تظاهرات تقسيم وجهة نظر عراقية

أضافت حكومة المزبلة الخضراء سمة أخرى لسماتها المعلنة من خلال ممارسة ( صخمان الوجه) من موقع أعلى والتدخل بشئون تركيا في قضية التظاهرات الأخيرة التي أثارتها أحزاب العلمانية والشيوعية لتسقيط الحكومة الإسلامية في تركيا، وهي مظاهرات تخدم مصالح روسيا وسوريا كما هو واضح لكل ذي بصيرة، ومن ثم فإنها تخدم مصالح إيران والعراق بدون شك، أحكي عن حكومات هذه البلدان بالدرجة الأساس، ومن ثم عن شعوب أو أنصاف شعوب ففي بعض هذه البلدان يتفق المضمون السلطوي مع الموروث الشعبي مثل المزبلة الشرقية المتسماة إيران، لا شعبها يستحق الحياة ولا حكومتها، وعندما تهيب الحكومة منهنّ بأتباعها فيتقاطروا لممارسة القتل بحق شعب ينتفض على جلاده في سوريا فتلك تعني أنّ هكذا أتباع هم بمستوى إنحطاط الحكومة التي تستخدمهم ككلاب الحراسة، وحال الإثنين سيان .

 

و ربّ سائل رافضي من شرفاء روما يستجمع شجاعته ويغالب رعبه و( ينط كالقط ) فيسأل: هل أنت مع النظام الإسلامي في تركيا وضده في إيران والعراق؟ هل أنّ رأيك هذا هو هوَ نفسه في المظاهرات التي يقودها سكان المحافظات المنتفضة الأربعة؟

وهينعمكبيرة بقدر ما تسمح حجوم الفونتات هنا: نعم أنا مع حكومة تركيا الخير ضد حكومتي الشر، حكومة الشر الأصغر وحكومة الشر الأكبر  في بغداد وطهران على التعاقب، لا أقول أنني مع النظام الإسلامي في دولة منهن وضده في أخريات ، فما موجود في قم وطهران وبغداد لا علاقة له بالإسلام مطلقاً ، وإن كانت هناك، فرضاً وافتراضاً، ثمة علاقة بين عقيدة القوم والإسلام فأنا أول مرتد عن هكذا إسلام !

وأنا مع تظاهرات العراقيين ضد حكومة الإجرام في المزبلة الخضراء، و أنا ضد تظاهرات حزب( هل رأى الحب سكارى) التركي العلماني التي تستهدف إسقاط ومشاغلة أردوغان عن سياسته في المنطقة وتجاه ثورة سوريا .

ربما سيفهمها السائل أنها إجابة ذات قوة دفع طائفي كما في حالته وعندها سأقول له: يا خساره، نئبك طلع على شونه ! إنها وليدة التجربة والملاحظة والتقييم لا غير . نظام الحكم في تركيا نظام إسلامي يغالب الموروث العلماني لأتاتورك ويجتهد ليحلّ محلّه ، هذا كل ما في الأمر. وهو من كامل حقهم أن يجتثوا العلمانية عملاً بمبدأ ( العين بالعين والإجتثاث بالإجتثاث والبادي أظلم) بالحد الأدنى ، فالعلمانية نفسها إجتثتهم على مدى قرن من الزمان واجتثت اللغة العربية لتزرع في الأتراك لغة أشد عجمة من أعجمية إيران ، لغة لاتينية ممسوخة عزلتهم عن العالم العربي والإسلامي، وعن العالمين الشرقي والغربي كما لو كانت جدار فصل ثقافي تام ، لا أحد يفهم كتبهم وأدبهم ومقالاتهم وطروحاتهم العلمية ولا هم يفعلون ،لا أحد يجيد إستخدام حاسباتهم في إنترنيت كافيه ما لم يخلع دماغه ويبرمجه بسوفتوير أتاتوركي بغيض ، جعلتهم ضائعين ،لا هم شرقيين ولا هم غربيين، فما لهم واللاتينية أصلاً والغرب نفسه قد أقلع عن هذه اللغة الديناصورية ؟ لذلك أقول مرحباً بكل من يعيدهم لصوابهم رغماً عن أنف كل من يريدهم أعاجم معزولين هكذا .

أما إيران فهي تأتي بالتسلسل التالي لآخر دولة إسلامية( أي عقبها!!) من حيث صدق الإنتماء والإعتقاد والتوحيد لله والإقرار بنبوة محمد بن عبد الله . إن تسمية نظام حكم الملالي ب(الدولة الإسلامية) هو من أكثر المخالفات اللغوية للحقيقة ومجافاةٍ لها وكم نبهت لذلك منذ سنين ، لذا لا مجال لمقارنة إيران بتركيا، ولا بنسبة الصفر ، ربما يمكننا مقارنة تركيا بالصين أو بميانمار ، لكن ليس بإيران من دون شك .

أما العراق فهو بلد الشقاق والنفاق منذ خلق وكله بفضل هذا الحي من أهله الوافدين من اليمن من الذين إعتادوا الخروج عن القانون ومناكفة كل حاكم، إبتدءوها بملء صدر وليهم وخليفتهم علي بن أبي طالب نفسه قيحاً وفق تشبيهه هو نفسه ، ومروراً بحذف الوالي الجديد(الحجاج بن يوسف الثقفي التكريتي الصدامي) بالنوى وبحصب المسجد وقت الخطبة بدل الشروع بطاعته إن كان والياً صالحاً، أو رفع السيف ومقاتلته إن كان ظالماً حقاً كما يقول التاريخ الذي كتبه المهزومون . وكذا فعل أحفادهم مع صدام حسين في الدجيل من قبل أن يتضح خير الرجل من شرّه فهم أنجس خلف لأضرط سلف . كذا كانت مقاومتهم عبر التاريخ لذا لم تخرج مواقفهم عن سوالف السرسرية والشلايتية من يومها كتحريق الدور والممتلكات في البصرة في عهد زياد بن أبيه الذي توعدهم بعقوبات لم يأت بها كتاب الله طالما مناكفاتهم وتخريباتهم هي من قبيل الإحداث والإبتداع ، ومن ثم كرر أحفادهم نفس الأسلوب بممارسة كتابة الشعارات المعادية للسلطة على الجدران والفرار عقبها تحت جنح الليل كي يتورط بها غيرهم ،حسبوها جهاداً يدخلهم الجنة !! ومثل ذلك تعمد مضاددة كل ما تقدم عليه الدولة من أعمال ومنجزات ولو كان بناء جسر أو نشر ثقافة  ومحو أمية أو تعميم لقاح ضد مرض من أمراضهم المستشرية دوماً، كان معمموهم يشيعون بينهم أنّ لقاح الكَزاز هو لقاح تعقيم لمنع نسائهم من الحمل وتقليل أعدادهم !! لذا كانوا يثقفون ضده ويمتنعون عنه ! هذا هو نوع مقاومتهم لكل سلطة .. لا هم قاوموا المغول ولا قاوموا السلاجقة من بعدها ،ولا قاوموا الخروف الأسود ولا ناطحوا الخروف الأبيض ذاك حتى ، وحتى لو كان (طلياً) أبقع لما تجرءوا على مقاومته . كل البراكين تهدأ والعراق لا يهدأ ، كل العواصف تهمد ونفوس القوم هؤلاء لا تهمد ولا أحقادهم تركد . هؤلاء الذين يتباكون اليوم على حسين خذله أجدادهم ، ويلطمون على عليّ قتلوه إنما هم أبعد الناس عن الإسلام فقد أحلّوا المذهب بدل الديانة والدين منذ قرون حتى أصبحت شهادتهم التي يخفونها في صدورهم شيئاً من وزن (لا إله إلا الله ، علي رسول الله ووليه ). لا زال في قلوبهم بعض التقية تمنعهم من رفع الشهادة هكذا ، ولئن عشتم إلى أكثر مما بقي لي من عمري لتسمعنها على رءوس المآذن هكذا كما في أعلاه ، ومن ثم ستسمعونها هكذا : "لا إله إلا علي ولا دين إلا مذهب علي" .

تركيا أردوغان تريد أن تمهد لخلافة عثمانية وعدتها بها القوى الكبرى كما يبدو  للسماح لها بإدارة العالم العربي الذي فشل بإستثمار فرص الإستقلال العزيزة تلك  . الربيع العربي هو  مؤشر فشل تام على مستوى الحكام والشعوب ، إحسبوها كما تشتهون، إما أنّ الحاكم أضل قومه وما هدى، كفرعون ذاك، أو أنّ الشعوب أطغت حكامها بكثرة النفاق والمداهنة والإنتهازية وبفرط سلبيتها في العمل والإنجاز والتعامل، وبفرط العمالة لدول جارة لها أجندات تخريبية تحتاج لمطايا محليين يحملون أوزار الخيانة والعمالة عنها . الحصيلة النهائية لأي من الإحتماليتين هي أنه من الأفضل العودة للخدمة تحت سيطرة الحكام العثمانيين إن كان البديل هو أنظمة مثل نظام الإخوان بمصر أو نظام الخريان ببغداد ، على الأقل سيبتنون جسوراً  ويعمرون الحياة ولو بنسبة مما هو الطموح ، ويشيعون أنماط حياة أفضل من أشكال الجحيم التي أشاعتها أنظمتنا العربية المغوارة فجعلت الناس يفقدون كل مشاعر الإنتماء وأخلوا بميزان الحقوق والواجبات وعقد المواطنة بحيث أخرجوا العباد عن طورهم وساقوهم للتطرف والعنف، فالقانون لا وجود ولا إحترام له، والمحسوبية والمنسوبية والعشائرية والمناطقية هي أساس التفضيل ومعيار منح فرص العمل والمناصب والتكليف ، ومن لا يصدق هذا الكلام فليعاين كم خسرنا من عقول وسواعد هاجرت واستقرت في بلدان الغرب، وكم من أهل الغرب فكروا بالهجرة المعاكسة إلينا في مقابل ما خسرناه ! حتى الأنفار الذين فعلوا باعتبارهم إناثاً ( زوجات أساتذة عرب) لم يتحملن الجحيم فطلبن الطلاق وعدن لبلدانهن يحكين قصصاً مخزية عن تجارب كلها مرارة لمن لم يتورطن مثلهن . ليقارن واحدنا كم من الأتراك يتورط بسياحة للعراق وسوريا مقابل كم من هذين البلدين وغيرهما يسوح ويدوح في تركيا: إسطنبول نفسها يتباين عدد سكانها بين الليل والنهار بما يقارب العشرة ملايين! هل لدينا شيء كهذا؟ هل لدينا هكذا قبول وهكذا قوة جذب مهولة؟ لولا النفط ومشاريع تستند بتمويلها على وارداته، ولولا فريضة الحج وقوافله لما وجدت تركياً يتورط بالمرور في العراق وسوريا، فالفندقة لدينا شيء مقرف وحتى التواليتات في مطاعم الطرق الخارجية ومصلياتها تلك تحكي قصصاً تعيسة لكل مسافر ، تذكرني أحوالها بكاريكاتير يرتدي فيه أحد المتورطين بقضاء حاجته قناع وقاية كيمياوي إستعداداً لأهوال الأرماكَيدون التي ستواجهه!

 

وكعادتها في ( تصخيم الوجه) والتدخل بما لا يعنيها فقد أطلقت الحكومة العراقية بضعة تصريحات بخصوص تظاهرات تقسيم جاءت من فوهات متعفنة كالمالكي وعالية نصيف ! محاولات لمداراة خيبة أمل وفشل ذريع في الرد على التظاهرات الوطنية العراقية ، لذا سمعنا المالكي يطالب أردوغان ب (إحسان معاملة شعبه) !! شلون محسن إبن سطعش محسن إنته ! وسمعنا عالية فسيفس تحاول فتح العيون المغمضة على (حقيقة دكتاتورية وجبروت أردوغان) !! سفيرة القنادر في البرلمان العراقي كَامت تغرّد ! أحسبها من علامات الساعة ! إن كنتم أنتم بقصد تأسيس حكومة تسمونها(إسلامية، والإسلام منها براء) وتطلقون أيادي جيشكم وشرطتكم الطائفية بالترافق مع نتاج المرافق من مليشيات مجرمة لتقتلوا باعة الخمور والحلاقين والحلاقات والشباب المتميع (الإيمو)، وكله وفق فتاوى صادرة من حوزات متعفنة في السراديب سواء في النجف أو في قم وطهران، فما هو وجه إعتراضكم على محاولات حكومة أردوغان الإسلامية التوجه وهي تضادد شيوع الفساد والإنحلال الأخلاقي في إسطنبول وساحة تقسيم التي أصبحت منذ أمد بعيد ( بيكًال) تركية تقابل تلك الباريسية؟ الموضوع هو سجال بين بضعة آلاف من مخمورين مزمنين ومن يناقضونهم بالأخلاقيات. جرّب عزيزي القارئ أن تستمتع بمشوار نزهة في شارع إستقلال منطلقاً من ساحة تقسيم وقد يحالفك الحظ بإثبات ما أقول وأنت ترى من يسحبك من ذراعك لتلبية دعوته في غرفته بفندق في لالي لي ! وهذا غيض من فيض ، فكم تعود العراقيون منذ السبعينات تلك أن يسافروا لتقسيم بالذات ، لزوم التفتح الجنسي يعني!

شاهدنا أنماط الأسلمة (كما يسمونها) في العراق وفي مصر، وقارنّاها مع ما وجدناه في تركيا فرجحت الكفة لصالح العثمانيين، لم نجد دشاديش قصيرة ولحى مستطيلة لديهم ، لم نجد متعهداً لكوي الجباه ووسم الدجالين بتلك البقعة الكاذبة التي أوقعت في شراكها جبلّاً كثيراً من خلق الله . لم نجد صلواتهم تستغرق في إطالة بغيضة ومفتراة على حساب وقت العمل ، لم نجد مؤذنيهم يعقبون الأذان بتغريدة تبلغ 4 أضعاف مدة الأذان وقوامها صلوات على النبي وخالة النبي وعم النبي وبنت النبي وبلال الحبشي ومحمد القرشي وما إلى ذلك من تفاهات وإحداثات وبدع تجعلني أترحم على روح والدي محمد عبد الوهاب الأصلي وإن كنت غير وهابي! وهي مذكورة أصلاً بكتاب الله " وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً " ! والموضوع هذا ( والذي يختتمونه بعبارة غبية تقول: يا من أرسلك الله رحمةً للعالمين، وقد ترى أحدهم يقلب الكلمات فيجعل العبارة" يا من رحمةً للعالمين أرسلك الله" ليحصل على قوافي تعين صوته العنين !! كما لو كان هناك محمدان : أحدهما أرسله الله تعالى نقمةً على العالمين والآخر المقصود هنا هو من أرسله الله رحمةً للعالمين !!) الموضوع هذا ليس له من دافع ومبرر للتكرار إلا توسّل المؤذن بالنبي أن يشفع له كما تتلمس ذلك من عبارات التغريدة الغبية هذه !! ترى ما الذي تورطت فيه سيّد مؤذن آيدول بحيث إستمرأت تحريف الأذان والإطناب فيه لأجل نيل المغفرة والشفاعة هكذا؟  لم نجد هكذا إسلام ممسوخ لدى الأتراك ، شتان بين الثريا والثرى !  

في أنقره وفي إسطنبول، كما في غالبية مدن تركيا ، لم أستطع قبل بضعة سنين أن أغادر موضعي قرب أحد المساجد في منطقة جانقايا بأنقره ،حتى أتم المؤذن أذانه لصلاة العصر. جمال الأداء أجبرني على إغفال إلتزاماتي ريثما يكمل . ونفس الشيء فعلته مضطراً في ضاحية أيوب سلطان في إسطنبول . المنارة منهن هناك تبلغ إرتفاعاً شاهقاً فيصلك الصوت مدجّناً لطيفاً غير جارح ، هنا لدينا منارات قميئة تحتل فراغات البيوت وتطلق صواريخ الأصوات لتتردد بقوة الصدى المجنون كصفارات الإنذار ككرة مرتدة ،منارات قميئة تعكس تخلف العمارة في هذا البلد ذي البنايات الصندوقية الشبيهة بالقبور، تعتليها أصوات مؤذنين لا قبل لهم بهذه المهمة التي تتطلب المهارة والصوت الجميل وإلا انقلبت ضد مضمونها. يكاد واحدهم يقول ( حي على أي شيء غير الصلاة) من خلال أذانه الجارح للأسماع، وهو يبثها من أقوى مكبرات الصوت كما لو كان في فلاة منقطعة عن البشرية أو كما لو كان ديسكو السماء ،حاشا لله ! بينما جاره من المساجد لا يبعد عنه أكثر من مائة أو مائتي متر ! ولا تجد هيئة علماء تفكر في إيقاف هذه المهزلة أو الحد منها رغم إساءتها للدين وللمواطنين من غير المسلمين ومن المسلمين الذين لديهم عقل حتى ، ولا تجد أحداً من سكان المنطقة يفكر بأن يعترض لأن الإمام سيروّج من فوره أن هذا ( مرتد و زنديق وصليبي) ، ربما سينتهي به الحال أن يصار لرجم بيته واعتباره (أبو رغال الألفية الثانية) ومنع الزواج من أبنائه وبناته وعدم قبول شهادته وحجب حصته التموينية! وهي في أصل كتاب الله ألا يجهر المصلي بصوته ولا يخافت بها " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً" ! هذا وقت صدر الدعوة قبل إختراع المايكروفونات ومكبرات الصوت ، فكيف بنا بوجود هذه التقنيات التي تثقب الآذان وتجعل الطالب المبتلى بالإمتحانات والمريض المبتلى بصحته والنائم المسترسل في نومه ، تجعلهم يخرجون عن طورهم بسبب هذه الممارسات المنحرفة التي مبعثها الأول والأخير هو (إعجاب المؤذن بصوته) و(إعجاب الإمام الخطيب بنفسه) لا غير ،بحيث يجبر الناس على سماع صوته الشجي وهو يهتف ( سمع الله لمن حمده) وينقل لهم وقائع صلاة المغرب والعشاء ( لايف) ؟ والكل يعرف تلك الآية أعلاه لكنهم يغضون الطرف عنها لأنهم جهلة ولأنهم إنتقائيون مريعون، يختارون من كتاب الله ما يناسبهم ويغضون الطرف عن غيره! وترى واحدهم في مقابل ذلك يرفع عقيرته بالنداء يوم الجمعة أن الغناء حرام والموسيقى رجس من عمل الشيطان وأنّ قناة سبيس توون شيطانية من سمح لأطفاله بمعاينتها فهو كمن زنى بأمّه في شهر محرم الحرام في وسط الكعبة أربعين زنية !!!، لكن الله تعالى لم يُعِب على شدو العنادل ولا ذكر الموسيقى بسوء، بل وصف صوت الحمير بأنه (أنكر الأصوات)،لا الحمير نفسها، في دلالة على قبح رفع العقيرة والهستيريا بالخطاب، عين ما يفعله إمام المسجد هذا وهو يصرخ في كل عبارات خطبته كما لو كانت قرحة تقض مضجعه وتدفعه لفعل ذلك. إن قال ( النظافة من الإيمان) صرخ: (النظاااافةمن الإيمان) ، وإن ذكر إسم الله تعالى صرخ كالمجذوب( ألله  )، وكله تمثيل في تمثيل و ربّ الكعبة فهي طريقة مريضة للخطابة تعلموها من مهووس من الملالي من أيام الملا عثمان الموصلّي، وتوارثوها كأية عاهة وراثية . يدور أحد الأحاديث الشريفة ( بفرض كونه صحيح حقاً، صحيح بمعنى أنه غير محرّف وموضوع، وليس صحيح بمعنى درجات تأصيل الحديث تلك ، فالأمران مختلفان تماماً) مما يستندون إليه في تبرير زعيقهم ، يدور حول فضل المؤذن الذي يمد صوته بالنداء ليبلغ أبعد نقطة. هذا حديث يخص نمط الأذان الفردي( جهاراً)  بدون مكبرات صوت بدون شك ، وهذا حديث يتعلق بمشهد المدينة المنورة وغالبية سكانها هم من المسلمين في عهد حياة النبي . اليوم نحن نعيش في مدن مختلطة والمساجد تستخدم تقنيات الكفار في بث الأذان! لدينا مسيحيون وصابئة ويزيديون يجاوروننا ولهم نفس ما لنا من حقوق مواطنة.. لدينا من هم أكثر عدداً من هؤلاء ومن المصلين أنفسهم، وأعني المسلمين من غير المصلين . لدينا نظام حياة يعتمد الدوام الرسمي واللجوء للنوم في وقت مبكر لكي يصار للنهوض في وقت مبكر كذلك والفلم هذا مستمر لعشرين سنة ربما أو ثلاثين .هكذا موظفين هم أنفع للمجتمع من المؤذن والإمام بحكم ما معروف عن أخلاقيات هذا النفر الدجال الذي نادراً ما يخلص العمل والعبادة لله ، والدليل على ما أقول هو البث الإعلامي الذي يمارسونه وحب الظهور . لدينا مَن نظام دوامه مقلوب فهو ينام نهاراً ويستيقظ ليلاً ليرفع قمامة المؤذن والإمام هذين، ومن جاورهم من الناس، أو ربما ليديم عجلة الكهرباء والماء والهاتف والمواصلات فكلها تعتمد الخفارات الليلية، ومثلهم الجيش والشرطة ( ليس جيشنا المضرط بطبيعة الحال ولا شرطتنا الخايسة)، فكيف تفهم أيها المسلم إشكالية تناقض إرتفاع صوت الأذان والتلاوات من مكبرات الصوت الجهنمية هذه مع ضرورات الراحة والإسترسال في النوم لتلك الفئات الخدمية في المجتمع؟ كيف ستجيب المستفسرين عنها وربما هم أولادك قبل غيرهم ؟ كيف ستدافع عن عقيدتك ما لم تنقّها من الخبث والبدع هذه قبل كل شيء ؟ الغربيون أنفسهم توصلوا لحل فمنعوا كل المظاهر الدينية حسماً لكل شكاوى ودعاوى إنتهاك حريّات، وأنت سيسهل عليك فهم الموضوع إن كنت من المتعصبين والمنصوب عليهم وفق تلبيسات الإمام الأرعن ذاك، لو تصورت الأمر مقلوباً، أنت تقيم في مدينة مسيحية (عراقية أو أجنبية) ، وناقوس الكنيسة (يسمط أبو أبوك) ليس صبيحة كل أحد بل خمسة مرات في اليوم، لا بل ست مرات ، لأن أذان الفجر أصبح أذانان من مبتدأ عهد الديمقراطية الحقيرة هذه ! هل كنت لتتقبلها؟

 

كلهم يعرفون تلك الآية عن عدم المجاهرة بالصوت في الصلاة، ويعرفون الحديث الذي يقول أنّ هكذا علماء وهكذا قرّاء قرآن هم من أوائل من تسعّر بهم نيران جهنم يوم القيامة: فهم سبب كفر الناس بالله ونفور المسلمين من المساجد ومن صلاة الجماعة ، ويعرفون الحديث الشريف الذي ينهى من يحضر للصلاة يوم الجمعة من أن يشوّش على غيره برفع صوته ، ومع هذا لم نجد من بين هؤلاء الزعّاقين النعّاقين ذوي طبقة صوت الحمير أنكر الأصوات،لم نجد من طبق هذه الآية وهذه الأحاديث ، ولم نجد منهم مَن رفع السلاح وقاتل المحتلين فعلاً ، فكل ما يجيدونه هو (شحن )الهمم وبث الحماس في المصلين كي يسوقونهم لحتفهم ومن ثم يبقوا هم مقيمين في بيت بطرف المسجد يتمتع بالكهرباء المجانية وبالخدمات والصواني والإعانات : هل لاحظتم أنّ كهرباء المسجد لا تنقطع ؟ هل إنتبهتم كم من المصلين يبقون للتمتع ببرودة أجهزة التكييف بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء ؟ أيّ عبّاد هؤلاء؟ وأنت لا ترى أيّاً من هؤلاء الخطباء وهؤلاء المؤذنين في أيّ صف من صفوف الكتيبة، ولا حتى في المقرات الخلفية، قبحهم الله من إسلاميين سنّة لا علاقة لهم بسنّة نبينا ، هذا ما لدينا من أخبار، فماذا لديكم أيها الشيعة 

كتابات "ابو الحق"

Exit mobile version