جيروزاليم بوست: حزب الله يتوغل أكثر في العمق السوري

 

أشارت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية الصادرة بالإنكليزية في تقرير لها إلى التطورات الأخيرة التي تشهدها المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا، حيث سقطت صواريخ من المعارضة السورية المسلحة في عدد من المناسبات على الأراضي اللبنانية ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من اللبنانيين، لتقول إنّ الهدف من ذلك البعث برسالة إلى حزب الله ولبنان بسبب استمرار الحزب في الإنخراط في الحرب السورية. وترافق القصف الصاروخي مع بيانات الإئتلاف السوري المعارض مطالباً الحكومة اللبنانية بضبط الحدود ووقف عمليات حزب الله في سوريا.
 
وذكر التقرير أنّ ما قامت به الحكومة اللبنانية فهو تقديم شكوى إلى الجامعة العربية ضد "الإنتهاكات الحدودية" من جانب مقاتلي المعارضة السورية. وقال إنّ حزب الله يزعم إنّه ليست لديه قوة قتالية كبيرة في سوريا، بل يعترف بتدريب مقاتلين تابعين للجان الشعبية الموالية للنظام السوري. وكانت هذه اللجان من السوريين الشيعة قد طلبت المساعدة للدفاع عن قراها من محاولة التطهير العرقي لمقاتلي المعارضة السورية.
 
ويقول التقرير إنّ ما يريده حزب الله فعلاً لا يتعلق بتلك القرى الشيعية المحاذية للهرمل، بل هو الموقع الإستراتيجي الحيوي، فإذا ما سيطر المتمردون على تلك المنطقة التي تجاور حماه وحمص فإنّهم سيعزلون العاصمة دمشق عن الساحل السوري حيث تعيش الأقلية العلوية.
 
ويتابع أنّ لدى حزب الله أيضاً دافع ذاتي، فطالما بقي العلويون مسيطرين على الساحل فإنّ إمدادات الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله ستستمر في التدفق. وبذلك فإنّ حزب الله يدافع عن خط إمدادات الاسلحة من الساحل السوري إلى الهرمل عبر هذه البلدات الممتدة من الحدود اللبنانية إلى مدينتي اللاذقية وطرطوس ومرفأيهما الكبيرين.
 
ويشير إلى أنّ المواجهات في القصير السورية تندرج في هذا الإطار فحسب، ويبدو فيها أنّ حزب الله يزيد من قواته وجهوده فيها، وكذلك تفعل ميليشيات شيعية أخرى تابعة لإيران في سوريا. وكانت قناة العربية السعودية قد زعمت أنّ حزب الله أرسل الأسبوع الماضي 1200 مقاتل عبر ميناء طرطوس، في جهد منه لتنفيذ عملية واسعة يشترك فيها إلى جانبه مقاتلون من العراق وباكستان لمعاونة النظام السوري.
 
ويتابع التقرير أنّ هناك دلائل متزايدة على مقتل عناصر من حزب الله في سوريا حيث يقاتلون حول المزارات الشيعية في دمشق. بينما يقول المعارضون إنّ الامر يشكل إعادة انتشار للموالين للنظام السوري، حيث سلم الأسد بعض المناطق لحزب الله لأنّه لم يعد بإمكانه الإتكال على كثير من أفراد جيشه، ما يزيد من التوتر الطائفي في الحرب السورية اليوم.
 
كما يؤكد التقرير تحرك قوات إقليمية موالية لإيران في صالح النظام لسوري. وحزب الله كجزء من هذه الجهود يشكل رأس الحرب في التوغل أكثر بالإتجاه شرقاً، ولو أدى ذلك إلى إثارة المعارضة السورية التي تزداد قوة تسليحها ضده.
 
ويختم تقرير الجيروزاليم بوست بالقول إنّ حزب الله يقامر، وكوكيل لإيران فإنه لا يملك إلاّ أن يطيع نداء طهران للتحرك.
Exit mobile version