قطر تسعى لشراء قناة تونسية معارضة لحركة النهضة لإسكاتها

 

تحلق قناة "التونسية" بعيداً عن منافساتها الأخريات بما فيها القنوات المملوكة للنهضة أو لشخصيات "مستقلة" معروفة بقربها منها. لكن مشكلة "التونسية" اليوم ليس فشلها أو تواضع الإقبال عليها، بل نجاحها الساحق ونفسها الجريء والوقح أحيانا تجاه النهضة وخاصة تجاه قطر.
 
و"التونسية" مملوكة لشركاء أمريكيين وفرنسيين بسبب رفض بن علي السابق إطلاق قنوات في عهده، ما اضطر البعض بما فيهم صهره الفار بلحسن الطرابلسي وعدد من الشركاء التونسيين إلى تأسيس شركة في الولايات المتحدة،  تبث من تونس وبذلك أمكن للقناة الإفلات من القيود الإدارية السابقة.
 
و مع سقوط بن علي، أصبحت القناة من أهم أعداء حركة النهضة التي سيطرت على الحكم وعلى المشهد الاعلامي، ولكنها لم تجد حلّا يريحها من القناة حتى الآن رغم الزجّ بمديرها ومؤسسها  سامي الفهري في السجن منذ نصف سنة دون محاكمة.
 
لكن الأخبار الجديدة تتحدث عن اهتمام قطري بالقناة المتمردة التي لا تتورع في كل مناسبة عن كشف تورط قطر في الشأن السياسي التونسي بدعم الحكومة  مالياً وسياسياً وأيضا بدعم الحركات السلفية والجهادية، ودعم تقويض أسس ومقومات المجتمع التونسي بدل تمكين النهضة من إحكام سيطرتها الكاملة عليه بالتحالف مع الحركات الإسلامية الشقيقة الاخرى.
 
وتأكدت الأخبار بعد أن أكدت الشركة الأمريكية مالكة القناة  على لسان جون ماري جيفارد، اليوم الجمعة، في تصريحات إذاعية أن مجموعة قطرية مهتمة جدا بالقناة وأن المفاوضات بينهما متقدمة للغاية، وربما يكون الاتفاق النهائي في الأيام القليلة القادمة.
 
وأثار هذا التصريح جدلاً كبيرا في تونس بين الإعلاميين، خاصة الذين لم يتورعوا عن اتهام قطر بالرغبة في شراء القناة لإخراس الصوت المزعج الذي يميزها، معتبرين أن القطريين يمكنهم شراء القناة ولكنهم لن يجدوا صحافيين أو فنيين وتقنيين قادرين على ضمان نجاح القناة كما في السابق.
 
Exit mobile version