متى ننتبه من غفلتنا؟
لو سمحتم لي يا رفاقي ان أبوح بقليلُ السرِ و شيء من المشاعرِ مما يضمرهُ الوجدُ في أعماقُ فؤادي!
مالي ارى الأجيال طوائف ضياعٍ تروم بشواسع الدنيا و ابعاد امصار البقاع؟
ببحار جهلنا تموج بنا خفايا نوايا الف واعظ دجالٍ، و تتلاطمنا امواج اطياف خبايا الف كذابٍ ملتحٍ و داعي، بديار خربة طلولها قفرة ، لا نجني منها الا حرقة نار دموع الحزن في صراع و نزاع! تهجع مدائننا كأنها في هزيع من دياجي العصور تروضها مضاجع احلام ممالك العز، تحتضر منتشبة اشرُ أدران شياطين عار المعايب، و تكُرُ بالسقم متقلبة علينا بأحزاب اجلاف و رعاع احلاف !
هل الفنا قرفُ البعاد؟ نهيم غرقى في عمق الف وادٍ يغوينا الطمع، لا ينطبق لنا جفن محبة و لا نخشى جُحد تقلب الاحوال، لنرجع بغياً من زوايا عتبات جوارنا ببهتان وعدٍ، خلسة نستجدي السيوف من العدى للخطايا و للطعان، و نحن بفعائل الأهوال مثل الأشبال بعرين الأُسدِ بالهوالك النكباء لا نبالي من عمق الأذى نلعق اغماد الجفى، و ننتشي من سُكرِ مدام طول مرار عقود الهجران.
و ما لحالنا كالعبيد نخرُ تحت أقدام الطغاة؟ نوادباً نتنهد حشرجة صعوبة زفرات انفاس المنايا بذل اكبال طوعٍ و سلاسلٓ اطواق انصياع؟.
ثم نعيدُ الكرة نتنافخ تطاولاً بالبغضاء نستفحلُ جلداً بالشعوب نجرجرها بثقل الحديد و مرس قهر القيد لمقتلة بمسيرة وغى الهالكين بالهوالك، نتعجل نوائب الأخوة و نراهن على خراب الحي و دمار الدار، متمنين لأهل عواصمنا خسران العمر و فناء الأبدان.
و ايُ مصيبة حلت بنا يا قومي؟لا نرتد بروح الحق عن سُبل ضلالتنا؟ اما آن لنا ان ننتبه لدنيانا من ظلمة غفلتنا؟ و نحن قد ملت قلوبنا بطء غم الترنح من غمرات ضلالة و بحة صيحات رشاد، لنطيق الصبر على حُجب الغدر من غريب و عابر سبيل، ثم خلوة نستأنس نسيج صفرة ضباب عداوة الجيران ؟ أهذا ما تجنيه اقدار الأحرار وما تُجزى به حكمة المفكرين و عِلْمُ العقلاء؟ إلا آلام جراح رفاق خلاني و لوعة كسر القلوب من محبة تُرابْ بلاد العرب أوطاني ؟
علي خليل حايك