أرشيف - غير مصنف

من مغربي للثورة السورية: آسفون!

 

تحية إجلال وإكبار للشعب السوري الأبي الحر والمجاهد، تحية إجلال لشهدائكم وأسراكم وجرحاكم، تحية إكبار لكل من ضحى بالصغيرة والكبيرة من أجل الحرية والكرامة وكسر جدار الصمت، تحية لكل أب وأم احتسبا أبناءهما عند الله تعالى، تحية لكل من وقف في وجه نظام الطغيان والظلم والاستبداد، تحية لكل جندي اختار الدفاع عن أبناء وطنه والانشقاق عن الجيش الأسدي، تحية لكل إعلامي يخاطر بروحه لينقل للعالم صورة التقتيل والقصف والترويع، تحية للجهود التي تبذلها الشبكات الإعلامية على المواقع الاجتماعية لإنتاج مئات المقاطع والتي لولاها ما عرف العالم ما يجري صباح مساء في أرض الشام الطاهرة.
 
رسالتي هذه ليست لتثمين تضحياتكم فقط لكنها رسالة لأقول لكم وبالنيابة عن كل عربي حر: "آسفون، آسفون، آسفون أيها الشعب السوري". عذرا أيها الشعب الكريم فإننا لم نستطع الحراك بخطوات تواسي المأساة التي تعيشونها يوميا، عذرا فتفاهات الجامعة العربية لا تمثلنا، عذرا فطموحنا أكبر وأبعد بكثير من اللعب الذي يلعبه ''أصدقاء سوريا''، عذرا فأنتم والله أشرف من رؤسائنا ووزرائنا وسفراءنا، عذرا لأنكم تموتون في صمت بسببنا، عذرا فإعلامنا الرسمي لا زال يعترف بشرعية من يقتلكم ويسفك دمائكم، عذرا لأننا لم نستطع أن نذوق حالة الخوف التي تعيشونها، عذرا لأننا لم نستطع أن نحس بقساوة العيش تحت القصف والكسر والمداهمات الأمنية التي لا تفرق بين صغير وكبير، لا تفرق بين رجل وامرأة.
 
عذرا أيها الأبطال فنحن لم نعش بعد ما يعيشه الناشطون والمعارضون هربا من عصابات الأسد الإرهابية وخوفا من التمشيط الأمني للقرى والمدن والأحياء، آسفون لأننا لا نملك لكم إلا الدعاء سبيلا لفك حصاركم وحزنكم، سامحونا أيها الشعب الأبي فإننا لم نستطع أن نحقق ذلك الجسد الواحد، لكنني أعاهد الله ثم أعاهدكم أن نمضي صفا واحدا بالرغم مما يكيده المتآمرون ضد الوحدة العربية الإسلامية لنحرر أرض الشام حيا حيا، شبرا شبرا، من دنس النظام المستبد الظالم.
 
نناشدكم يا أبناء خالد بن الوليد أن تصبروا فما النصر إلا صبر ساعة، نناشدكم أن تكملوا رباطكم، فأنتم أملنا الوحيد والأخير بعد فلسطين في الوحدة العربية، اصبروا وصابروا ورابطوا فالحرية على الأبواب ونهاية الهارب قريبة إن شاء الله، اصبروا ولا تيأسوا من تخلي العالم عنكم ما دام معكم من هو أعلى وأجل وأقوى منا، اصبروا فنحن معكم قلوبا وأرواحا ضد الديكتاتور، قلوبا وأرواحا حتى تنجح ثورتكم، ويكتمل الربيع العربي بانتصاركم القريب.
 
شكرا أيها الشعب السوري لأنكم علمتم أبناءنا معنى الكفاح وعدم الخضوع والاستسلام مهما كان ثمن الحرية غاليا، شكرا أيها الشعب الأصيل لأنكم فضحتم من يقف وراء المتاجرة بالقضية الفلسطينية، وضمان الهدوء والأمان للكيان الصهيوني، شكرا لأنكم كنتم السبب في فضح مؤامرات حزب الله وإيران اللذان لطالما خدعا الأمة العربية وكانا السبب في الدفاع عن نظام الهارب من السقوط.
 
لكن اعلموا أن الصبح ليس ببعيد وأن دماءكم وأرواحكم ودموعكم الزكية لن تذهب هدرا فهي التي ستروي أرض الشام لتنبث عليها أزهار الحرية والحياة من جديد بإذن الله.
 
بشار الأسد عدوكم… والمستقبل بين أيديكم.. وسوريا لكم.. 
 
محمد بنبا 
 الجزيرة توك 

زر الذهاب إلى الأعلى