التايم: كيف يدير (الجهاديون) محافظة الرقة

قالت مجلة التايم الأميركية  إنّ النظام السوري سيفقد خلال أيام سيطرته الكاملة على محافظة الرقة في شمال شرق البلاد. وذكرت المراسلة رانيا أبو زيد أنّ ما بقي من قوات النظام في هذه المحافظة الممتدة على الحدود التركية هو الفرع 17، البعيد بضعة كيلومترات عن مركز المدينة، وكذلك مطار الطبقة الذي يبعد ما بين 40 إلى 50 كيلومتراً عن المدينة، والكتيبة رقم 93 في عين عيسى، 70 كيلومتراً تقريباً. وتتعرض هذه المواقع لقصف عنيف من جانب المعارضة.
 
ويشير أهل المنطقة إلى أنّ المعارك في هذه الأنحاء كانت سريعة  فسقط أصعب مقرين وهما مركز المحافظة ومقر حزب البعث بسرعة، واحتجز المحافظ ورئيس فرع حزب البعث في المنطقة وأعلنت الرقة محافظة تحت سيطرة المتمردين في السابع من آذار (مارس) الجاري.
 
وحتى اليوم تمكنت المدينة من تفادي أجواء الفوضى في مرحلة ما بعد النظام. نهب القليل من المنازل، أما المصارف وما فيها من أموال فقد تم تأمينها، بينما لم يتم نهب المقار الحكومية أيضاً، ولم تحرق المحفوظات فيها، بل يعمل على دراستها بدقة اليوم. وبالنسبة للكنيستين الوحيديتين في المدينة وسط غالبية سنية فلم تلمسا أبداً، وعمل على حمايتهما، رغم أنّ أبناء المذهب الإسلامي العلوي تعرضوا للقتل في المدينة.
 
إذاً ما الذي جرى في الرقة وكيف سقطت؟ الأمر أنّ النظام أرخى قبضته كثيراً في هذه المدينة ولم يترك قوات كبيرة فيها، وكذلك لأنّ المعارضة معظمها إسلاموية، وهي إلى حد كبير خارج مظلة المعارضات العلمانية الأقل تنظيماً.
 
وقادت الهجوم على المحافظة جبهة النصرة التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية مرتبطة بالقاعدة، وكتيبة أحرار الشام السلفية وجبهة الوحدة والتحرير الإسلامية وهو تجمع لعشرين مجموعة صغيرة تقريباً. وكلّ هذه الجماعات لا تنتمي إلى الجيش السوري الحر وتفضل مصطلح مجاهدين بدل ثوار الذي يستخدمه الكثيرون في الجيش السوري الحر لوصف أنفسهم.
 
واضطلعت وحدة من أحرار الشام تسمى لواء أمناء الرقة بمهام تأمين المقار الحكومية بعد سقوطها بيد المعارضة، وحماية الأملاك العامة والخاصة، والحفاظ على السير الخدمات في المدينة.وشكلت هذه الوحدة لهذا الهدف بالذات بحسب قائدها أبو طيف، المتخرج في الدراسات التاريخية والذي كان يعمل في القطاع الخاص.
 
ويشير التقرير إلى أنّه ومع سيطرة الإسلاميين على الرقة بشكل شبه كامل وتسيير العمل اليومي فيها، يبدو كلّ قادة المجاهدين في المدينة مدركين لضرورة تفادي استعداء أهل الرقة، ويعلمون أنّ المدينة ستشكل بالنسبة لهم حقل اختبار انتقالي لباقي سوريا. وعن ذلك يقول أبو طيف: "الرقة اليوم هي تحت المجهر، وإذا ما ساد السلم الأهلي، فسنكون مثالاً للمدن الباقية لاتباعنا، لكن إذا فشلنا فإنّ الشعب ربما يتخلى حتى عن فكرة التحرر".
 
Exit mobile version