لماذا لم يستغل أوباما ذريعة الكيميائي ضد الأسد؟

في الثامن عشر من آب (أغسطس) 2011، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما للمرة الاولى الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، وبعدها تابع رحلته العائلية لـ10 أيام في فاينيارد مارتا بحسب ما ننقل لكم في العالمية عن أتلانتيك. وبعدها بعامين تقريباً، ما زال الأسد في السلطة، ومن الواضح أنّ موقف أوباما ذلك لم تحقق الإطاحة بالأسد.
 
ويشير التقرير إلى أنّ دعوة رئيس لرئيس إلى التنحي، خاصة من دون استراتيجية لتحقيق النتائج المرجوة، تقلص الخيارات الدبلوماسية والسياسية. وكانت دعوة أوباما الأسد للتنحي قد تكررت مراراً من جانب أوباما، ومنعت إمكانية شراكة حقيقية مع روسيا – راعية سوريا- من أجل تنظيم الإنتقال في دمشق.
 
وعن ذلك يقول مستشار الأمن القومي الأميركي السابق زبيغنيو بزيزينسكي الذي حاول أن يدفع البيت الأبيض للتطبيع مع موسكو والتنسيق معها بخصوص سوريا، كما حاول أن يدفع الغدارة الاميركية للتطبيع مع باقي دول العالم المؤثرة كالهند واليابان والصين، وكلّ ذلك من أجل الدعوة لعملية انتخابية يمكن أن تحقق الإنتقال السياسي في سوريا، وتؤمن للأسد مخرجاً آمناً، يقول: ينبغي أن يكون هنالك نوع من الإنتخابات التي تلقى رعاية دولية في سوريا.
 
ويشير إلى أنّ أوباما دعا الأسد إلى التنحي وبعدها أعطى الضوء الأخضر لبترايوس في تأمين الأسلحة للمعارضة السورية والإستشارات العسكرية عبر قطر والإمارات والسعودية، وعندما تبين أنّ المعارضة السورية في أهم فصائلها متطرفة من نوعية الفصائل التي قاتلتها أميركا في العراق وأفغانستان وغيرهما من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تراجع عن الدعم.
 
واليوم تعود أميركا إلى الحرب السورية واستغلت ذريعة استخدام النظام السوري بشكل طفيف للسلاح الكيميائي لتبرير تسليحها المعارضة السورية ، ما يعني أنّ أميركا أخذت طرفاً في الحرب مقابلاً لروسيا وإيران. وهو ما يشكل حرب وكالة في سوريا بين محورين.
 
ويتابع أنّ ليبيا لم تكن تمثل تحدياً للمصالح الحيوية القومية الأميركية، ومع ذلك تدخلت أميركا. وفي سوريا يمكن تبرير التدخل لاحقاً على الأرض. ففي ليبيا كان التخوف من المجازر الجماعية بحق أهل بنغازي، وفي سوريا يمكن استخدام ذريعة الكيميائي. وفي حالة ليبيا لعب أوباما من الخلف ودعا لتدخل دولي كبير من مجلس الأمن شارك فيه. وكانت استراتيجية أوباما ناجحة وفعالة لعملية الإطاحة بالقذافي ومن بعدها قتله، وذلك بالشراكة مع فرنسا وبريطانيا والإمارات وقطر.
 
ويشير التقرير إلى أنّه وبدلاً من أن يتحرك أوباما وفقاً للنموذج الليبي مستغلاً أيّ ذريعة ضد الأسد للتدخل العسكري، فإنّه اليوم ينضم للمعارضة السورية، ملتزماً بخطة تغيير للنظام قد تتعثر. وسوريا كما تبدو اليوم قد تستمر الحرب فيها لعقد كامل وربما أكثر للتوصل إلى حلول سياسية داخلية. كما أنّ اللاعبين الخارجيين تبدو قدرتهم على التأثير في الداخل السوري محدودة.
 
ويختم بالقول: يحتاج أوباما للعودة إلى ما قام به خلال العامين الماضيين، وتجنب الحصار في العاصفة السورية، والدعوة لتنحي الأسد. لقد كان أوباما صائباً في إبقاء تركيزه على التحديات الأمنية والإقتصادية الداخلية للولايات المتحدة، وتجنب تلك التحديات الهامشية.
        
 
Exit mobile version