أرشيف - غير مصنف

شيعة السلطة والضلال الجديد

  كتابات أبو الحق

 حادي وعشرون من ثالث

          2013        

 

  شيعة السلطة والضلال الجديد

  أو… ( شدّوا راسكم يا كَرعين)

 

يؤسفني أن أتخير هذا العنوان بالذات وهو مؤلم لمشاعر بعض القراء من الشيعة الوطنيين ، فقد درجت على تمييز السفلة من الشيعة بتعبير (روافض) ، لكنها الحقيقة التي لا مهرب منها ، فمن أتحدث عنهم هنا بهذه المقالة هم مواطنين شيعة وليس مسئولين ، يمثلون نسبةً لا أعلمها بدون أدنى شك ، الله وحده يعلم كم مثلهم يفكر بنفس الطريقة هذه ، وأعني صب اللوم على كل جهة ممكنة ( السنة، البعثيين، التكفيريين، النواصب ، الوهابيين، القاعدة، الإرهابيين )، كلهم، إلا الفاعل الحقيقي، والسبب وراء ذلك؟  هوايه أسباب !على كَولة الممثلة القبيحة إنعام الربيعي في دعاية الدبس القديمة تلك !

تصوروا حكومة يقودها الشيعة بالغالب، من حيث العدد ومن حيث النوع، فهم الكثرة الكاثرة وهم مدعومون من إيران ومن أميركا ، وهم ممسكون بالوزارات السيادية كما كان يمسك ذلك الكردي بتلابيب عروسه ويغلق مداخل جسدها وخارجه حتى تسبب بموتها ومن ثم أخذ يستعرض ما فعله للسائلين ويقول ( حلكَي بحلكَو، خشمي بخشمو *********… إمنين تلع رووحو ؟ والله ما أعرف ). اليوم شيعة الحكم يمثلون نفس هذا المشهد الإيروسي مع العراق ( ومن ورائهم هذا الجمهور العريض الذي انتفض اليوم وأخذ ينعق بالإنتقام وبضرورة تنصيب صولاغ بدل المالكي، كونه ( صكَار البعثيين ومدمرهم ) ! حكومة شيعية بالغالب ولم تترك لإنتهازيي السنة إلا العظام (يمصمصونها)، فمن الملام على سوء الأوضاع؟ تصوروا هكذا حكومة ومن ثم تذكروا أحداث تفجيرات الوزارات تلك وما شابهها ، هل يمكن لعاقل أن يلقي اللوم على البعثيين أو السنة أو القاعدة حتى؟

إن كانت القاعدة هي الفاعل فلتخلع الحكومة ولتسلم الحكم للقاعدة وكفى الله العراقيين شر التفجيرات والإغتيالات، وإن كانوا هم البعثيين أولئك ، فما الذي فعلته قوانين الإجتثاث والمسائلة وما كانت حصيلة إغتيالات نفذتها مليشيات الصدر والظهر وفيلق القدس وأورشليم طهران بحق البعث طيلة عشر سنوات ؟ هكذا حزب يستحق الإحترام إذن طالما بإمكانه أن يهز شوارع بغداد ويخترق أجهزة الأمن الغافية هذه وبكل يسر، ومتى شاء وأنى شاء !

يريدون أن يعيدوا صولاغ من جديد، فهم مؤيدون لجرائمه تلك ، هؤلاء الذين يتباكون اليوم على أطفال أصيبوا بالتفجيرات ورجال ونساء غيرهم ، لم يكترثوا طيلة السنين التي مضت بمصير مئات آلاف المعتقلين من ضحايا صولاغ والجعفري والعامري ، إنتهاءاً بالمالكي ( فليس من سيأتي بعد المالكي بأرحم على العراقيين ! القضية هي قضية إبادة وتغيير هوية وتشويه ديموغرافية سائدة منذ قرون تنفذها كبار الخنازير ويستحسنها "كَرانيص"  قذري السريرة كهؤلاء) ، يصدّق الفكرة هذه ما يجري على الأرض منذ سنين وهو مستمر على مدار الساعة . مئات الأبرياء يتم (كرفهم) كل يوم من هذه المدن ، ومن مدن العراق كلها ، والربع هؤلاء من شيعة الغفلة نائمون، غافون عن الحقيقة ، لا يعرفونها ولا يريدون أن يعرفونها أصلاً فهم متنعمون بالديباج والحلي والحلل من السحت الحرام، من مبالغ فديات الخطف الذي لم يتوقف لليوم، ومن فديات إطلاق سراح المعتقلين المبرّأة ساحاتهم ومن بيوت وشركات ومصالح أهل السنة التي قرصنوها وتصرفوا بها كما لم يفعل الصهاينة أولئك (عمّي والله الصهاينة أشرف من هؤلاء السفلة !) .. متنعمون بالرواتب والإيفادات والعقود والمقاولات والتجارة التي يخشون كسادها فيما لو تغير الحال . كيف يمكن لمن يتغافل عن جرائم بمئات الآلاف أن تهزه جريمة قتل عراقي ضمن تفجيرات كهذه ؟ من لا يرحم الناس لا يستحق الرحمة ، وهذه أقولها بمعنى أنّ من يؤيد قتل الناس وظلمهم لمجرد كونهم سنة بالمعتقد أو حتى بعثيين بالسابق، من دون وجود دليل يثبت تورطهم بالتفجيرات والإغتيالات، فهو أحق بالقتل حتى لو كان عرضياً إثر تفجيرات كهذه لأنه مساهم فكرياً بجريمة عظمى تدور في السراديب بالكاظمية وتحت كل بقعة أرض عراقية . أنا عندما تعرض لي صور الضحايا أتمهل قبل أن أترحم أو أتعاطف، أسأل:" قولوا لي قبلها، مع من كان يصطف هذا القتيل؟ لمن أعطى صوته في الإنتخابات تلك؟ " ! ورغم أنني لا أؤيد قتل المدنيين كناتج عرضي لأعمال المقاومة ، لكنك لو قلت لي أنّ هذا الطفل الذي تم بتر أقدامه بالتفجير هو إبن أحد هؤلاء المجرمين الجدد، سواء في الشرطة، الجيش،المليشيات، الأحزاب، الحوزات، أو من مؤيديهم، فأنا لن أنبس بكلمة مقابل تلك المشاهد ، إنه الجزاء برأيي، وهي عدالة الأقدار فيما لو حدثت هكذا، هناك أطفال من السنة مقابله تم إنتهاك أعراض أبائهم وتقطيع لحومهم، ليس هذا الطفل الشيعي إبن الشرطي المتورط بظلم أهل السنة،ليس بأشرف وأحق بالرحمة من أولئك الأطفال، إن كانت عيونك لا تبصر مصيبة أولئك فكيف تطالبنا أن نبصر مصيبة هذا ؟  صحيح أنّ كل إنسان مسئول عن أعماله، لكن ما تراه سيكبر عليه إبن الطائفي المجرم، وإبنة من يعتقل العراقيين لأنهم سنة لا غير ؟ها نحن نسمع تعليقاتهم هنا وهم ينادون بالقتل الطائفي من قبل أن يجري أي تحقيق يثبت مسئولية الفاعلين، وحتى لو تم التحقيق فالنتيجة معروفة، حاله حال بقية التفجيرات التي سبقته، ثلاثة إدانات منفصلة ومتناقضة لتفجيرات القبة الذهبية بسامراء، وعلى ذلك فقس ! نحن بإزاء مشجعين في مباراة يقتل فيها أحد المتبارزين خصمه المكبل، والجموع تصفق وتطالب بالمزيد !

هذه التفجيرات المحمومة لا تعدو أن تكون مخططاً إيرانياً لزعزعة الأمن وإثارة الأحقاد الطائفية في ظل ترنح بشار الكلب وقرب نهايته بقوة الله ، وفي ظل المأزق المسدود الطريق والذي يواجه حكومة حزب الدعوة في ظل التظاهرات الجماهيرية العارمة هذه وشبح صحوة كبيرة يلقي بظلاله على المشهد العراقي المحترق ، مؤامرة تتخذ شكل صراع الدعوة مع الصدريين أو قل عصائب الباطل تلك ، وغيرهم من شراذم جموع أحزاب الشيعة التي تشظت بعدما دانت لهم السلطة، وتيقن أتباعها ( أو قل توهموا) أنهم خدعوا الأمريكان واستدرجوهم ليتولوا إسقاط نظام البعث وصدام حسين ، نفس الدور الذي لعبوه في كل حروب المنطقة التاريخية تلك بدءاً من هجمة التتار على بغداد ومروراً بالحروب الصليبية . اليوم هم يتصارعون ليسقط بعضهم بعضه الآخر فالغنيمة هائلة، إنها عراق بمجمله، ذهب ودولارات ونفط وثروات معدنية ومائية ونساء وصبيان !! وبشر غالبيتهم يساقون كالحمير لآجالهم من دون أن يفقهوا أو أن يرغبوا أن يفقهوا! من هذا الذي يحتكم على هكذا زمايل أو إحتكم في غابر الزمان ؟ تصوّر مومساً تتمتع بها وتقول لك ( جزيت خيراً) وتدس لك المال في كفك عقبها وتضرب لك موعداً مقبلاً ،مع تغطيس أصابعها بالبنفسجي كذلك .. لعيونك ! هل هناك شعب أو قل نصف شعب بالعالم كله مثل هذا النصف العفن؟

درب اﻠﭽلب عالكَصاب)، كذا يقول العراقيون ، وحكومة المالكي وهي تصر على (بعج عيون) الإدارة الأمريكية عبر دعم نظام بشار والسماح لعشرات الطائرات الإيرانية بالمرور محملة بالأسلحة عبر سماء العراق لتدعم ماكنة القتل النصيريّة في سوريا، إنما توقع بلقبها ككلب لا مناص له من العودة للقصاب الأمريكي .

عادت التفجيرات بأقوى مما كانت عليه وأوسع ،وعاد المطايا لمنطقهم السخيف المتجرد عن كل منطقية ،لا سألوا أنفسهم عما حدث بالسابق ، ولا طالبوا قيادات العمليات الجراحية بكشف المتورطين في تلك التفجيرات ، كل ما علينا فعله هو أن ( إنشدّ راسنه مع كل واقعة كهذه، فنحن كَرعان وهمّه خنافس)!! لو حدث تفجير في الموصل أو الأنبار أو صلاح الدين ( وهي ليست "لو" الإستحالة تلك ،فهذه الأمور حصلت قبل مدة قصيرة ومرت مرور السحابة الصيفية العابرة !) لا حكومة سقطت ولا طالب أحدهم بتنحية المالكي وعبود كَنبر وبقية الكورس العسكري الكوميدي ، ولا يحق لنا أن نطالب بإبادة الشيعة كما يلمحون اليوم تجاه السنة، ولا يحق لنا أن نطالب باستئصال المليشياويين ، فكل مليشيا تصطف وراء رجل دين (كلب إبن سطعش كلب) يمنحها الشرعية ويضفي عليها قدسية المضارطة التي تنزلت على العراق مع الديمقراطية الفافونية تلك ! كل تلك التفجيرات ولا يحق لنا أن نطالب بمحاكمة السلطة الفاشلة هذه والتي لم تصل لسدّة الحكم إلا من خلال أصوات مجرمة وأصابع تلطخت بالبنفسجي فلطخت عراقنا ووجوهنا وحياتنا كلها بلون الدم المهروق ، هؤلاء المطالبين اليوم بتنحية المالكي وتنصيب صولاغ الأشد إجراماً هم أولاد سافلات كصولاغ، فهم من أوصل المالكي للحكم وهم يتحملون كل ما دار في عهده ويدور اليوم من تفجيرات من المؤكد أنه هو مصممها فهو تصورها كفيلة بجعل الخراف الشيعية هذه (تمعمع) وتطالب بالقتل الطائفي من جديد ،تتصوره حماية له من خصومها، لكن ربما فات المالكي أنّ الخراف هي اليوم بصدد (كبش جديد) غيره ، فحسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر هذه المرة !  

إنه كيل منحرف لم يسبقهم إليه أحد من العالمين ، أن يجعلوا المجرمين هم حماتهم ومتعهدي أمنهم، إنها رؤية عوراء في عين منهما، و حولاء في العين الأخرى، ألا ساء ما تزرون وساءت الكيفية التي بها تحكمون ! 

زر الذهاب إلى الأعلى