قالت تقارير صحفية إن المشتبه به في تفجيري بوسطن جوهر تسارناييف وضع روابط لمواقع إسلامية ومواقع أخرى تدعو الى استقلال الشيشان فيما تبدو أنها صفحته على موقع للتواصل الاجتماعي باللغة الروسية.
يأتي ذلك بينما اتهم والد الشابين تسارناييف أجهزة المخابرات الأميركية دون أن يذكرها بالاسم، بالإيقاع بابنيه وتجنيدهما لتنفيذ الهجوم.
وتدفقت التعليقات المسيئة بالروسية والانكليزية على صفحته على موقع في.كيه وهو موقع باللغة الروسية للتواصل الاجتماعي الجمعة بعد ان تم الإعلان عن أنه مشتبه به في تفجير ماراثون بوسطن.
ويقول الشقيق الاصغر عن نفسه على صفحته إنه خريج احدى المدارس الحكومية في كيمبردج بماساتشوستس في عام 2011.
ويذكر على صفحته أنه ارتاد مدرسة ابتدائية في ماخاتشكالا عاصمة داغستان وهو اقليم في روسيا متاخم للشيشان وأنه يتحدث الانكليزية والروسية والشيشانية.
وفي الخانة المخصصة لوجهة نظره تجاه العالم كتب "الإسلام" اما عن اولوياته الشخصية فكانت "الحياة المهنية والمال".
ووضع روابط لصفحات تدعو الى استقلال الشيشان وهي منطقة من روسيا فشلت مساعيها للانفصال بعد حربين في فترة التسعينات.
كما تكشف الصفحة عن روح دعابة تتصل بهويته باعتباره ينتمي لمنطقة القوقاز بجنوب روسيا وتضم الشيشان وداغستان والانغوش ومناطق اخرى ذات اغلبية مسلمة شهدت اضطرابات على مدى عقدين منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
ويظهر تسجيل فيديو يحمل عنوان "تعذيب اخي" رجلا يشبه الشقيق القتيل تيمورلانك وهو يضحك ويقلد اللكنات المختلفة للجماعات العرقية التي تسكن منطقة القوقاز.
واكد رجل قدم نفسه الجمعة على انه والد الشقيقين تسارناييف المشتبه بهما في تفجيري بوسطن واللذين قتل احدهما، ان ولديه بريئان واتهم اجهزة الاستخبارات بالإيقاع بهما.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن الوالد انزور تسارناييف من محج قلعة، عاصمة داغستان، قوله "برأيي ان اجهزة الاستخبارات اوقعت بولدي لأنهما مسلمان متدينان".
واضاف "لماذا قتلوا تاميرلان؟ كان يمكن ان يقبضوا عليه حيا" متحدثا عن ابنه البالغ من العمر 26 عاما والذي قتل ليل الخميس الجمعة.
وتابع الرجل "الصغير يختبئ الان. كنا ننتظر وصولهما لقضاء الاجازة"، موضحا ان جوهر يدرس الطب في الولايات المتحدة. وقال "الان لا ادري ماذا سيحدث".
وبدأت الشرطة عملية بحث موسعة عن تسارناييف (19 عاما) بعد قتل شقيقه تيمورلانك تسارناييف في تبادل لإطلاق النار الليلة الماضية.
وأكدت شبكة التلفزيون الاميركية "ان بي سي نيوز" الجمعة ان المشبوهين في اعتداء بوسطن اللذين قتل احدهما، هما اخوان من اصل شيشاني، بينما ما زالت الشرطة تطارد الآخر.
والرجل الذي قتل يعتبره مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) "المشبوه رقم واحد"، وكان يضع كما ظهر في الصور قبعة سوداء على ما اوضحت الشرطة.
ويضع المشبوه الثاني قبعة فاتحة اللون ولا يزال هاربا كما اوضحت الشرطة التي نشرت صورا جديدة يظهر فيها وهو يرتدي كنزة رمادية مع قلنسوة.
وكان مكتب التحقيقات الفديرالي (اف بي آي) نشر الخميس صورا واشرطة فيديو للرجلين المشتبه بهما في الاعتداء المزدوج الذي وقع في ماراثون بوسطن واسفر عن سقوط ثلاثة قتلى ونحو 180 جريحا الاثنين، وصدم اميركا معيدا الى الاذهان ذكرى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.
وطلب مساعدة الشعب من اجل معرفة مكانهما.
وتظهر الصور شابين يسير احدهما وراء الاخر، احدهما يعتمر قبعة فاتحة اللون بالمقلوب ويحمل حقيبة ظهر على الكتف الأيمن، فيما الاخر يرتدي سترة وقبعة جاكنة اللون ويحمل حقيبة ظهر.
وتفحص المحققون بدقة كميات كبيرة من الصور التي التقطت خصوصا بواسطة كاميرات المراقبة في المحلات القائمة في محيط الماراثون، او كاميرات الصحافيين الذين يتابعون الحدث.
وقال ريتشارد ديلوريه مسؤول الاف بي آي في بوسطن في وقت سابق "اننا ندعو الشعب اليوم (للمساعدة) لمعرفة هوية هذين المشبوهين (…) اللذين يبدوان شريكين".
وحذر من ان الرجلين يعتبران "مسلحين في غاية الخطورة"، واوصى السكان بعدم الاقتراب مطلقا من اي منهما.
وصباح الجمعة دعت الشرطة سكان ووترتاون حيث اصيب المشبوه "رقم واحد" اصابة قاتلة اثناء تبادل اطلاق النار مع الشرطة، البقاء في منازلهم وعدم الاقتراب من النوافذ.
وحذر قائد شرطة بوسطن في مؤتمر صحافي عقده خلال الليل في ووترتاون بالضاحية الغربية لبوسطن "نعتقد انه ارهابي.. نعتقد انه رجل جاء الى هنا لقتل الناس".
وطلبت الشرطة من سكان المدينة "الابتعاد عن النوافذ".
وتوفي المشبوه الاول في المستشفى بعد تبادل اطلاق نار مع الشرطة التي انطلقت في مطاردة الرجلين خلال الليل. ولم تكشف اي معلومات عن هويته.
واوضح المدعي العام المحلي في بيان ان الرجلين يشتبه بانهما قتلا في وقت سابق شرطيا في سيارته في حرم جامعة مساتشوسيتس للتكنولوجيا حوالى الساعة 22,30 بالتوقيت المحلي (2,30 ت غ) قبل ان يحتجزا سائق سيارة رهينة ثم افرجا عنه بعد ثلاثين دقيقة.
وقال المدعي في هذا البيان ان الشرطة بدأت بعد ذلك عملية المطاردة.
واثناء المطاردة اصيب شرطي اخر بجروح.
وقد طوقت القوات الخاصة في الشرطة القسم الاكبر من ووترتاون في اثناء مطاردتها للمشبوه الثاني، واعلنت الشرطة قبيل الساعة السادسة ان جميع وسائل النقل العام توقفت في بوسطن. وحظر تنقل السيارات في ووترتاون.
كما تلقى سكان الجزء الغربي من بوسطن وما لا يقل عن ست مدن قريبة الامر بالبقاء في منازلهم. وقام الاف الشرطيين المدججين بالسلاح بتفتيش المنازل بيتا بيتا الجمعة في ووترتاون.