أرشيف - غير مصنف

سميرة سعيد : لن أغادر مصر مهما حدث

حوار ــ مصطفى يحيى لموقع الشروق

المتابع للسيرة الفنية للمطربة سميرة سعيد يجدها مرت بالعديد من المحطات الفنية المهمة، كل محطة منها تصنع مطربة مستقلة بذاتها. البداية كانت مع جيل العمالقة محمد سلطان وبليغ حمدى والموجى وحلمى بكر وجمال سلامة ثم انتقلت للتعاون مع جيل صلاح الشرنوبى ومحمد ضياء.

 

ثم انتقلت إلى عالم الموضة الغنائية التى انتشرت فى الوطن العربى وكانت احدى النجمات اللاتى ساهمن فى انتشارها وهى موضة الأغنية المصورة حيث صنعت نموذجا جديدا للمطربة الشرقية بمبادرة شخصية منها تعكس زاوية التمرد فى شخصيتها، رغم انتقاد البعض لمثل هذه النوعية من الأغانى المصورة التى قدمها هذا الجيل وحملها مسئولية انهيار الذوق العام فى الغناء.

 

عندما تتحاور مع سميرة سعيد يتأكد لك من اول سؤال أن 90% من اغانيها تعبر عن شخصيتها. إحساسها كامرأة تحب وتكره، تعانى من الملل حينا ومقبلة على الحياة فى احيان اخرى، تبدو اثناء الحوار هادئة لكن خلف الهدوء تمرد. وبين الهدوء والتمرد تبدو سميرة الإنسانة هى التى تحرك سميرة المطربة فى الاتجاه الذى يحلو لها. سميرة البعيدة عن سوق الغناء منذ خمس سنوات عادت من جديد لتستأنف حيويتها الغنائية داخل الاستوديو الخاص بها بمنزلها.

 

• سألتها فى البداية عن اهم محطات حياتها كما تراها؟

ــ قالت اعتبر النقلة الاولى فى حياتى هى أغنيتى «الحب اللى انا عايشاه» و«الدنيا كده» للموسيقار محمد سلطان ثم محطة الانتشار بأغنية «علمناه الحب» لبليغ حمدى ثم توالت الاعمال «احكى يا شهرزاد» تتر مسلسل رشحتنى لها السيدة سامية صادق ثم «قال جانى بعد يومين» لجمال سلامة.

 

•النقلة الجديدة كانت مع البوم «ع البال» فى 98؟

ــ هناك نقلة سبقتها وهى أغانٍ مثل «إنسانى» و«خايفة» و«عاشقة» و«كل دى اشاعات»، لأن شكل الموسيقى اختلف كثيرا عما كنت اقدمه، وكان وقتها ايضا شكلا جديدا على الساحة.

 

•لكن «ع البال» ربما نرصدها لأن التصوير كان قد دخل مرحلة جديدة؟

ــ ربما يكون هذا صحيحا لأن التصوير يؤرخ بشكل اخر. ومع ازدياد الفضائيات انتقلت حالة السمع إلى مرحلة اخرى.

 

•الكثيرون ممن يستمعون إلى سميرة منذ ظهورها فى اواخر السبعينيات يرون أن الفارق كان كبيرا بين البداية والمحطات التى تلتها من حيث الشكل الموسيقى؟

ـ لأننى وجدت أن الموسيقى تسير فى منحنى آخر. وانا بطبعى لا احب التكرار ولا أن اعيد أغانى تطرقت لها بالفعل. لذلك قدمت مليون شكل إلى أن وصلنا إلى «روحى، وع البال، وليلة حبيبى» فى كل ألبوم ستجد هناك شكلا مختلفا فى الكلمة واللحن.

 

لكن السير خلف الموضة الغنائية فى كثير من الاحيان يضر بالأصوات التى لها قدرة على الغناء مثلك؟

ــ نعم الموضة جذبتنى، وكنت ابحث من ورائها على خلطة تجمع الغناء المصرى والمغربى والتى ظهرت فى اغنية «ع البال». ما اود أن اقوله إن الجمل الموسيقية السريعة التى ظهرت فى كثير من أعمالى اداؤها اصعب موسيقيا فى الغناء لأن الجملة سريعة وتحتاج تكنيكا كبيرا ومجهودا فى الاداء وأرى أن اغنية «علمناه الحب» اسهل فى ادائها من اغنية «يوم ورا يوم» مثلا. ولا اخفى عليك اننا احيانا نستسلم للسنارة التجارية أى الأغنية التى تحقق انتشارا ومبيعات.

 

لكن التجارة احيانا لا تصنع فنانا؟

ــ هذا صحيح، لكن ضمن أى cd سوف تجد بداخله انماطا اخرى من الأغانى التى لها دلالة على قدرة الصوت فى الاداء وحسن الاختيار. وانا الحمد لله كما خلقنى الله اؤدى الشرقى بشكل جيد إلى جانب قدرتى على اداء الغربى.

 

• لكن البعض يرى انك تظلمين صوتك؟

ــ المطرب مثل الممثل عليه أن يؤدى جميع الاشكال ولا يترك نفسه لشكل معين. والموضة كما تقول اثرت على الجميع وليس انا فقط وليس المطلوب منا أن نظل نؤدى مثل اساتذتنا الكبار.. يجب أن يكون هناك تطور حتى يصل فننا إلى الخارج.

 

لكن ليس من الطبيعى أن نقلد الغرب؟

ــ لا اقصد التقليد. لكن الاستفادة من التطور الهائل فى الاشكال الموسيقية. واتصور لو الأساتذة الكبار موجودون الآن لفعلوا مثلنا. ولا تنس انهم عندما ادخلوا الآلات الغربية كانت بمثابة بدعة.

 

•لكن المبالغة فى كل شىء تفقد الاشياء جمالها وهذا ما يحدث فى التعامل مع الاشكال الغربية عندنا؟

ــ اكيد هذا صحيح. وربما التقليد هو الذى يجعل الكثيرين منا يشعر بهذه المبالغة. لكن التقارب بين الصيغ الموسيقية مطلوب وعندنا امثلة ادت هذا بنجاح مثل شيرين وفضل شاكر وانغام. وطول ما الانسان عايش لابد وان يجرب.

 

• لماذا ابتعدت تماما عن كبار الملحنين؟

ــ ليس هناك سبب معين. لكن شباب المؤلفين والملحنين اكثر إلحاحا فى عرض اعمالهم. تجد نفسك محاصرا بهم فى كل مكان. وفى كثير من الاحيان اجد نفسى اميل لأعمالهم لأنها تحمل الجرأة التى احبها.

 

وهل المطلوب من الكبار أن يلحوا عليك بأعمالهم؟

ــ لم اقصد هذا. ولم اقصد أن اتجاهلهم يوما ما فهم اصحاب فضل على. الأمور فى الحياة تسير بشكل قد يجعلك تنسى اقرب الناس اليك. وانا عندما عملت مع الشباب اشتغلت معهم دون أن ادرى لكننى وجدت اعمالا جيدة فقررت أن اقدمها دون النظر للاسم. صلاح الشرنوبى مثلا اخترت له اعمالا قبل أن يعمل مع وردة «بتونس بيك» وبسبب الانتاج ظهرت أعمالى بعد السيدة وردة وعملت مع محمد ضياء وعمره 17 سنة تقريبا.

 

هل فكرت فى اعادة توزيع اعمالك القديمة؟

ــ فعلت هذا فى اغنية «بنلف» للموسيقار بليغ حمدى. وهناك اعمال غنيتها لبليغ لو اعدتها الآن لتصور الكثيرون انها لحنت فى الوقت الذى نعيشه وربما افعل هذا.

 

تعدين الآن لألبوم جديد وسط حالة من الركود التام؟

ــ احاول أن اوهم نفسى أن الامور جيدة وكل شىء تمام حبا فى المهنة ولأننى ارغب فى العودة خاصة اننى لم اطرح أى ألبوم منذ 2006. احاول من خلال تلك التحضيرات أن اعطى نفسى املا فى بكره وسط المشاكل التى يعانى منها العالم العربى وسوف اطرحه خلال الشتاء المقبل إن شاء الله.

 

ولماذا كل هذه المدة من الابتعاد؟

ــ ابتعدت بطيب خاطر وعن قناعة لم يكن عندى مزاج للعمل.

 

مشاركتك فى برامج اكتشاف المواهب هل من اجل التواجد ام الفلوس؟

ــ بصراحة كلاهما. وجدت نفسى اجلس فى المنزل بمفردى بعد سفر ابنى للدراسة فى لندن فقلت فرصة للتواجد والخروج من نفق الوحدة. كما أن ابتعادى عن الغناء طوال هذا الوقت جعل دخلى يتأثر وبالتالى وجدتها فرصة خاصة اننى انوى انتاج ألبومى الجديد.

 

انتاجك معناه عدم وجود عروض؟

ــ ليس هذا لكننى وجدت أن كل انتاجى الفنى مملوك للآخرين فأردت أن أحتفظ بمجهودى لنفسى. هل تتخيل أن تاريخى الفنى ليس ملكى.

 

بعد هذا المشوار الطويل اكتشفت هذا؟

ــ لم يكن عندى بعد نظر فى هذا الامر.

 

 رغم هذا التاريخ الطويل لكنك لم تتواجدى على مسارح الاوبرا الا مرة بدعوة من السفارة الفرنسية خلال عيد الموسقى؟

ــ الاوبرا كيان كبير لكن السنين مرت دون أن اقف على مسارحها لكن ربما السبب اننى مقلة جدا فى الحفلات الحية بسبب مشاكلها فى الصوت خاصة أن لى تجارب مريرة مع حفلات التليفزيون. المجهود الذى يبذل فى الالبوم يضيع فجأة.

• رغم الاحداث لم تغادرى مصر؟

ــ اهلى فى المغرب كلما يسمعون عما يحدث احيانا فى مصر يطالبوننى بالعودة لكننى ارى أن مصر هى بيتى لا يمكن أن اتركها مهما حدث.

زر الذهاب إلى الأعلى