أرشيف - غير مصنف

تمرد “2”

رأيت الحلم امام عيناى يولد ويكبر، وفجأة  هناك من يريد ان ينقض على الحلم ويريد قتله، حلمت بالقصاص لدماء من مات من اجل ان يعود للوطن كبريائه، وها هو الحلم هناك من يصوب سهامه نحوه ليقتله وهو فى مهده، فهل سأنتظر وأفكر كثيراً حول مدى دستورية توقيعات التمرد ؟!

لا لن انتظر لن افكر كثيرا فسوف اعتبر تمردى صرخة فى وجه نظام قاتل، صرخة ضمير سوف اهديها لجيكا ،كريستى ،الجندى واسلام، صرخة سأحاول بها ان اسدد جزء على مليار من دينهم الذى فى رقبتى، سأتمرد من اجلهم فقد ماتوا من اجلى، سأتمرد ولن استمع لمن قال: ان اول تمرد فى الدنيا كان تمرد ابليس على طاعة الله عزوجل وكأنه يقارن هذا بذاك، وكيف استمع لتلك الكلمات واصحابها اصبحت كلماتهم وكأنها كالطعام الذى تم اعداده امس لا تسمن ولا تغنى من جوع، كيف يعود للوطن كبريائه؟! وللوطن رئيس يقبع على كرسى السلطة ولكنه لا يحكم وترك الامر للاهل والعشيرة، رئيس لم يقل كلمة واحدة اثناء حملته الانتخابية والتزم بها، نعم لم يلتزم ولو بكلمة، حنث بكل وعوده ثم نجد الاهل والعشيرة يتحدثون عن الشريعة، ولا اعلم كيف يستقيم امر الحنث بالعهود مع امر التحدث فى الشريعة؟

 ساتمرد من اجل شهداء رفح، اين هم قاتليهم؟ ماذا تم فعله مع من انتهك كبرياء الارض والشرف العسكرى وقتل جنودنا؟ اين خاطفى جنودنا السبعة؟ كيف يعود للوطن كبريائه بعد هذه المشهد المخزى الذى ظهر فيه جنودنا وكأنهم اسرى ؟ لماذا لم يدفع الخاطفين ثمن فعلتهم؟ كيف يعود كبريائه وللوطن رئيس لا يظلم عنده خاطف بل ويريد المحافظة على ارواح الخاطفين والمخطوفين لمنع اراقه الدماء! يااااه الآن فقط تذكرنا بأن هناك دماء يجب ان نحافظ عليها!، فلماذا وضعت الجماعة اسلام طفل دمنهور ليحمى مبناها هناك وهى تعلم ان الاشتباك كان متوقع؟ وهاهى دمائه قد سالت، وبأى ذنب قتل جيكا؟ ام ان دماء الخاطفين فيها سر لا نعلمه ؟ كما اخذنا الرأى الشرعى من الازهر فى اصدار الاوامر لتحرير الجنود بعملية عسكريه ياليتنا كذلك ان نسأل الازهر عن الحكم الشرعى فى المسئولية عن دماء من مات بعد 30 يونيو 2012؟

سأتمرد لانى احلم برئيس كشارل ديجول الجنرال الفرنسى الذى طبق الشريعة دون ان يكون مسلما بالتزامه بوعده الذى قطعه على نفسه، فعندما اقترح على الفرنسيين مجموعة من الاصلاحات فى استفتاء شعبى _بعد ان اندلعت المظاهرات ضد هذه الاصلاحات_ اعلن انه لو لم تتم الموافقه على الاستفتاء بأكثرية سيقدم استقالته، وظن كثيرون ان تصريحاته هذه لمجرد كسب تعاطف الشعب للموافقه على الاستفتاء، الا انه عندما رفض الاستفتاء 52% من الشعب ،بعد عشر دقائق من اعلان النتيجه اعلن للفرنسيين وللعالم كله ان مهمته كرئيسا للجمهورية انتهت، هكذا كان تصرف هذا الرجل الذى يعتبره الفرنسيون الاب الروحى للجمهوريه الفرنسية الخامسة ،اما نحن فعندنا رئيسا للوطن قال يوما انه لو خرجت ضدى المظاهرات سأرحل، ولكنها عندما خرجت لم يرحل بل سقط مزيدا من الشهداء، واذا سلمنا بأن عدد المتظاهرين كان لا يكفى لاسقاط رئيس، فيكفى ان هناك من خرج مع صديقه فى الصباح ثم عاد من غيره فى المساء.

فليتجرد من يتجرد وسأتمرد أنا، فالتمرد له رجاله والتجرد له رجاله، فبين التمرد والتجرد كبرياء وخنوع ،عندما اقابل شهدائنا يوما سأقول لهم انى حاولت ان اسدد دينكم الذى فى رقبتى. 

زر الذهاب إلى الأعلى