بلومبرغ: تقدم الجيش السوري يشير إلى استمرار الأسد لسنوات

 

قالت الكاتبة كارولاين ألكساندر في تقرير لها ببلومبرغ  إنّ الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وصف نظامه العام الماضي بأنّه آيل للسقوط، قد يبقى في السلطة لسنوات مقبلة. وقال الزميل المحلل السياسي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية جولين بارنز دايسي إنّ "النظام ما زال في مكانه، قوياً ولن يرحل إلى أيّ مكان".
 
فمع تقدم القوات النظامية إلى مواقع رئيسية للمعارضة طلب رئيس الإئتلاف السوري المعارض جورج صبرا من المتمردين تركيز جهودهم على مدينة القصير الإستراتيجية ومساعدة سكانها البالغ عددهم 50 ألفاً العالقين فيها. وفي الأسابيع الأخيرة خسرت المعارضة المسلحة السيطرة على العتيبة شرق دمشق بعد معركة استمرت 37 يوماً، وبلدتي سنامين وعزيزة قرب حلب شمالاً.
 
وبينما تقلصت القوة القتالية للجيش السوري إلى ربع 220 ألفاً كانوا يشكلونها بحسب معهد الدراسات الإستراتيجية في لندن، فإنّ النظام السوري عوض النقص بقوات غير نظامية بمن فيهم مقاتلو حزب الله من لبنان المجاور وكذلك بميليشيات إيرانية التدريب، وهو ما مكن النظام من الدخول إلى القصير هذا الأسبوع لاستعادة السيطرة على المدينة الإستراتيجية في محافظة حمص. والهدف هو تأمين الأوتوستراد الذي يربط دمشق بالمنطقة الساحلية التي تشكل مركز الثقل العلوي، القاعدة الشعبية الأساسية للأسد، وقطع خطوط الإمداد المعارضة من لبنان. وينظر إلى المعركة هذه على أنّها اختبار رئيسي لطرفي النزاع.
 
من جانبه يقول المحلل في شؤون الشرق الأوسط في "آي أتش أس جاينز" ديفيد هارتويل إنّ "خسارة القصير والخسارة المحتملة للسيطرة على خط دمشق- حمص- طرطوس سيشكلان أكبر هزيمة للمعارضة في الصراع". وسيؤمن انتصار الأسد للنظام ثقة متجددة وقدرة على القتال "في مناطق أخرى خاصة في الشمال والشرق التي خسر الكثير منهما لصالح المعارضة الهشة".
 
وبينما خسر الأسد الكثير من حقول النفط التي كانت تزود الحكومة بحوالي ربع إيراداتها، فإنّ داعميه الأجانب يزودونه بالتمويل، ليؤمنوا للنظام السوريا موقعاً مالياً قوياً أكثر من المتوقع بحسب بارنز ديسي.
 
من جانبهم تراجع محللون ألمان من وكالة الإستخبارات الألمانية عن توقعاتهم السابقة بسقوط النظام، وقالوا إنّ الأسد يكسب الأرض وقد يستعيد محافظات سوريا الجنوبية بنهاية العام الجاري.
 
ومع أنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال قبل أيام إنّ تقدم الأسد في الأيام الأخيرة لن يستمر، متهماً حزب الله بتشكيل العامل الحاسم في هذه الإنتصارات لقوات النظام، فإنّ مدير برنامج الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس يقول إنّ "قوات الأسد أثبتت مرونته، والبلدان والميليشيات التي تدعم الاسد كشفت عن التزام عميق بدعمه بعكس العديد من القوى الغربية والبلدان السنية في الشرق الأوسط التي تدعم الميليشيات التي تقاتله".
 
Exit mobile version