تمرد ..!
كنت مواطنا عاديا لن ادعى انى كنت يوما ثوريا، ولكن الاهم من اننى لم اكن ثوريا اننى لم اكن يوما مطبلاتيا ولن اكون بإذن الله، عندما قال مبارك جملته الشهيرة "خليهم يتسلوا" شعرت بأن ملكه يتهاوى، وتذكرت عندما سمعتها تلك الدراسة التى نشرت فى المصرى اليوم قبل الثورة بعام تقريبا وكانت للكاتب البريطانى روبرت فيسك والتى قال فيها ان الدولة المصرية يحكمها نظام تآكلت شرعيته بالكامل واصبح حالها كحال الدولة الايرانية قبل قيام الثورة الاسلامية، وعندما قامت الثورة بعد جملة مبارك بشهور قليلة ومع انى لم انل شرف المشاركة فيها الا اننى وجدت نفسى انحاز تلقائيا اليها،وعندما سالت الدماء تأكدت بأن الثوره ستنتصر، وبعد التنحى كنت اهاجم المجلس العسكرى فى كل احاديثى فلم اقتنع به يوما، ولم اطبل يوما للاخوان رغم انهم اصبحوا اكبر قوة بعد الثورة ،كنت اهاجمهم فى كل احاديثى فلم اقتنع بهم يوما، اخترت الاتجاه الثالث اتجاه الثورة الذى اصبح ضعيفا بعد ان عملتا ضده اكبر قوتين العسكرى والاخوان، انحزت لدماء الشهداء الذين جعلونى اشعر بكبرياء الوطن وانا فى بيتى، تلك الدماء التى كتبت حياة جديده لوطنها، شعرت بكل صدق ان هناك دينا لها فى رقبتى فقد ضحوا بدمائهم من اجلى انا، من اجل حلم ان يعود للوطن كبريائه وياله من حلم !، وبما انى اعيش فى هذا الوطن ويعيش هو بداخلى اصبح حلم ان يعود له كبريائه وكأنه حلم شخصى، وسيطر القصاص لتلك الدماء على كل تصرفاتى فيما بعد ،صوت ب "لا" فى استفتاء 19 مارس، وقلت لمن حولى ان هناك دماء شهداء لابد وان تحترم ،وفى الانتخابات البرلمانية كتبت فى ورقتى الانتخابية "صوتى لشهداء التحرير".
وعندما جاءت الانتخابات الرئاسية، وبعد ان وضعنى انسحاب البرادعى فى ورطة من سأختار بعده، بدأت المفاضله بين ابوالفتوح وصباحى، وكانت حملة ابوالفتوح اقوى وشعرت بأن فرصته اقوى من صباحى، فقررت الانضمام اليها خاصة انه كان الاكثر وضوحا فى موقفه من المجلس العسكرى، فعندما سئل يوما عن طنطاوى قال: لو آتيت رئيسا فلابد ان يخلد طنطاوى للراحة، انضممت الى حملة ابوالفتوح وصرفت عليها من مالى الخاص هنا فى منطقتى اقتناعا بأنه قادر على القصاص لدماء من رحل، وفى المرحلة الثانية لم اكن من عاصرى الليمون بفضل ربى، وكتبت على ورقتى "المجد للشهداء" ،وعندما اراد المولى عزوجل ان اكون احد ضيوف برنامج شباب على الهوا فى التلفزبون المصرى لم احسبها بتوازن لانى فى تلفزيون الدولة بل طالبت برحيل من يحكم فقد سقطت شرعيته مع سقوط الدماء، وكيف كنت سأحسبها بتوازن وصورة جيكا وهو غارق فى دمائه لم تفارق خيالى؟!.
عندما مات جيكا كتبت "ارحل فأن لم ترحل من منصبك فقد رحلت من داخلى" ،ووقتها انتقدنى كثيرون كيف تطالب بالرحيل بعد هذا الوقت القصير ولكنى لم اسمعهم فقد كنت مقتنعا ان الدماء ستآتى بدماء، وارحل التى تكتب اليوم بحبر القلم ستكتب فيما بعد بالدماء ،وهذا ما حدث.
الآن حلمى هناك من يريد قتله، ولم يعد امامى الا التمرد عليه، الامر الآن بالنسبة لى وكأنه معركة شخصية، فهناك من يريد قتل الحلم بداخلى، الحلم الذى من اجله مات الشهداء، حلم ان يعود للوطن كبريائه، من يريد قتل الحلم لم يقتص للشهداء، ليس هذا فحسب بل اسقط المزيد، لم يستطع ان يكون رمزا لكبرياء وطن، فكيف يعود للوطن كبريائه؟! وللوطن رئيس يستتقبله عمدة مدينة فى روسيا؟ اود ان اساله بماذا كان يشعر وهو رئيسا لمصر عندما استقبل بهذا الاستقبال المهين؟ الم يشعر بالمهانه؟ وهو مع ميركل فى المؤتمر الصحفى المشترك بينهما اثناء زيارته لالمانيا، وعندما سئل من صحفى هناك عن تصريحاته قبل ان يصبح رئيسا ضد اسرائيل، وقتها تراجع عنها وقال انها اجتزئت من سياقها ،رغم انه يعلم انها لم تجتزىء ، وامام هذا التراجع المخزى كنت اريد ان اصرخ ليسمع صوتى واقول له اثبت مكانك فأنت رئيس لمصر ! ولكن..
ولكنى سأتمرد .. لم ؟ سيكون ردى فى مقال تال ان شاءالله..
محمد حسنى عبدالباقى




