رسالة الفريق عبد الفتاح السيسي غير المسبوقة، إلى من يقرعون طبول حرب تنحية الرئيس مرسي ، نفير وفاء لإرادة الشعب، واحترامٌ للشرعية والدستور، سياق مسؤولية درء خطر يحدق باستقرار الدولة، في خضمّ حالة انقسام جمعي تهدد سلامة مصر ووحدتها، حسب ما عبر عنه قائد العسكر
تلويح وزير الدفاع المصري ـ و المحسوب عند بعض الأطراف السياسية على التيار الإخواني ـ بخيار القوّة، لفضّ التقاء الجمعين في ال 30 حزيران، وإن كان ظاهره تدخل المضطرّ المتمسّك بالحيادية ، لإعادة الأمور إلى نصابها، و التأكيد على تلافي المؤسسة العسكرية، مهادنة الصغران، ومداهنة الإذعان، إلا أن توقيت تلك التهديدات جاء متأخر المفعول والتأثير، في ظلّ ترسّخ هجنة طبع الإخوان ، وتنفّذ مسلك حكمهم المغلق، بعجلة قوانين الغاب والاستلاب، ما أنزل بالمصريين شرّ شدائد الفرقة ، ونوازل الموت وشحّ القوت!
فتن دعاية حرف، وترفّع شذوذ، وأصول قِوام تأطير المشهد السياسي المصري، وتطهير مفارغ المخلوع، بقرارات مزاج عُصبية ضيّقة، لم تنحُ غير البطش والانقياد، لأجندات من رأى، وأجار بضعف النصب والسّند!
ربّ ضارة نافعة، هكذا خمن الإخوان، تشدّد، فنفخ، فتأوّه، عصارة ابتياع المصلحة الظرفية "الميكيافيلية" المفتقدة للمنعة، الموجبة للعفو والعافية، أساطينٌ صيّرها المرشد وحزبه وجماعته أثرا بعد عين!
لقد غامر "الإخوان" بأمن مصر، وسعوا باغين لحتفها، بعد أن أربكوا الشعب بسلوكات احتقان شديد ، أرّخت لصدام اقتفى أثر العنف والتآمر والثأر وردّ الصاع..
قطاف دم يانع، لسنة وُسمت بالرعونة، والاحتكام لفقه ولاية الأمر المتفرّدة، المسيئة للكيانات السياسية، والقضائية، والجمعوية المدنية، والأهلية!
كفر الاخوان بقيم "سماحة" الجمهورية، وسرحوا ومرحوا طويلا، في سعة فسحة الاستبداد بالرأي و السّداد والرشاد، فأنكروا المصالحة، وحوار الصلاح والفلاح ، مُعتق الرقاب، مُزيل الهمّ، مُنتفي الإفك والخبط، ووزر الأحقاد والكراب!
إن الحديث الآن ـ وقبل أيام تحبس النّفَس وضبط النّفس ـ عن أيّ توافق، مسعى براءة، لا يعتدّ بها قناعة أو إكراها، فصنيع "الجماعة"، وخلال عام كامل، هرطقة واستفزاز وشغب سياسي وأمني، أفضت كلها الى شقّ صفوف المصريين، تطاولٌ وصفاقةٌ ألغت الآخر كلّ الآخر، بخلفية كراهية تاريخية وكِبر مقيت، يبرز أعيانه ورواده، أينما حلّوا وارتحلوا، بيافطة الغِرّة والغرور:"وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"
لقد اختص الإخوان، ودون ملايين شعب مصر العظيم، بإبداع الابتداع المخزي في التسيير والمعاملة، علمٌ معتوه، يستعدي المروءة، ويهيم بمعاجم السّوء واللّغو، تكاليفُ تميّز لن تكون عصيّة على السقوط الحرّ، فهل ينعقد إجماع" الفراعنة "في الوقت بدل الضائع على شيء ما، أم تنتصب مرة أخرى، رايات الكرّ والفرّ، الاعتصام والالتحام، في أفق "العود على بدء"، ونقطة الصفر..؟!
حاج محلي- الجزائر-