أرشيف - غير مصنف
هدوء يسبق العاصفة الجهادية
ان سياسات الولايات المتحدة التي ساعدت في انشاء تنظيم القاعدة في افغانستان في الثمانينات هي نفسها التي تخلق حاليا الكثير من الجماعات المتطرفة في العديد من البلدان الاسلامية مما يعني ان الهجمات الارهابية في المستقبل قد تجعل احداث 11 ايلول كلعبة اطفال، وفق ما ننقله لكم من العالمية (www.alamiya.org) عن موقع فرونت بايج ماغ.
واوضح الموقع انه لفهم هذا الامر، يتعين علينا اعادة النظر في تاريخ الولايات المتحدة مع الجهاديين الاسلاميين والسياسات الاميركية التي ترتكز على نتائج قصيرة وليس على المدى الطويل.
واشار الموقع الى انه في الثمانينات، دعمت الولايات المتحدة المتمردين الافغان بما في ذلك الجهاديين للوقوف بوجه السوفيات، وقد سافر اسامة بن لادن، ايمن الظواهري وعدد لا يحصى من الجهاديين الاجانب الى افغانستان لتشكيل قاعدة للتدريب والتخطيط، وولد بعدها ما يعرف بتنظيم القاعدة.
وقد دعمت الولايات المتحدة القاعدة التي هزمت السوفيات وصافحت ريغان، وباتت حركة طالبان هي التي تحكم افغانستان، الا ان الوضع لم يستمر على حاله، فقد اكتسب تنظيم القاعدة قوة كبيرة وبدأ يخطط لعمليات ارهابية، كاحداث 11 ايلول.
واذا كان ريغان قد ساعد عن غير قصد في خلق اول خلية لتنظيم القاعدة في افغانستان فان اوباما يساعد حاليا على خلق خلايا للقاعدة في دول اسلامية عديدة، وذلك من خلال التدخل لاطاحة الانظمة العربية المستبدة وتعزيز قوة الجهاديين الذين سجنوا في السابق وكل ذلك باسم " الربيع العربي" و"الديمقراطية".
ففي مصر، اطاح اوباما بمبارك، الحليف الرئيس لاميركا في الشرق الاوسط على مدى 3 عقود، ووصل جماعة الاخوان المسلمين الى الحكم وهيمن على الحكومة المصرية اليوم العديد من الاسلاميين الذين لهم علاقة بتنظيم القاعدة، واللافت انه في عهد مبارك تم سجن العديد من الاسلاميين لما في ذلك الرئيس مرسي نفسه، ليس لانهم عشاق الحرية بل لانهم يريدون تحويل مصر الى دولة اسلامية، وسيناء تعج اليوم بالجهاديين ومن المحتمل ان تكون ملجأ لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري.
وفي ليبيا، ايد اوباما المعارضة ضد القذافي، مع انه كان يعلم ان القاعدة كانت وراءها، والتي شنت هجوما على بنغازي، فضلا عن ذلك فقد تعرض المسيحيون في ليبيا للاضطهاد من خلال الهجمات على الكنائس وعلى الراهبات.
والان في سوريا، قرر اوباما تسليح الجهاديين الاجانب، ويشير احد التقارير الى ان الاجانب يشكلون 95% من المعارضة السورية، كما كان الحال في ليبيا وفي افغانستان في الثمانينات.
وفي هذا السياق قال احد الجهاديين الاجانب في سوريا:" عندما ننتهي من الاسد سوف نقاتل الولايات المتحدة".
واوضح الموقع ان الجهاديين الاسلاميين باتوا يسيطرون على عدة دول ذات اهمية استراتيجية، وفي هذا السياق تساءل الموقع:" اذا كانت احداث 11 ايلول هي الثمن الذي دفعته الولايات المتحدة مقابل تحويل افغانستان الى قاعدة للعمليات الجهادية في الثمانينات والتسعينات، فما هو الثمن الذي ستدفعه اميركا بعد تحوي العديد من الدول الى قاعدة للجهاديين؟
واعتبر الموقع اننا نعيش اليوم في عصر: الهدوء الذي يسبق العاصفة، تماما كالفترة التي سبقت 11 ايلول اذ ان القادة في اميركا يعانون من قصر النظر ويركزون فقط على اللحظة الحالية، اللحظة التي تبدو فيها الولايات المتحدة هادئة نسبيا، من دون التفكير في المستقبل او في العواقب الحتمية للسياسة الخارجية الاميركية.




