فورين بوليسي: هل يفوز الاسد حقا في المعركة السورية؟

 

بعد عامين من القول بان نهاية بشار الاسد باتت قريبة، فان التصورات الرسمية والشعبية في الولايات المتحدة الاميركية واوروبا قد تبدلت بشكل كبير، فوفق موقع فورين بوليسي ان هناك رواية جديدة تترسخ حاليا تغذيها وسائل الاعلام ووكالات الاستخبارات الغربية مفادها ان نظام الاسد مستقر الى حد كبير ويحقق مكاسب كبيرة في وجه المتمردين في جميعه انحاء البلاد.
 
الا انه في حين ان النظام السوري احرز تقدما على عدد قليل من الجبهات، فهو يحقق مكاسب طفيفة على ارض الواقع، اذ ان المتمردين ما زالوا يسيطرون على اجزاء عديدة في البلاد، وبالتالي فان الحرب السورية لم تتحول الى هزيمة على يد النظام السوري انما دخلت في مرحلة الجمود.
 
وفي شمال سوريا، لا يزال المتمردون يحرزون تقدما بطيئا ضد المواقع المتبقية للجيش السوري، وفي حلب واصل المتمردون هجومهم على السجن المركزي من خلال استخدام قذائف الهاون والسيارات المفخخة.
 
ولعل الجبهة الاكثر نشاطا حيث تقف قوات الاسد في موقع الهجوم هي بلدة القصير، حيث يدافع المسلحون عن المدينة من هجوم مشترك عليها من قبل حزب الله والقوات العسكرية السورية، وقد امتدت المعركة لمدة 6 ايام، رغم ان النظام كان يدعي النصر السريع، وبالنظر الى توازن القوى من المرح ان تسقط القصير لصالح الاسد.
 
واشارت الصحيفة الى ان انتصارات الاسد اقتصرت الى حد كبير في منع المتمردين من احراز التقدم، ويبدو ان الاسد بات يسيطر على ضواحي دمشق ومنع المتمردين من شن اي هجوم على العاصمة وايقاف مكاسب المتمردين في الجنوب عن طريق الاستيلاء على بلدة خربة غزالة.
 
واوضحت الصحيفة ان للاسد العديد من المشاكل، فقد تمكن من تحقيق عدة مكاسب من خلال حشد 600000 مقاتل ينتمون الى الطائفة العلوية، وهذا ما جعل الصراع يتخذ منحى طائفيا، وحتى مع دعم حزب الله فمن غير الواضح كيف سيتمكن النظام السوري من استعادة مساحات واسعة من الاراضي التي فقدها في الشمال والشرق.
 
واكدت الصحيفة ان ما نشهده حقا هو بداية صراع دموي قد يستمر لعدة سنوات، في حال لم يتحرك الغرب لايجاد حل للازمة السورية.
Exit mobile version