اذن هى الحرب يا دكتور ..!

لم يكن فى بال أحد ممن انتخبوا الدكتور محمد مرسى ما آل اليه حال مصر فى عهده الذى مضى عليه 9 أشهر فقط..
راهن عليه معظم شباب الثورة معتقدين أن دينه وإيمانه وتعرضه وجماعته للإضطهاد أيام المخلوع سوف تجعل منه حاكما عادلا يأنف الظلم ويتقى الله فى شعبه وسوف تمنعه صلاة الفجر من أن يضطهد معارض أو يعذب ثائر أو يهضم حق فقير ولكن …!

أتت الرياح بما لاتشتهى السفن وأسفر الدكتور محمد مرسى عن وجهه العجيب  فوجئنا برجل لايجيد فن الخطاب ولا يجيد الحديث لشعبه بل  يحتاج للتلقين ممن يدين لهم بالولاء من مكتب الإرشاد فهو تارة يحذر بطريقة مضحكة وتارة يشير ويلمح بإيماءات لا تليق برئيس لدولة بحجم مصر وكما تعلمون فإن الشعب المصرى شعب ساخر بطبعه وجد فى خطاباته مادة للسخرية رغم محاولات المطبلاتية من الجماعة وأحبابها تصحيح  وتبرير ما يقول بأى شكل وتجميل كلماته…
لايملك الدكتور محمد مرسى من أمر مصر شيئا وربما لا يعبأ بها أصلا فهو منهمك مع جماعته فى أمر التمكين ( الذى وعدوا به أميركا ) لتساعدهم فى اعتلاء صهوة الحكم  كما جاء فى الوثائق المسربة  ليتسنى له حماية مصالحها شأنه شأن من سبقه ..
استعْدَت الجماعة الكثير من أبناء الشعب ضدها بمحاولتها التغلغل فى مفاصل الدولة واستمرارها فى استخدام نفس أدوات المخلوع الملوثة لإرهاب المعارضين وكانت الطامة الكبرى والتى من شأنها أن تحطم أعتى الأمم وتهدم عروش وتهز كراسى الحكم حين تم الكشف عن استقالة تقدم بها الدكتور احسان كميل جورجى رئيس مصلحة الطب الشرعى فى مصر إثر استشهاد الناشط الشاب محمد الجندى جراء التعذيب الشديد الذى تعرض له على يد الداخلية وبمساعدة بعض القيادات الاخوانية …

الجندى لم يكن أول ولا آخر الحالات فمنذ مجىء مرسى وعمليات القتل والاختطاف والسحل والتعذيب مستمرة بل وزادت بعد أن أطلق يد الداخلية التى يشعر الكثير من  ضباطها بالغل والحقد على الشعب الجريح الذى قام بثورة ضدهم فى الأساس ..
بداية ظهر احمد مكى وزير العدل على شاشة التلفزيون مدعيا على الله بالكذب أن تقرير الطب الشرعى يقول إن الوفاة نتيجة "حادث سيارة"  ولكن الله فضحه فقامت مصلحة الطب الشرعى بتكذيبه فورا فما كان منه إلا أن ظهر السيد وزير العدل قائلا أن "وزير الداخلية" هو من طلب منه أن يقول هذا ..
بداية  منذ جاء مرسى  بهذا المكى  كوزير عدل وهو لايتصرف ولا يتفوه بما يليق به كوزير عدل شانه شأن رئيسه ورئيس وزرائه وراجعوا مداخلاته التلفونية المتبجحة ولكن ما حدث بعدها كان أفدح وأكثر قبحا وتدنيا.

 ظهرت استقالة الدكتور جورجى المسببة والتى قال فيها أن قيادات إخوانية وشرطية قامت بتمزيق التقرير الخاص بمحمد الجندى والذى يؤكد أنه مات جراء حادث سيارة وأنهم…اكرمكم الله …بصقوا فى وجه الدكتور جورجى  ووصلت له رسائل ومكالمات تهدده واسرته بالذبح كما اعترف الدكتور جورجى باختفاء العديد من الجثث وتشويه معالم أخرى ..!

كل هذا كتبه فى استقالته فما كان من مكى إلا أن رفض الاستقالة وأعطاه إجازة ثلاثة أشهر ليريح أعصابه ..!
 لا أدرى بالضبط كيف تحولت مصر الدولة المهولة الى تلك الغوغائية والتبجح الفاضح على يد رجالات حكومة مرسى ؟ كيف ينامون الليل وكيف ينام الرئيس المؤمن المصلى صاحب اللحية وأبناء شعبه يقتلون ويسحقون على يد إخوانه وحكومته ؟؟
فى أى بلاد العالم تحدث تلك الفضيحة والرئيس نائم قرير العين تاركا جماعته تطيح فى شعبه فهل هو الشبع بعد الجوع ؟؟؟ وهل هؤلاء يعرفون الله ؟؟
أسأل احمد مكى ورئيس وزراءه ورئيسه مرسى … كيف ستقابلون الله بهذه الفضيحة ؟؟؟
كيف لايسقط محمد مرسى وقد سقط من قبله لنفس الأسباب ..برغم إنى أرى أن المخلوع لم يصل لهذه الدرجة من الفُجر والتبجح الا بعد ثلاثين عاما فكيف فاقه هؤلاء فى بضعة أشهر وكيف يعيدون قضية خالد سعيد بدون الاتعاظ من الماضى القريب جدا ؟؟

علام يرتكزون ؟ وإلام يرمون ..سمعت قبلا من بعض قياداتهم تلميحات عن "ميزات الحرب الأهلية" وأنها أحيانا تكون "مطهرة" ولا أفهم من كلماتهم إلا التطهير العرقى فلايبقى إلا الاخوان ومن والاهم مثلا !! هل يعتقد الاخوان حقا أن الحرب الاهلية وإن طالت لسنوات ستكون فى صفهم حين تضع الحرب أوزارها ؟ هل يعتقدون ان ساعتها ربما يستطيعون حمل السلاح دون أن يلومهم أحد  إذا ما حملوه الآن ؟
هل يعتمدون على بعض الجماعات الدينية المتطرفة ورؤوسها والتى اخرجها مرسى من السجون بعفو عام بل وجعل القتلة فيهم اعضاء فى مجلس حقوق الانسان  واستخدمهم كآلة لإرهاب معارضيه ؟؟!
هل أتى مرسى وكيل الاخوان فى القصر الرئاسى بكل تلك الافاعيل فى 9 اشهر ؟؟؟؟ لا أصدق حقا

هل تعتقد أن تضحيتك "كما قلت فى خطابك الأخير المضحك " ببعض الأفراد من أجل الوطن ستتم لك بسهولة يا دكتور مرسى ؟؟
 وهل إذا كان الاخوان والسلفيون بضعة ملايين سيقضون على ال90 مليون الآخرين ؟؟ أى فكر هذا تشجعونه وأميركا وأى هدف تقدمونه  لربتكم أمريكا  كزبدة على فطيرة يا اخوان !!

لقد رأيتم غضبة الشعب قبلا ولكن خيالكم الفقير وذهنكم المريض وتعضيد أميركا  صوروا لكم أن الأمر ممكن وأن حرب أهلية قد تنهى الاضطرابات التى صنعها عنادكم وغباؤكم وستنهى المعارضة ضدكم وأن الشعب الثائر سيخنع اذا أرهبتموه مرة باسم الدين والشريعة ومرة  باسم العمالة والخيانة والله يشهد انه منكم ومن خططكم براء …

إذا كان هناك من سيكتوى بنار الحرب فلا أعتقد أنه الشعب المصرى فنحن لسنا سورية يا بلتاجى  وياعريان كما تهددوننا بل نحن أقرب لليبيا وللنموذج الليبى ان أردتم الحق …لنا جيش غير طائفى ينتمى لمصر وليس لرئيس بعينه فإذا كانت هناك محاولات للوقيعة بين الجيش والشعب عن طريق (دس بعض العناصر هنا وهناك ) لإيهام المصريين  – حال نزول الجيش وتأزم الاحوال –  أن الجيش منشق على السيسى وإنه يميل للرئيس فاعلموا إنما هى محاولات ستلقى بكم فى الهاوية ويالها من هاوية لن تقوم لكم بعدها قائمة فى العالم كله ..

وأنتم تعلمون هذا لذا تعضون عليها بأيديكم وأسنانكم ولو كنتم اتقيتم الله فى مصر وشعبها لدان لكم الجميع بالولاء فالمصريون متعطشون للعدل والاستقرار أما أنتم فمتعطشون للسلطة التى بدلا من أن تحفظوا النعمة فيها أصابتكم بالسعار فبدأتم بنهش لحم من أوصلوكم للكرسى دأبكم دأب كل الطواغيت فى التاريخ…

قاتل الله المتعطشين للدماء والذين يرسخون فى عقيدتهم أنه من أجل تمكين دين الله " المتمثل فيهم فقط " يجب التضحية ببعض الدماء أولا حتى تأتى مرحلة التمكين وهذا ماتفعلونه وتريدون فعله "بحرب أهلية بسيطة" فالشعب عشرات الملايين ولن يضيره مقتل عشرة اوعشرين مليون كما هرتل بعض دراويشكم المعتوهين ..

فاحترسوا يا دعاة الدمار والظلم والبطش من بطش الله ان بطش ربك لشديد واحترسوا من غضبة الشعب فما أسهل حمل السلاح وما أكثر من يريدون الثأر لأبنائهم  فأنتم تكسبون كل يوم عداوات جديدة وحسبنا الله ونعم الوكيل  ..