عماد طنطاوى يكتب:كيف إستقبلوا المومياء ولم يستقبلوا مرسى
عندما تسلم الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران الحكم في فرنسا عام 1981 طلبت فرنسا من مصر في نهاية الثمانينات استضافة مومياء فرعون لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية , فتم نقل جثمان أشهر طاغوت عرفته الأرض ..
وهناك عند سلم الطائرة اصطف الرئيس الفرنسي منحنياً هو ووزراؤه وكبار المسؤولين الفرنسيين ليستقبلوا فرعون, وعندما انتهت مراسم الإستقبال الملكي لفرعون على أرض فرنسا , حُملت مومياء الطاغوت بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله وتم نقله إلى جناح خاص..!
هكذا كان يستقبل العالم زعماءالمصريين أحياءً وأموات ,لأن مصر بحضاراتها وعظمتها كبيرة لم تهان إلا الآن ولم ينتقص من قدرها إلا الآن ولم يعد أحد يعير لها إهتماما إلا الآن ماداموا ينظرون لرئيسها على أنه ممثل جماعة وحزب وليس ممثل دولة إسمها محفور فى عقولهم كمهد الحضارات وأم الدنيا فكان إستقبالك يا سيد مرسى مهينا لها مهما كانت دوافع ذهابك ..!
سيدى انت فى عيون الكثيرين فى الداخل لاحول لك ولاقوة يهتفون بسقوط رجل آخر ورئيس آخر أنت تعرفه وهم يعرفونه .
لم يهزك هتافهم يسقط حكم المرشد ,لم تفهم حقيقة هتافهم ولم تدرك قيمة الوجع والإهانه فيه ولو أنك ادركت لانتحرت أو انتفضت ولكن الحالتين من الصعوبة تنفيذهما فى شخص قال أن " جلده تخين " فمابالك بمن هم فى الخارج ..!
هل سألت نفسك من أنت فى عيون زعماء العالم حتى وأنت ترأس دولة بحجم مصر؟؟؟
ياليتك علمت ذلك عندما لم يستقبلك حليفك وممولك ملك قطر فى المطار مع أنه استقبل الزعماء الآخرين
فمصر أكبر من هؤلاء جميعا ولكنك لاتدرك أنت وجماعتك ذلك ولا تدرك أن عدم إستقبال رئيس أكبر دولة فى الشرق الاوسط إهانة لها وتقليل منها , ولكن ماذا تنتظر من شخص كان فى السجن أقصى امانيه وأمانى جماعته أن يجلس مع مسئول وليس ان يحكموا أو يقابلوا رئيس دولة.
ربما بشعوركم بحجمكم الضئيل هو الذى يعتبرمقابلة أى مسئول شيئا عظيما ونسيت أن الاستقبال هو استقبال لدولة اسمها مصر تاريخها بتاريخ تلك الدول مجتمعة.
فى قطر استقبلك نائب الأمير ولي العهد الشيخ "تميم بن حمد بن خليفة آل ثان"، وأعضاء السفارة المصرية ولم يكلف نفسه حمد بإستقبالك وربما أرسل لك ولى العهد كنوع من التقدير المبنى على المصالح ولم يشأ أن يصطدم بك حين يرسل وزيرا ولولا أطماعهم فى مصر لفعلها.
ولكن نحن العرب نفكر بمصالحنا وعواطفنا وأما الغرب فله نظرة مختلفة كنت أود أن تدركها فى زيارتك لروسيا التى ذهبت لها لتشحذ القمح فلم يستقبلك بوتين بل بعث لك عمدة أحد المقاطعات وفرض عليك مراسم منها عدم نزول طاقم الطائرة الذى ظل بها ممنوعا وذهبت وحدك لتقابل بوتين دقائق على هامش حضوره إحتفال هناك قال لك فيها "يحنن"فماذا كنت تعتقد أن يستقبلك .!
هنا هبط تصنيفك من ولى عهد إلى عمدة فيا لتلك الاقدار التى جعلت منك رئيسا..!
أيضا لم تدرك ولم تفهم ولم تعتبر ولم تقدر أنها مصر وليس أنت فهم ينظرون لك على أنك ممثل جماعة وليس دولة ,على أنك مسئول رفيع المستوى ولست وزيرا حتى , وإن كنت لا تصدقنى إنظر لنفسك بالأمس حين إستقبلتك وزيرة التعدين فى أثيوبيا وليس حتى رئيس وزراءها لتعرف صدق ما أقول.
فإذا كان العالم لا يعاملك كرئيس فلما تطالبنا أن نعترف بك رئيسا بدعوى صندوق أنت تعرف حقيقة ما حدث فيه..!