنت بنقوش حميريّة، وحروف مسماريّة، أمّا الأبراج الشاهقة التي تغطي مدن دوّلنا الخليجيّة بفضل من الله، وولاة الأمر الكرماء بأنّها من صنع المواطن الخليجيّ الّذي لا يحب الكسل البتة، حتّى استطعنا أن نكسر الرّقم القياسيّ، وشيدنا أعلى برج على وجه الأرض في مدينتنا الحبيبة «دبي»، دون أدنى مساعدة أو مساهمة من أيدي خارجيّة، بل بابتكار خليجيّ صرف، لما لا ونحن العرب ساميّون، وأجدادنا امتهنوا مهنة إعمار الأرض، وأعظم الحضارات على وجه الأرض هي حضاراتنا السّاميّة!
 
للأسف الشّديد! هناك بعض ضعفاء الأنفس من أرذال العرب قاموا بتسريب اختراعاتنا، واكتشافاتنا الّتي تحمل صفات دكتاتورلوجيّة، وعنصرولوجيّة، وتخلفلوجيّة، إلى الغرب حتّى بدأوا يقلدوننا، ولكنّ يبقى المنتج العرب متخلف عفوًا مختلف تمامًا لما يحمله من صفات تساعده على الاستمرار، والبقاء رغم كلّ الظّروف التّضاريسيّة، والمناخيّة، والبيئيّة الصّعبة،كلّ ذلك بفضل أصحاب الجلالة، والسّمو، والمعاليّ، والسّعادة – حفظهم الله جميعًا – فهم لم يقصروا بالاهتمام في المنتج العربيّ الأصيل، والعمل على إنضاج الفكر، والعقليّة العربيّة، ونبوغها، وتفانيّها في العمل؛ فهي لا تعتمد إلّا على العرب من أبناء القبائل فقط، ومن ينكر ذلك عليه أن ينقح عقليّته؛ فهو عميل خارجيّ باع عروبته، وإلّا كيف له أن يتهم «ولاة الأمر» الّذين طاعتهم فرض من فروض الإسلام، ومن لم يطع ولي أمره؛ فهو كافر ومطرود من رحمة الله، بنصوص شريعة واضحة وضوح شمس الخليج في شهر يوليو وأغسطس، ولكنّ هذه النّصوص لم تنزل علي نبيّنا – صلى الله عليه وسلم- وإنّما نزلت على أناس لا يعرفونهم إلّا علماء السّلاطين وعبيد الدّينار، ولا مجال للتأويل والتّشدق الأهم أن نعرف بأنّ من يساوم في «طاعة وليّ الأمر» كافر؛ حيث إنّ طاعته أمرًا ربانيّ، ومن أركان الإيمان في عصر حرّفت فيه مبادئ الإسلام السّمحة بأيدي جلبت الخزي والعار لأمة الإسلام والعرب.
 
لقد تفننت العقليّة الدّكتاتوريّة، وتفانت في الإخلاص، والعمل الدّؤوب من أجل مصلحة الإنسان العربيّ – أولًا وأخرًا – حتّى عملت العقليّة العربيّة العصريّة المواكبة للتقدم الحضاريّ، والمتمسكة بالقيّم الإسلاميّة الحديثة المصطنعة من قبل علماء العالم الثّالث، على اختراع أعظم تقنيّة واكتشاف بشريّ لا مثيل له في تاريخ الإنسانيّة، وهذا الاختراع لم يصنعه إلّا أيدي ملطخة بدماء الأبرياء، أو بالأصح الأيدي العائثة والعابثة بالأرض فسادًا، وتعدم المساواة، والعدل المشروع – من سبع سماوات طباقا – في أرض الله وبين الرّعيّة؛ فهي لا تعرف لغةً تتعامل فيه مع البشريّة إلّا لغة الاستعلاء والاستقواء، وهي في الأصل لا قيمة لها في الحسابات والأجندات السّياسولوجيّة إلّا أنّها مجرد لعبة بيد القوّى العظمى في العالم، بل هي من إحدى تلاميذات الأب الرّوحي، والحاميّة الأولى للمصالح الإفساديّة، والإمبرياليّة التّسلطيّة في منطقة شرق الأوسط إلّا وهي «أميركا» الّتي دائمًا ما توجه خطابها إلى أطفالها الصّغار – حكام الأنظمة الأبويّة – بلغة طفوليّة، وصوت دوي، احترامًا لمشاعر طفولتهم الرقيقة؛ وهنا لابدّ لنا أن نضحك قليلًا على غباء مشيخات الخليج البدونيّ الّتي تشرع العبوديّة، ولكنّ بحلة جديدة، وتضرب كلّ الآيات الإلهيّة، والأحاديث النّبويّة الشّريفة والاتفاقيّات الدّوليّة البشريّة الّتي تكفلت بحفظ حقوق الإنسان عُرض الحائط، وتنقل صورة بشعة إلى المجتمع المدنيّ المتحضر، بأن الإسلام لا يكفل للإنسان حقوقه حيثُ إنّها تلعب دورًا هامًا، وبرازًا في تشويه صورة الإسلام أمام الغرب، وسيرة النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – فكلّ ما يحدث من ظلم، وجور، وبطش في أرض العرب يحاول العالم الغربي إلصاقه بالإسلام، وفي حقيقة الأمر علينا نحن المسلمين أن نردع الأحقاد، وننهي هذه الإشكاليّات، وننسبها إلى أصحابها.
 
ومن إحدى صور العبوديّة، والإتجار بالبشر في دول الخليج المتخلفة «نظام الكفالة» فهناك يطبقون هذا النّظام العبوديّ البغيض على الوافدين؛ حتّى تكون هناك علاقة وثيقة بين الكفيل المواطن والمكفول الوافد، في صورة متشابهة لعلاقة العبد وسيده في زمن العبوديّة، وهذا الأمر ناتج عن شعور هذه الدّول بالنّقص والحطة؛ لأنّ «أميركا» تمارس هذا النّظام العنصريّ البغيض معهم، حيث إنّ دول الخليج تحت الكفالة الأميركيّة؛ فهم يحاولون أن ينقلوا التّجربة الأميركيّة المطبقة عليهم إلى الأحرار من المدنيين كنوع من تخفيف آلم العبوديّة؛ فهم أطفال أميركا، ولا يعرفون إلّا أن يقولوا سمعًا وطاعة يا أبتاه؛ وليس لهم أن يعارضوا أميركا، وحالتهم المزريّة لا تسمح لهم بمواجهتها؛ فأغلب جيوش دول الخليج من الجنس غير العربيّ، حتّى كبار قيادي الجيوش الخليجيّة ليسوا من أصول عربيّة، بل أكثرهم من الأعاجم، والعبيد الأفارقة الّذين تم جلبهم لخدمة القبائل العربيّة؛ لذا هذه الأنظمة تعمل وفق منظورها، وتتعامل مع الأطفال الّذين في حجهما فقط.
 
هذه الدّول (بضم الدّال) إذا سميناها دول إسلاميّة نجد في ذلك أذية بالغة وإهانة عظيمة للدين الإسلاميّ، والرّسالة النّبويّة الشّريفة؛ فالإسلام أتى لنبذ الكراهيّة والعنصريّة، وأفشى العدل والمساواة في الأرض، أما هذه الأنظمة أتت؛ لتجلب العار للأمة الإسلاميّة، ومن ناحيّة أخرى هذه الأنظمة لا تمثل الخصال العربيّة النّبيلة بتاتًا؛ فهي لم ولن تحمل تلك الخصال الكريمة المتوارثة في جينات كل عربيّ حرّ يرفض الخضوع والمذلة، والبعض بدأ يمارس مهنة إلصاق هذه الأنظمة الفاشيّة النّازيّة الأبويّة الوراثيّة زورًا إلى الأمة الإسلاميّة، وزجها في الانتماء العربيّ الحرّ فيه غير خاضع لذل والمهانة، وسطو هذه الأنظمة الباطشة والخائفة من الأب الروحي لها «أميركا»، أما ورعان هذه الأنظمة، وفروخها الأفضل لهم أن يبضوا بيضاتهم الفاسدة، ويقدمونها في إناء إلى سادتهم؛ فهم اختاروا العبوديّة، وسوف يبقون عبيدًا كما أرادوا.
 
من هنا أبدأ بدوري مروجًا لمنتج بحاجة إلى دعاية إعلاميّة، واهتمام إعلاميّ كثيف، وبشكل متواصل، ومستمر حتّى ينفد من السّوق، هذا المنتج الجديد من اختراع العقليّة العربيّة المتخلفة المتحجرة الّتي تستورد أفكارها الاضمحلاليّة الرجعيّة بوساطة نظرتها الضيّقة، والخاطئة، والمنحصرة في معتقدات فاسدة ووسخة، وما أكثر المنتجات العربيّة الّتي لم تثبت جدارتها لا في محيطها، ولا في المحيط الخارجيّ، بل بقيّت سلعة رخيصة تندثر مع مرور الزّمن، إلّا أنّ هناك منتجًا من صناعة حكومات المشيخة الخليجيّة الّتي تعيش في عالمها الافتراضيّ، ووفق أيدلوجيّات لا تنتمي إلى الإسلام، أو العروبة؛ بل هي من صنع عقليّات باعت الدين من أجل الدنيا، لن أفصل كثيرًا إلّا أنّني أقول بأنّ هذا المنتج سوف يتحول إلى قنبلة موقوتة ستنفجر بإذن الله في وجه كل مستهلك لم يحاول شرائها.
 
«البدون» هو ذاك المنتج الغريب العجيب الّذي تم انتاجه من قبل رؤوس الضّلال الّذين كل تفكيرهم منحصر في ممارسة الجنس؛ فهم مصابين بهوس جنسيّ، وعهر فكريّ، ووقاحة أخلاقيّة متجذرة في سجايّهم وطبائعهم الخبيثة، كيف لا والنّوادي الليليّة والمراقص في أوروبا تقدم شهريًا دفعات جديدة من الشّقراوات اللاتي جملهن يدغدغ الغرائز الجنسيّة والحيوانات المنويّة لدى أبناء هذه المشيخات العنصريّة الّذين يقضون صيفهم، وربيعهم، وشتائهم في أوروبا من أجل ممارسة الجنس، وقضاء الليالي الحمراء والزّرقاء مع الشّقراوات، ومع احتساء أجود أنواع الخمور الأوروبيّة تكتمل ليلة هذه المشيخات الخليجيّة، ومن ثم يعودوا إلى دولهم، ويأمروا علمائهم، وأصحاب اللحى المغشوشة أن يركزوا على «طاعة ولاة الأمر»، سمعًا وطاعة يا ولي أمرنا! ونسى أنه كان يزني مع فتاة شقراء بالأمس؛ فلا تتعجبوا هكذا هي حياة التّرف والرّفاهيّة، وإذا وجدتم شيخًا من أبناء هذه الأسر الحاكمة يخاف الله في نفسه؛ فأعلموا إنه مضطهد من قبل أسرته، والأمثلة كثيرة.
 
 
أربع حكومات خليجيّة ساهمت في صنع منتج «البدون» إلّا أنّها إلى الآن لا تثق بكفاية البدون، على الرّغم من أنّ براءة الاختراع مسجلة لهذه الحكومات «المشيخجيّة»، ولكنّ منتج «البدون» مذ أن تم صنعه قبل نصف قرن من الزمان بأيدي هذه الأنظمة، اثبت كفايته العاليّة في الأداء، وتفوقه على غيرها، في الكثير من المجالات الحيويّة الأساسيّة الّتي تفتقرها هذه الدّول الّتي تكشخ بعلمائها، وعباقرتها، وبعدما أن قضت دول الخليج البدونيّ حاجتها من البدون الّذين شاركوا في ردع العدوان، وقدموا أنفسهم فداءً لأوطانهم، ورغم كل الظّروف القاسيّة والعصيبة الّتي مرّت على أجداد وآباء هؤلاء الأحرار، إلّا أن تمّ محاربة هذا المنتج الغريب العجيب من قبل كافة الأطراف العبثيّة والإذلاليّة الّتي تحمل عقليّات خاويّة لا تستحي على وجهها؛ فهي لا تمثل الأمة الإسلاميّة، والرسالة المحمديّة الشريفة، ولا تنتمي إلى صلب العروبة السّامية الأصيلة.
 
منتج «البدون» حاصل على شهادات تميّز في مجالات عديدة، ومن أكبر الجامعات العالميّة، حتّى إن العالم الغربيّ مستغربيّن جدًا من عقليّة هؤلاء البدون؛ فقد أبلوا بلاءً حسنًا في الحروب، وساهموا في ردع العدوان، وخدموا لسنين طويلة في حماية هذه الدّول الأبويّة في مختلف أجهزتها الأمنيّة إلّا أنّ هذه الدّول جاحدة، ولا تعرف معنى المروءة والشّهامة العربيّة؛ فعلى الرّغم من جدارة منتجات «البدون» في أداء الواجبات الملقاة على عاتقهم، إلّا أن هذه الحكومات غير الإنسانيّة أساءت التّعامل معهم، وضيّقت الخناق عليهم؛ ظنًا بأنّ هذه المنتجات – المنتجة من مصانع هذه الحكومات- سيقل أداءها إلّا أنّ ذلك زاد من عزيمتها حتّى دخلت في معترك، وصراع فسيولوجيّ بين حماقة هذه الأنظمة، وحذاقة البدون.
 
بدأت الدّول المنتجة بالاستغناء عن منتج «البدون»، وكانت الإمارات السّباقة في ذلك حيثُ قامت ببيع جميع منتجاتها إلى جزر القمر، أمّا دولة قطر هذه الدولة الصّغيرة التّائهة الّتي لا تعرف كيف تدير مصالحها، وتحاول بكلّ كذبٍ، وصفاقة، وسفه أن تنفي بأنّ منتج «البدون» من صناعتها؛ لذلك تكتب على لاصقات المنتج بأنّه صنع في دول مجاورة، مثل: إيران، الإمارات، السّعوديّة، الكويت، عُمان… إلخ، بيد أن هذه الدّول لا تعرف شيئًا عن ما تقوم به حكومة قطر الّتي تحمل براءة اختراع منتج «البدون» مثل غيرها من دول الخليج البدونيّ، ولكنّها تحاول أن تنفي اختراعها لمنتج «البدون القطريّ»، ولم تلقَ مشتريًا لهذا المنتج إلّا أنّ في كلّ الأحوال منتج «البدون القطريّ» يقدم أرباحًا للحكومة القطريّة، أمّا أرض السّعوديّة لم تكن مختلفةً عن أقرانها؛ فمازال منتج «البدون السعوديّ» بين الحدود في الشّمال والجنوب، أمّا المنتج الكويتيّ الذي ضاق الويلات والمآسي! هذا المنتج يمتاز بعدة ميزات لا مثيل لها في أي منتج آخر عرفها الإنسانيّة، حتّى إنّ هذا المنتج قدم الكثير والكثير لمجتمعات مختلفة؛ فلا تستغرب! أن وجدت بقيّة باقيّة من هذا المنتج في عاصمة الضّباب لندن، أو السّويد، أو إستراليا، وحتّى أميركا، وكندا، وهو من أكثر المنتجات عرضةً للخطر، وتفانيًا في العمل، وحاول البعض بيعها إلى دول مجاورة من الكويت، وللأسف هذه الدّول نفسها انتجت لنفسها مثل هذا المنتج، ولكنّ بشكل مصغر نوعًا ما، ومن هؤلاء الّذين أكن لهم الاحترام والتّقدير الإعلاميّ محمد الوشيحيّ، الّذي كتبه مقالًا يروّج فيه بيع منتج «البدون الكويتيّ» إلى قطر، وفي حقيقة الأمر أنا لا أعرف، هل كان الوشيحيّ يعي ما كتبه؟ أم أنّه كتب مقالته من باب العاطفة فقط؟ فهناك أمور خفيّة عن الوشيحيّ، منها: عدد البدون في الكويت أكثر من عدد مواطنيّ دولة قطر، فكيف قطر تحاول أن تجلب أناس أكثر من عدد مواطنيّها؟ قطر دولة تعاني من قضيّة البدون، وعدد البدون لديها 1200 شخص؛ فهل يعتقد الوشيحيّ، ومن يدعم هذه الفكرة بأنّ قطر الّتي لديها مشكلة 1200 شخص بدون قطريّ باعتراف دولي ومحليّ، لها أن تجنس 120 ألف بدون كويتيّ؟ كما قال (عطاء بن واصل): «مَن لم يُحسِن إلى نفسه، لم يُحسِن إلى غيره»، أما الطّامة الكبرى بأن هناك بدون من الكويت هاجروا إلى قطر، ولم تتغير أحوالهم، والأمثلة كثيرة، منها: اللّاعب عادل لاميّ، واللّاعب سعود صباح الشّمّريّ، فهم من الكويتيّون البدون، ويحملون أجوزة سفر إرتريّة، ولعبوا في أعرق الأنديّة الرّياضيّة في قطر، وكذلك في المنتخب القطريّ، وأيضًا هناك أسرة من الكويتيّين البدون هاجروا إلى قطر في السّبعينيّات تقريبًا، وعاشوا فيها ما يقارب عشرين عامًا بعدها طلبت منهم الحكومة القطريّة استخراج جنسيتهم الأصليّة وإلّا يتم تضييق الخناق عليهم، وفصلهم من أعمالهم، وقطع أرزاقهم… وغيرها من الممارسات العنصريّة الّتي تمارسها الدّول الخليجيّة كافة مع الأبرياء، حتّى استخرجوا جواز مزور لإحدى الدّول العربيّة، وبعد مضي خمس سنوات رفضت هذه الدّولة تجديد الجواز بحجة أنّه (مزور)، وإلى الآن يعيشون «بدون»، ويعانون الأمرين في قطر الّتي يطبل لها الوشيحيّ، ويطلب فزعتها، وهو من قبائل يام، ويعرف بأن قطر، ماذا صنعت في حق فخيذة آل غفران من قبيلة آل مرة الياميّة، وبغض النّظر عن كلّ هذا وذاك؛ فأنّ الكويتيّون البدون أظهروا رفضهم التّام لمسألة بيعهم إلى قطر؛ لأنّ حب الوطن لا يباع، ولا يشترى في السّوق.
 
ما تلك اللّجان الفاشلة الموكلة في تحديد تاريخ انتهاء منتج «البدون»، وهي تتعرض لمصالحهم وأذيتهم، إلّا دليل على أن هناك خللًا يجب سده، وخرقًا يجب رقعه؛ فلابدّ من رأب الصّدع، وترميم جدار التّربيّة النّاقصة لدى العنصريّين والأوغاد، والرّعاع، والطّغَام الّذين لم يتنفسوا نفحات هواء الحريّة في حياتهم أبدًا! ومنهم هؤلاء الوراعين المطبلين لهذه الأنظمة، والمستقوين على فئة لا حوله لها ولا قوة؛ فإذا كانوا رجالّا – وهم بعيدون عن الرجولة بعد السّماء عن الأرض – لاستعرضوا عضلاتهم أمام الأب الرّوحيّ البابا «أميركا» الثّالث عشر، وكما أنّ التّاريخ ولد رئيس إفريقيّ يحكم أميركا؛ فلا نتعجب إذا وجدنا في يوم من الأيام «بدون خليجيّ» يحكم أميركا، ويلعن سنسفيل الحكومات الخليجيّة، ويحوّل دول الخليج إلى حضيرة لتربيّة المواشيّ والأغنام، ويقلبها رأسًا على عقب، ويخرج ما في داخله من قهر، واستبداد عانه منذ سنين طويلة، ومتوارثة من جده إلى أبوه، ومن أبوه إليه، والتّاريخ لن يقف صامتًا هكذا دون أن يلعن هذه الحكومات العنصريّة الّتي أتخذت من الغطرسة وسيلةً لها في نشر العنصريّة الشّوفينيّة، فما زالت مستمرة في جلب كميات متزايدة من الخزي والعار للأمة العربيّة الحرة الأبيّة، كما تتدفق نفطها يوميًا، وإلى أن تنتهي في يوم من الأيام، وستبكي على سذاجتها وصفاقتها، وبيعها للعروبة والإسلام من أجل غايات قذرة، والتّاريخ لا يخلد من جلب العار لأمته، ولا مكان له إلّا في مراتع الاستخفاف، ومستنقعات العار والفضيحة، ولن تبقى هذه الأنظمة إلّا كالعاهرة الّتي باعت عذريّتها، وعفّتها في ريعان شبابها، وأصبحت تلازمها ألقاب ومصطلحات العهر والفجور والرّذيلة إلى نهاية عمرها.
 
ألّا فاتقوا الله أيّها الحكومات الخليجيّة؛ فأنتم عند ربكم موقفون، قال تعالى: «وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ». وقال تعالى: «ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ». صدق الله العظيم.
 
 
البروفيسور الدكتور عبد الله بن هامل الشمري الطائي
السويد – ستوكهولم

زر الذهاب إلى الأعلى