أرشيف - غير مصنف
حماس تقبل أموالا إيرانية ملطخة بالدماء السورية
قال القيادي البارز في حركة حماس خليل الحية، أمس، إن الدعم المالي الذي تقدمه إيران لحركته «لم ينقطع» منذ تغيير الحركة الإسلامية موقفها من موالاة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتعد إيران حليفا استراتيجيا قويا للنظام السوري الذي يقاتل المعارضة منذ مارس/آذار عام 2011، وكانت ترتبط بعلاقات قوية مع حركة حماس الإسلامية، التي تعتبر امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين.
لكن العلاقات بين إيران وحماس اتسمت بالغموض بعد انسحاب قيادة الحركة من تأييد النظام السوري وإغلاق مكاتبها في دمشق بسبب ضغوطات ووعود قطرية بتوفير بدائل عن الدعم المالي من طهران.
ويقول مراقبون إن إقرار حماس بتلقي أموال إيرانية في الوقت الراهن يهدف إلى التقرب أكثر للنظام الإيراني من أجل توفير سيولة مالية خوفا من فقدان سيطرتها على الأمور في قطاع غزة الذي تحكمه منذ يونيو/حزيران عام 2007.
ويرى هؤلاء أن هذا الإقرار يكشف تضاربا في مواقف الحركة الإسلامية من الأزمة السورية وموقفها من نظام الأسد بعد إثبات تورط قوات من الحرس الثوري الإيراني في القتال الدائر بين القوات النظامية وقوات المعارضة.
ولم ينف القيادي في حماس خليل الحية أمس «تأثر» الدعم الإيراني لحركته بسبب موقفها من الأزمة السورية وتأييدها للمعارضة المناهضة لنظام الأسد. وقال إن هذا الدعم «تأثر في بعض الأحيان».
وتحدث الحية عن مصادر تمويل حماس، بما في ذلك «الدعم الرسمي من بعض الأنظمة وفي مقدمتها إيران».
وقال إن «هناك أولا المصاريف الثابتة لأبناء الحركة والمدفوعة من قبلهم كميزانية للحركة وهناك ما يتم جمعه من أصدقاء الشعب الفلسطيني وأصدقاء حماس من الشعوب والمنظمات الأهلية والأحزاب وهناك الدعم الرسمي من بعض الأنظمة وفي مقدمتها إيران».
وأضاف أن «الدعم المالي لحركة حماس تأثر عقب الثورات العربية لانشغال الشعوب بنفسها وتحول الدعم المالي إلى دول أخرى غير فلسطين». إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن «الحديث عن أزمة مالية داخل حركة حماس أمر مبالغ فيه»، موضحا أن حركته «تقوم بتنفيذ مشاريعها ومهامها من عدة جهات».
وكان أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني قد زار قطاع غزة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وتعهد برفع المساعدات القطرية إلى نحو 400 مليون دولار. لكن مصادر قالت إن هذه المساعدات لم تصل بعد إلى حركة حماس.
وأقرت قيادات في الحركة الإسلامية الحاكمة بصعوبة الوضع المالي في قطاع غزة، وتقول مصادر سياسية مختلفة إن حكومة حماس غير قادرة على توفير رواتب موظفيها في الأجهزة الأمنية أو المضي في مشاريع تنموية لتخفيف الأوضاع الإنسانية والاجتماعية في قطاع غزة التي لا تزال سيئة للغاية.
ويرى مراقبون أن حركة حماس تعمل على تغيير استراتيجيتها في العلاقات الإقليمية من وقت لآخر حسب احتياجات سياسية.
ويرجح أن يكون التقرب الأخير والاعتراف بتلقي أموال إيرانية يأتي في سبيل إحياء علاقات قديمة مع إيران.
وكانت حركة حماس تُعتبر سابقا من قوى الممانعة التي تضم إيران ونظام الأسد وحزب الله، لكن حسابات لها علاقة بصعود الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر وبعض بلدان الربيع العربي أدت إلى انسحابها من التحالفات الإقليمية السابقـة.
ومن جهة أخرى، قال القيادي في حركة حماس خليل الحية إن «أغلب المتعاملين مع الثورة السورية غير حريصين على حسم القضية كما تم حسمها سياسيا في اليمن وذلك رغبة منهم في إضعاف قدرات الشعب السوري عسكريا واقتصاديا».
ويبدو من هذا التصريح أن حركة حماس تريد «اللعب على الحبال الإقليمية» من أجل كسب ود النظام الإيراني عبر التقرب منه، حسب مراقبون.
وتوقع القيادي خليل الحية أن «يطول نزف الدم» في سوريا، مؤكدا أنه «لو كانت سوريا في أي موقع بالعالم غير دولة جوار لفلسطين لانتهت القضية منذ أمد بعيد».
وكانت حماس متحالفة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن مسؤوليها أعلنوا بعد فترة من اندلاع الأزمة في سوريا وقوفهم إلى جانب معارضي النظام وانتقل قياديو الحركة من دمشق حيث استقروا لسنوات طويلة، إلى الدوحة والقاهرة.
ويدخل الصراع في سوريا الآن عامه الثالث مخلفا أكثر من 94 ألف قتيل ونحو 1,3 مليون لاجىء سوري في البلدان المجاورة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.




