أرشيف - غير مصنف
الجيش اللبناني يخسر 17 جنديا في معركته مع قوات الشيخ الاسير
/ خاض الجيش اللبناني ومسلحون سنة معارك في مدينة صيدا الساحلية في جنوب لبنان لليوم الثاني في واحدة من أشرس المواجهات التي أذكتها الانقسامات الطائفية الناجمة عن الحرب الاهلية الجارية في سوريا.
وقال مصدر أمني لبناني ان الجيش دخل مجمع مساجد الى الشرق من مدينة صيدا حيث كان يعتقد أن الشيخ السلفي أحمد الاسير يحتمي مع أنصاره.
وأضاف أن الجيش كان يتأهب لدخول مبان واعتقال من تبقى من المسلحين بعد ظهر اليوم وفي الساعة الثالثة مساء تقريبا ترددت أصداء أعيرة نارية داخل المجمع.
وقال الجيش اللبناني ان 12 جنديا قتلوا في الاشتباكات التي اندلعت أمس الاحد بعد أن ألقت قوات الامن القبض على أحد أتباع الاسير. ورد أنصار الشيخ بفتح النار على نقطة تفتيش تابعة للجيش.
وتعهد الجيش بالقضاء على قوات الاسير متهمة اياها بمحاولة دفع لبنان الى حرب أهلية كالتي شهدها خلال الفترة من 1975 الى 1990. وتسبب امتداد الحرب من سوريا بالفعل في تفجر موجات قتال أسفرت عن سقوط قتلى في مدينة طرابلس بشمال لبنان وهجمات صاروخية في بيروت وسهل البقاع.
وقال الجيش في بيان اليوم //قيادة الجيش لن تسكت عما تعرضت اليه سياسيا أو عسكريا وهي ستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق.// وذكرت مصادر أمنية ان عدد القتلى من جنود الجيش بلغ 17 جنديا كما أصيب 65 اخرون. ولم يتسن التحقق من الخسائر بين مقاتلي الاسير رغم ان قوات الامن قالت انها تعتقد ان أكثر من 20 من رجاله قتلوا. وقال مصدر ان الاسير اصيب.
وقال القاضي صقر صقر مفوض الحكومة في المحكمة العسكرية انه تم استدعاء الاسير للمثول أمام المحكمة الى جانب 123 من أتباعه منهم شقيقه والمطرب فضل شاكر الذي ترك العمل الفني وانضم الى جماعة الاسير.
وجاء في مناشدة على صفحة الاسير على موقع تويتر //نداء عاجل لجميع الانصار هبوا لنجدة أهلكم الذين يتعرضون لمذبحة.// وكان الجنود يحاصرون مسجدا يقع الى الشرق من المدينة القديمة المطلة على البحر المتوسط حيث يتمركز مقاتلو الاسير. ولحقت أضرار بالغة بالمسجد نتيجة لتبادل اطلاق الصواريخ والاسلحة الرشاشة على مدى 24 ساعة.
وورد نداء على حساب الاسير على تويتر اليوم يطالب أنصاره بانقاذ زملائهم الذين يتعرضون للقتل.
ويسود التوتر صيدا منذ اندلاع اعمال العنف في الاسبوع الماضي بين مقاتلين سنة وشيعة يختلفون حول الصراع السوري الذي يقوده أساسا معارضون سنة للرئيس بشار الاسد الذي ينتمي للطائفة العلوية.
وتصاعد التوتر عندما ارسلت جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية مقاتلين الى سوريا لمساعدة قوات الاسد على استعادة بلدة القصير الحدودية الاستراتيجية.
وقالت قيادة الجيش في بيان مساء امس الاحد //لقد حاول الجيش منذ أشهر ابعاد لبنان عن الحوادث السورية وألا يرد على المطالبات السياسية المتكررة بضرورة قمع المجموعة التابعة للشيخ أحمد الاسير في صيدا حرصا منه على احتواء الفتنة والرغبة بالسماح لاي طرف سياسي بالتحرك والعمل تحت سقف القانون.// وأضاف //لكن ما حصل في صيدا اليوم فاق كل التوقعات. لقد استهدف الجيش بدم بارد وبنية مقصودة لاشعال فتيل التفجير في صيدا كما جرى في العام 1975 /بداية الحرب الاهلية التي استمرت 15 عاما/ بغية ادخال لبنان مجددا في دوامة العنف.// أما الاسير الذي يتهم أنصاره الجيش بتوفير غطاء لرجال حزب الله فقد دعا اللبنانيين في انحاء البلاد الى الانضمام اليه وطالب الجنود بالانشقاق.
وندد مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني بالقتال وقال انه لا يجوز تحت اي اعتبار التقاتل مع الجيش اللبناني.
وأدى الصراع في سوريا الى توتر العلاقات الطائفية الهشة في أنحاء لبنان مما فجر اشتباكات في صيدا ومدن اخرى.
وفي الاسابيع القليلة الماضية هزت اشتباكات سهل البقاع اللبناني القريب من الحدود السورية حيث تعيش أعداد كبيرة من الشيعة بالاضافة الى سنة يؤيدون المعارضة السورية.
وفي مدينة طرابلس الشمالية قطع مسلحون ملثمون الطريق السريع وعدة طرق محيطة بالمدينة بكتل اسمنتية واطارات مشتعلة اليوم الاثنين في استعراض لتأييدهم للاسير.
وقال سكان ان مسلحين سنة في حي باب التبانة اطلقوا صواريخ على مواقع للجيش الليلة الماضية لكن لم ترد تقارير عن وقوع خسائر بشرية. وهاجم مسلحون الصحفيين الذين اقتربوا من المناطق التي اغلقوها وحطموا كاميراتهم وحذروهم من الاقتراب.




