عماد طنطاوى يكتب : حابى الحزين .!
حابى إله النيل عند المصريين القدماء , نيلنا الذى يجلب الطعام والمؤن لمصر.نيلنا الذى يبعث البهجة ويمنح الحياة لكل الناس
.النيل الذى كان فيضانه يمنح الحياة بلامقابل لهذا كانوا يلقون فيه الإناث لإثارة الاخصاب فيه فيمنحنا الموج ويمنحنا الحياة كما يمنحها للأرض .النيل كان واهب الحياة الذى لا يموت.
كانوا يعتقدون أن الشمس تموت كل يوم عندما تغرب لهذا دفنوا الموتى فى البر الغربى ودفنوا معها ادوات الصيد والمراكب تقديسا منهم للنيل الذى كان عندهم عظيما مانحا للحياة , لهذا كان على المتوفى منهم تحضير نفسه للإعتراف وعندما تسأله الأرباب عن النهر يقول انه لم يخض فى المياة وأنه لم يلوث النهر وأنه لم يحجز المياة عن رى الأرض ملخصا ذلك فى جملتين (انا لم امنع المياة ان تتدفق فى المواسم )(ولم أنشأ سدا فى طريق تدفق المياة).
لهذا كان النيل سعيدا بهم ومنحهم كل ما تمنوه وأكثر فشيدوا الحضارات التى لازالت حتى الان تحتضنه
قدسوه فقدسهم وحافظ على تاريخهم وبيوتهم عامرة وعلمهم العطاء وأطلق العالم جملته " مصر هبة النيل"
النيل الذى ظل يحمل لها الخير آلاف السنوات يريدون اليوم تغيير وجهته والتحكم فيه فهل ما لم يستطع الزمن تغييره ستأتى أثيوبيا اليوم بدعم إسرائيلى ومباركة عملاءها فى المنطقة فعله .
ولا أعتقدأن هذا سيحدث فالنيل يجرى نحو المصب ليلقى بقصائده فى البحر والبحر فى الشمال ينتظره عند خدود مصر فمن يمنع العاشقين إذا أرادا اللقاء..!
ياليت قادتنا الجدد أدركوا ان ملف النيل خط أحمر وان الأمن القومى المصرى معلق به وأن النيل ليس بالنسبة لنا نهر بل شريان حياة وأن التفاوض عليه أو مجرد الحديث عن أى شىء متعلق بحجز المياة يستدعى إعلان الحرب.
ولكن للاسف هم لا يدركون مثلما لم يدركوا أن حلايب وشلاتين مصرية وان سيناء مات فيها مايقرب من 100 ألف جندى لتحرريها ودفعنا فاتورة غالية من دمائنا لاستعادتها لأحضان الوطن وأن قناة السويس لا يجوز أن يدخلها الغرباء وليس عملاء أمريكا وإسرائيل .
قبل أيام وأثناء حضور السيد رئيس الجمهورية المبجل القمة فى أثيوبيا أعلن وزير الرى أن مصر لا تعارض إنشاء سد النهضة الاثيوبى بعدها بساعات إجتمع الرئيس المؤمن أبو لحية بالرئيس الاثيوبى الذى لم يتكلف ويتواضع ويقابله فى المطاربل وقطع عنه الصوت اثناء القائه لكلمته التى طالت عن الوقت المحدد لها ,! تصوروا رئيس مصر يقطع عنه الصوت لإسكاته عن التمادى فى الثرثرة !!
وبعدها بدقائق أعلنت أثيوبيا تحويل مجرى النهر للبدء بعمل سد النهضة الذى يشرف عليه خبراء اسرائيل , تلك الدولة التى تريد ان تكون رقم 11 ضمن دول الحوض وان يمتد النيل ليصل لها فى اسرائيل عبر مواسير مذهلة ..!
وذلك بأن يكون لها ذراع تمتد إلى أمن مصر القومى..!
الغريب ليس اعلان اثيوبيا ذلك فالخطوات التى اتخذتها اثيوبيا وتغير الاتفاقية التى تحظر إنشاء السدود الا بموافقة دول المصب مصر والسوادن خطوات من زمن كانت إبان عهد المخلوع مبارك ولكن الفرق شاسع بين البدء بالتهديد والاعلان عن التهديد والغريب هو رد الفعل المصرى الرسمى ونفى تأثير مايحدث على مصر فى محاولة لخداع الشعب وكأن الموضوع لا يستدعى الغضب ولا الثورة..!
اليوم سمعنا ان سفارة أثيوبيا تناشد الاسرائليين شراء سندات لدعم سد النهضة و بالامس القريب 19 خبير اسرائيلى تقريبا يعملون بالسد ..!
اطماع اسرائيل ايها السادة واضحة ولا تخفيها ولكن الخطأ ليس فيهم ولكن فى الذين لا يدركون خطورة وجود اسرائيل فى هذه المنطقة بالذات ولما العجب والاسرائليين اصبحوا الان الاصدقاء الاوفياء..!
وبيريز الصديق الوفى لمرسى. ومرسى تمنى الرغد لدولة اسرائيل .فربما كان هذا هو الرغد بنكهة أثيوبية
وربما سارع عملاء اسرائيل وحلفاء الاخوان الان بتدعيم فورى لتمرير ما يحدث فحولت لمصر الاموال وزار القطريين اثيوبيا لاول مرة منذ 2008 دون ابداء سبب واضح سوى ان المنطقة كلها يعاد ترسيمها وتوزيع النفوذ وتهديد مصر وهدمها ومحاصرتها والسيطرة عليها من خلال جماعات تريد الحكم ولا تقيم للارض والوطن وزنا..!
نعم المشكلة قديمة ولن يتحملها هؤلاء كاملة ولكنه ملف موروث لم تقدم تلك الدول على اتخاذ اى اجراء الا الان وفى تلك الاوقات لهذا يتحمل صانع القرار الان مسئولية مايحدث هذا اذا كان يدرك فعلا خطورة ما يحدث واشك..!
كما اشك انه لم يطلع على الاتفاقية القديمة التى تنص على التزام إثيوبيا بعدم القيام بأية أعمال أو مشاريعَ على منابعِ نهر النيل، مِمَّا يؤدي إلى التأثير على كَمِّيَّةِ المياه المتدَفِّقَة في النهر..
سيدى إقرأ التاريخ القديم لتعرف كيف كان المصريون دائما يرفضون أى شىء يهدد حقهم فى هذا النهر الخالد
وإقرا أيضا كيف حاول الكثيرون السيطرة على تلك النقطة بالذات عندما كانوا على خلاف مع مصر وأولهم امريكا لتعرف لم تتواجد إسرائيل هناك الآن, ولتعرف خطورة مايحدث.
فامريكا حينما كانت علاقتها سيئة بنا فى عهد عبد الناصر وأرادت الرد على مشروع السد العالى اقترحت أمريكا في دراسة إنشاء 26 سَدًّا وخَزَّانًا؛ لتوفير مياه الرَّيِّ لإثيوبيا، وبالتالي خفض تصريف النيل الأزرق بنحو 5.4 مليار متر مكعب، مِمَّا يعني أنها ستخلق مشكلة لمصر والسودان، وقد نفذت إثيوبيا مشروعًا واحدًا منها فقط (مشروع سَدِّ فينشا)؛ مِمَّا لم يُفْضِ إلى أيِّ نوع منَ الكوارث، أو العجز المائي ولكن الان الوضع اكبر من ذلك.!
إنظر لأطماع اسرائيل لتدرك حجم مايحدث إن كنت تريد الخير لهذا الوطن وليس الحكم لتلك الجماعة وتأسى بالخديوى اسماعيل الذى خاض حروبا عظيمة فى اثيوبيا وافريقيا لحماية منابع النيل وقال قولته الخالدة " انما أؤمن لأبناء المصريين مستقبلهم"..!
فإسرائيل استندت فى حركتها على موارد المياة اولا , فبدون المياه تستحيل الزراعة في مستوطناتها، ويتعذَّر تنفيذ برامج استيعاب المهاجرين إليها عدا ما تتطلَّبُه الصناعة وخُطَط تَنْمِيَتِها؛ ووضعتْ إسرائيل خريطتها مبكرًا على أساس التحكُّم في مجمل المصادر الطبيعية للمياه في المنطقة؛ بل وتغيير خريطتها الطبيعية لحسابها، ووضعتِ النيل ضمن حساباتها، وهي لا تضع خُطَطَها بطريقة عشوائية بل تَعْمِدُ فَورًا لتنفيذها بشتَّى الطرق، غير مبالية بالحقوق التاريخية، أو الاتفاقيات القانونية الدولية.
أرجو أن تكون أدركت المصيبة التى تحيق بنا الان وارجوا ان تفكر فى مصر الوطن بدلا من ان تفكر كيف تحكم بمساعدة من يطمعون فى مصر
واعلم ان المصريين لن يقفوا مكتوفى الايدى امام ذلك وربما جاء حابى بفيضان غضبهم ليقتلعك انت ومن يدعمونك ليلقى بك فى مزبلة التاريخ
ربما كان حابى الان حزينا ,لكنه لن يستسلم وغدا سترى……




