دفع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بـ 20 ألف عسكري من القوات الموالية له إلى المناطق الحدودية مع سوريا؛ بذريعة ملاحقة تنظيم القاعدة، إلا أن متابعين للشأن السوري يرون أن ذلك التحرك جاء بإيعاز من نظام طهران دعمًا لنظام بشار الأسد.
وكانت حكومة المالكي قد أعلنت مطلع هذا الأسبوع عن عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الشبح" في بادية الأنبار غرب العراق بمساندة طيران الجيش وعبر مختلف صنوف الأسلحة، وذلك بهدف مطاردة عناصر تنظيم القاعدة هناك وتأمين الطريق البري الطويل بين الرمادي والحدود العراقية – الأردنية – السورية.
وجاء إطلاق هذه العملية بالتزامن مع زيارة لوزير خارجية الأسد "وليد المعلم" إلى العراق أعلن فيها قبول نظامه المشاركة في مؤتمر جنيف2 من حيث المبدأ، وقال المعلم خلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي إن حكومة الأسد قررت إلغاء رسوم التأشيرة المفروضة على المواطنين العراقيين الراغبين في زيارة سوريا.
ورأى متابعون للشأن السوري أن المالكي وبإيعاز من إيران وروسيا كُلف بحماية حدود الأسد مع العراق، بهدف قطع أي إمداد بالسلاح لمنطقة الجزيرة في سوريا؛ الأمر الذي سيظهر تأثيره لاحقاً في المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد قرب الحدود العراقية.
وفي هذا الصدد، يقول الناشط الميداني محمد الفراتي: "أعداد الجنود العراقيين الذين أرسلهم مالكي إيران إلى الحدود بين سوريا والعراق، تشير بشكل لا يقبل الشك إلى التنسيق بين الأسد والمالكي وملالي طهران من أجل إحكام الخناق على المناطق التي نسيطر عليها".
ويضيف الفراتي: "هذه الإجراءات العراقية ليست ضد القاعدة، هذه الإجراءات تستهدف الثورة السورية، وغايتها دعم الأسد في جنيف2"، وتابع يقول: "قوات المالكي تساند قوات الأسد وتأمين الحدود من المالكي يعني فتح طريق الإمداد بالسلاح والمرتزقة القادمين من كل مكان للجهاد إلى جانب الممانع بشار الأسد.. هناك معلومات تشير إلى مجيء يمنيين حوثيين عبر الحدود العراقية السورية".
وكانت تقارير صحافية قد كشفت قبل أيام أن عناصر من الحوثيين تقوم بتجنيد الشباب الحوثي مقابل إغراءات مالية كبيرة تحت ستار الدراسة في الجامعات، لإرسالهم إلى سوريا وتجنيدهم في صفوف بشار الأسد وشبيحته لقتال الثوار.
وفي السياق ذاته وبوقت متزامن، أكد مصدر دبلوماسي عربي رفيع المستوى في تصريحات نقلتها وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء أن "أعدادًا غير قليلة من الحوثيين اليمنيين قدموا إلى سوريا، وتركزوا في جنوبها الغربي استعدادًا للقتال".
ولفت الدبلوماسي إلى أن هؤلاء الشباب يتم خداعهم للتطوع للقتال في سوريا لأسباب عقائدية ومالية بتمويل من إيران، وبالتنسيق مع حزب الله اللبناني وقوات مقتدى الصدر في العراق.