أرشيف - غير مصنف
تايم: 4 سيناريوهات محتملة لمناورة اوباما في سوريا

في الاسبوع الماضي، اعلن البيت الابيض ان الولايات المتحدة ستبدأ بتزويد الجماعات المعارضة السورية بالاسلحة الخفيفة، والتدخل للحد من الحرب الاهلية الدامية في البلاد، وبالتالي فان السؤال الذي يطرح نفسه هو مدى انخراط التدخل الاميركي في القتال السوري.
ووفق صحيفة التايم انه في حين انه كان يركز على انهاء الحربين التي بدأهما جورج دبليو بوش، فان اوباما وافق مؤخرا على توريد الاسلحة للمعارضة السورية، ظنا منه انه قادر على التدخل كما فعل في ليبيا الا انه في الواقع فان التدخل في سوريا يحمل مخاطر اكثر بكثير من المكافآت.
وفي هذا السياق استعرضت الصحيفة 4 طرق محفوقة بالمخاطر قد تنتهي بها مناورة اوباما في سوريا.
تحقيق البعثة نتائج سيئة
عندما نشر الرئيس الاميركي السابق جورج بوش قوات اميركية في الصومال في اواخر العام 1992، كانت خطوته تندرج في اطار انساني كما يزعم الان الرئيس اوباما بشأن الصراع السوري، وبعد توليه المنصب باقل من شهرين، وجد بيل كلينتون نفسه امام حرب لم يكن يتوقعها، وبالتالي فان تورط الولايات المتحدة جعل البعثة تخفق وتنحرف عن اهدافها الانسانية وتبدأ بمطاردة اسوأ اللاعبين في الصراع.
وبعد ان قتلت القوات الاميركية وطردت، وجد كلينتون نفسه امام خيارين: اما التصعيد مع احتمال قليل بالفوز واما الفرار فاختار الخيار الثاني.
وذكرى مقديشو لا تزال حية في الكثير من الذين يناصرون التدخل الانساني، بما في ذلك اوباما وهو ما يجعله يتردد في الانجرار في الحرب السورية.
تحقيق البعثة نتائج مقبولة
بعد مقديشو، قاوم كلينتون الدعوات بالتدخل في حروب البلقان، وواجه مقاومة عنيفة من روسيا التي تنظر الى المنطقة بوصفها منطقة نفوذها التقليدي، وقد قاد كلينتون سلسلة من بعثات الامم المتحدة بقيادة قوات اوروبية وآسيوية فشلت في تحقيق السلام او حماية المدنيين، على مدى السنوات الثلاث المتعاقبة، توفي حوالي 10000 شخص وفي نهاية المطاف قررت ادارة كلينتون الاستعانة بحلف شمال الاطلسي لانهاء القتال.
وتشير الامم المتحدة الى ان 93000 شخص لقوا حتفهم في سوريا في العامين الاخيرين من القتال، وقد احتاج الناتو الى 80000 جندي لحماية البوسنة، وتقدر وزارة الدفاع الاميركية انها ستحتاج الى 80000 جندي لتأمين الحماية على مخزونات الاسلحة الكيماوية والبيولوجية، هذا وادانت روسيا بشدة تورط اميركا واوروبا، وفي هذا السياق قالت جين هارمين، نائبة سابقة من كاليفورنيا ان الدروس المستفادة من البوسنة قد تطبق في سوريا.
مساعدات اميركية محدودة قد ترجح كفة المتمردين وتعزز من قوة الجماعات المتحالفة مع القاعدة
ان المشكلة الاساسية التي يواجهها اوباما في سوريا تكمن في اتصال وارتباط بعض الجماعات المعارضة بتنظيم القاعدة، وبالتالي حتى لو ساعدت المساعدات الاميركية في اسقاط الاسد فان الولايات المتحدة قد تواجه اسوأ النتائج: تعزيز سلطة الجهاديين المتطرفين في المنطقة، وهذا ما حصل في السابق جراء دعم الولايات المتحدة لحركة طالبان ضد الاتحاد السوفياتي في افغانستان في اواخر السبعينات وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل اوباما يحد من نوع المساعدات العسكرية الى المتمردين.
يبقى التورط الاميركي محدود انما يساعد في ترجيح كفة المتمردين انما ليس اولئك الذين هم على صلة بتنظيم القاعدة
لا يوجد نماذج حقيقة لهذا النوع من النجاح في التاريخ الاميركي، واقرب نموذج هو تدخل اوباما في ليبيا، فعندما شن الزعيم الراحل معمر القذافي هجمات واسعة النطاق ضد شعبه تدخلت الولايات المتحدة لمساعدة المتمردين في عملية الاطاحة بالقذافي، وكانت المعارضة الليبية اكثر تماسكا من المعارضة السورية، وحتى مع ذلك فقد شن الجهاديون هجوما في بنغازي وقتلوا السفير الاميركي كريس ستيفنز و3 اميركيين اخرين.
وبالنسبة الى سوريا، فقد اظهرت الاستطلاعات ان هناك القليل من الاصوات الداعمة لقيام الولايات المتحدة بارسال الاسلحة الى المعارضة، ناهيك عن الانخراط في حرب اخرى في الشرق الاوسط، وفي هذا الاطار قال دنيس ماكدونات، نائب مستشار الامن القومي الاميركي:" علينا ان نكون دقيقين في معرفة ما هو في مصلحتنا وما هي النتيجة الافضل بالنسبة لنا، والاثمان التي يجب علينا ان ندفعها لتحقيق النتائج المرجوة".




