كدت اظن اننى امام مجموعة من الملائكة اثناء مشاهدتى للمؤتمر الصحفى الذى عقدته الجماعة عن احداث المقطم ،ففى اثناء عرضهم للمشاهد التى التقطت ووضحت الاعتداء على بعضهم سمعت اصوات منهم تصرخ وتقول"حسبنا الله ونعم الوكيل"، وحقيقة كدت ان اصدقهم لولا مشاهد الاتحاديه التى مازالت عالقه فى الاذهان ظهرت فجأه فى مخيلتى لتضرب مصدقيتهم فى مقتل ،وتسقط بكل جدارة القناع الذين يريدون ارتدائه والظهور وكأنهم كالحمل الوديع ،حاولوا الظهور بهذه الصوره لكسب تعاطف الناس واللعب على الوتر الدينى كالمعتاد، ولو بيدى لكنت اعطيت من هتف وحسبن جائزة الاوسكار كأحسن مخادع ،لان من يهتف ويحسبن الآن هو بعينه من اذل الناس واعطى لنفسه سلطه احتجازهم والتحقيق معهم عند الاتحاديه .
قولا واحدا اقول :ان جسدى اقشعر عندما رايت مشاهد العنف فى احداث المقطم ولابد ان يحاسب من ظهروا صوتا وصورة وهم يستبيحون دماء وكرامة الناس هناك ،لقد ادمى قلبى مشهد من سحل ومن سالت دمائه ومن اهينت كرامته ومن كان يتوسل دون جدوى لتركه، واشفقت على اهالى واسر هؤلاء وتخيلت احساس زوجاتهم وابنائهم الذى بكل تاكيد لن يكون إلا مصيره البكاء على ما رأوه من مشاهد اهانه لذويهم وهتك للكرامة والكبرياء .
ولكن لابد قبل محاسبة المعتدين ان نواجه انفسنا بالحقيقه ونسأل سؤالا جوهريا من المسئول عن العنف؟ وقبل ان اجيب من خلال رأيى الشخصى سأستعين برأى الشيخ نبيل نعيم زعيم تنظيم الجهاد السابق فقد قال :ان السبب الرئيسى فى العنف هو فض اعتصام الاتحادية بالقوة وكان على الاخوان ان يتوقعوا ان فض اعتصام سلمى بالقوة سيجبر من خرج سلميا فى البدايه ألا يكون سلميا فى النهاية، ولكنى عندما اتحدث عن رأيي سأعود الى الوراء قليلا، واتذكر احداث حماية شباب الاخوان لمبنى البرلمان ووقوفهم فى وجه المتظاهرين وقتها مما ادى الى حدوث اشتباكات ،وسأ تذكر جمعة كشف الحساب التى فيها ذهب شباب الاخوان بأوامر قيادتهم للاشتباك بمتظاهرى التحرير وادى ذلك ايضا الى سقوط دماء، اذن من هو المسئول عن العنف؟.
وهل عندما اصدر الارشاد اوامره لشبابه بالمرابطه امام مقر الاخوان لحمايته قد طبق بذلك ان حرمة النفس عند الله اكبر من حرمة الكعبة ؟ انا مع التظاهر السلمى امام اى مكان ولكن من دعى الى التظاهرات عند المقطم والتى كان من المتوقع الصدام فيها اذا كان قد أخطا فى دعوته_وهو أخطأ بالفعل_ فهل اصاب الارشاد بأمر شبابه بالوجود امام المقر؟ وهل حماية المبنى تستحق نقطه دماء واحده سالت؟.
صدعوا ادمغتنا ان هناك من فى المعارضه من يعطى غطاءا سياسيا للعنف، فهل هؤلاء المطبلون والمبررون لا يعتبرون شكر رئيسهم لمن ذهب لفض اعتصام الاتحاديه _واعتبر ان ذلك دفاعا عن الشرعية التى ان كانت موجوده اصلا فان حمايتها من مسئوليه مؤسسات الدولة _غطاءا سياسيا للعنف؟ أليس هجوم مرسى على الاعلام فى الوقت التى تحاصر فيه مدينه الانتاج الاعلامى غطاءا واضحا وصريحا للعنف ؟ وانا ارى بما لا يدع مجالا للشك ان الاعلام لم يتناول احداث المقطم كما تناول احداث الاتحادية بحيادية فلم يكن محايدا بالمرة، ولكن هل هذا يبرر محاصرت مدينته ؟ وهل الاعلام على الجانب الآخر الذى يلبس ثوب الدين وهو من برئ يتناول الامور بحياديه؟
بكل تأكيد نحن جميعا نحتاج الى ضبط وإحضار لأخلاقنا فى الاختلاف، نحتاج الى ضبط وإحضار لمحاوله الحكم العادل على الامور وعدم الكيل بمكيالين ،نحتاج الى ضبط واحضار حقيقى وليس من نوع الضبط والاحضار الذى اصدره النائب الخاص للتحقيق مع بعض النشطاء السياسيين بتهمة التحريض على احداث المقطم ،فعليه هو نفسه ان يضبط ويحضر من داخل نفسه ما تعلمه ودرسه فى كليه الحقوق ويطبق بحياديه القسم الذى اقسمه ان يكون محاميا لكل الشعب ،فماذا فعل هذا النائب الملاكى تجاه الفيديوهات التى اظهرت اهانة الناس فى الاتحادية ؟وماذا فعل تجاه ما شاهدناه من وجود قناصه تقتنص حياة الناس من فوق سجن بورسعيد؟ماذا فعل مع مكتب الارشاد ودعوته الصريحة على الملأ واوامره لمؤيديه بفض اعتصام الاتحاديه السلمى؟وماذا فعل تجاه من لطم وجه ميرفت موسى عند المقطم؟.
فى النهاية اقول ان ما ادهشنى فعلا محاوله تصوير ان اعتداءات المقطم ليس مجرد اعتداء على مقر انما هى اعتداء على المشروع الاسلامى ، فهل اصلا كل ما يمثل ما يسمى التيار الاسلامى الآن حريص بحق على المشروع الاسلامى ؟ فللحديث بقيه اذا كان هناك فى العمر بقية .