أرشيف - غير مصنف
نجيب ميقاتي لم يستقل بل …هرب!
نجيب ميقاتي ليس ضحية "حزب الله"، بل هو شريك "حزب الله" في التضحية بلبنان!
أتى نجيب ميقاتي الى رئاسة الحكومة على حصان انقلاب أنجزه "حزب الله" بالتوافق مع النظام السوري، وبأمر من مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، بعدما استاء من تفاصيل اللقاء الذي عقده معه الرئيس سعد الحريري، خلال زيارته لطهران.
لم يراع ميقاتي التحالف الإنتخابي الذي أوصله الى الندوة النيابية، ولم يراع ضرورة تمتين الصف السيادي في وجه أمر وارد من خارج الحدود، ولم يهتم الى أن ميليشيا الدويلة عندما تختار هي الرؤساء بشكل منفرد يعني أنها قررت تصفية الدولة، على يديه.
كان كل شيء يرتبه مع بشار الأسد عبر شقيقه الأكبر طه.
كان يقرأ الربيع العربي على أنه بداية إشعاع للمحور السوري- الإيراني: حسني مبارك وزين العابدين بن علي سقطا!
مثله مثل بشار الأسد كان على يقين بأن أي ثورة لن تندلع في سوريا.
بعد تكليفه، فوجئ بالعكس. أبطأ حركة تشكيل الحكومة ، بالتفاهم مع الأسد و"حزب الله". كان الأسد يعتقد بأنه قد يحتاج الى المساومة مجددا في الموضوع اللبناني مع المجتمع الدولي ليحمي نظامه.
لم يحصل ذلك. لم يطلب أحد منه أي مقايضة. ذهب الى الحسم العسكري العنيف من خلال الهجوم على جسر الشغور، وأخذ ميقاتي الضوء الأخضر، ليحسم الأمور في لبنان، من خلال تشكيل حكومة الفريق الواحد.. حكومة المواجهة مع " أدوات الأمريكيين والصهاينة".
ولكن الثورة السورية التي صمدت في وجه الحسم، وجرّت عقوبات مالية واقتصادية على نظام الأسد، أحدثت بلبلة في لبنان، وشلّت الحركة الحكومية عن تنفيذ " أجندة" إلغاء الفريق الآخر ، بالسياسة.
ترك "حزب الله" الحكومة لعمليات التخدير.
رعى فلتانا غير مسبوق في الأمن، هرب بسببه السوّاح.
جرت رشوة العمال بوعد سلسلة الرتب والرواتب، لكن الخزينة بدت عاجزة.
تمّ استرضاء المجتمع الدولي بدفع حصة لبنان للمحكمة الخاصة، ولكن فجأة برزت أدوار لحزب الله في " الإرهاب العالمي" : بلغاريا وقبرص.
مساعي توفير مليار دولار أميركي من صندوق النقد الدولي، سقطت مع دخول "حزب الله" كليا في الثورة السورية.
قدم "حزب الله" كل الأسباب لخلق ردة فعل سنية عنيفة في الشارع اللبناني. سارع نجيب ميقاتي الى احتضان المجموعات السنية الأكثر تطرفا، للتحكم بها ، وعدم تفجير حكومته.
قتل اللواء وسام الحسن.
تمّ توفير حمايات قاتلة لمجموعة رفعت عيد المسلحة في جبل محسن، وارتفعت وتيرة الحديث الطائفي في طرابلس.
أفهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة نجيب ميقاتي بأن الوضع المالي للدولة يستحيل أن يحمل المغامرة بالسلسلة. وصلت تقارير اقتصادية دولية مخيفة عن النتائج المتدهورة في لبنان.
تحت أعين ميقاتي، وضع "حزب الله" نقاطا عبورية على حساب الخزينة في المرفأ، بعدما كان قد سيطر على مطار رفيق الحريري الدولي، كليا.
قرر "حزب الله" وضع لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي ، من خلال منع حصول انتخابات، إلا وفق القانون الذي يختاره هو.
استكمل "حزب الله" عملية اغتيال وسام الحسن، باغتيال إرادة التمديد للواء أشرف ريفي.
هذه النبذة عن سلوكيات نجيب ميقاتي، أوصلت لبنان الى حافة الإنهيار الأمني والمالي والاقتصادي والاجتماعي والديموقراطي، بعدما كانت قد وضعته في المأزق السياسي الكبير.
عمليا، لم يستقل نجيب ميقاتي. الإستقالة كانت واجبة في وقت سابق، لكن الآمال بإمكان الإنتصار مع "حزب الله" والنظام السوري أملت استمراريته.
هذه المرة، هرب نجيب ميقاتي.
المرمى الذي ادعى حراسته، قد أصبح بلا عوارض.
الفريق الذي يقوده، بدأ هو يصوّب على المرمى.
نجيب ميقاتي، هرب من الإنهيار الذي تسبب به. هرب من ازدهار الدويلة وانهيار الدولة.
يترك نجيب ميقاتي الحكومة فيما لبنان يقع في الهاوية.
لم يعد "حزب الله" بحاجة الى وظيفة ميقاتي.
هو طرده.
أحرجه حتى أخرجه.
وفق وليد جنبلاط فإن "حزب الله" أهان ميقاتي. حوّله الى " شراب خرج".
مرة جديدة معادلة " ليمونة الحامض" صالحة.
عصر "حزب الله" ميقاتي ورماه قشرة.
اللبنانيون في العادة يحبون إلباس كبار الخونة ثوب الضحية، لذلك يتجرأ السياسيون على الخيانة.
نجيب ميقاتي يجب أن يكون درسا…لا مثلا!!!
فارس خشّان




