هذا وقد ضحكت كثيرا لخطاب الدكتور مرسى الذى لم يخالف توقعاتى فى أى شىء وإن
زادت جرعة الكوميديا السوداء بدرجة كبيرة ولو ألقينا نظرة سريعة – مع مراعاة
عدم الاستهزاء حتى لا نعرض لمحاكمة عسكرية كما هددنا الدكتور مرسى القائد الأعلى للقوات المسلحة – على
الخطاب سنجد الآتى :
وجد مرسى نفسه فجأة فى خضم حركة شبابية جديدة ستطيح به وأثبتت بما لايدع مجالا
للشك بأنه مرفوض شعبيا لدرجة غير مسبوقة و باختراع ثورى بحت وهى حركة "تمرد" التى أسسها شباب فقدوا الثقة فى الحكومة والرئيس والمعارضة وعلقوا آمالهم على الشارع فكان لهم ما أرادوا ولم يخذلهم الشارع ..!
لجأ محمد مرسى الى الكلام المباشر فى خطابه فذكر أسماء قضاة وصحفيين فى سابقة هى الأولى من نوعها ولكنه كان دائما سباقا فى التردى بخطاب رئيس لشعبه فنزل للغة لاتليق بمنصبه كالعادة وطعن فى شرف قاض بل قضاة وصحفيين دون بينة أو دليل ولو كان لديه لما انتظر لكى يكيل الاتهامات لبعض من أبناء الشعب وللجأ لأسلوب النبى صلى الله عليه وسلم فى قولته "ما بال أقوام " , ولكن قاتل الله من يستدعون الدين والأنبياء فقط بما يناسب أهواءهم ألا قاتل الله الهوى ..
شكك محمد مرسى فى النيابة التى أمرت بالافراج عن ضحايا داخليته التى كانت تقبض على الأبرياء من الثوار وتلفق لهم تهم مهاجمة الفنادق ووو وبرأتهم النيابة لعدم وجود أدلة ولكن هذا لم يعجب مرسى فانطلق يطعن فى أحكام النيابة والقضاء وبعدها ادعى انه يحترم القضاء ولايتدخل فى احكامه !!
ثم نزل درجات عندما ذكر اسماء " بلطجية " وياللمفارقة فهو يعرف أماكنهم واجرامهم ولديه الادلة ولكنه يتركهم ولا يفعل شيئا إلا أن يقول أسمائهم على الهواء " فودة وعاشور والراجل الى بينزل السكينة ب20 جنيه "..!
يالصباح مصر فى حكمك ياريس..!
ثم يدعى محمد مرسى أن الشعب يحادثه "تلفونيا " ويخبره بما تفعله محطات الوقود السيئة السمعة وبالتالى فليست الحكومة هى المسئولة عن أزمة السولار وليست " أزمة نفسية " كما ادعى وزيره الاخوانى بل المشكلة فى المحطات الشريرة التى يتربح أصحابها من البنزين فى السوق السوداء ومن ثم قرر مرسى إغلاق تلك المحطات وتسليمها للحكومة !!
ولم يكتف مرسى بالقاء تبعات فشله فى الحكم المزرى إلى هؤلاء المارقين بل إنه يتحمل تركة عبدالناصر والسادات وما خلفوه له من مشاكل ..
ثم ذكر احمد شفيق ومؤامراته كالعادة وذكر أنه هارب ونسى أنه ليس شفيق وحده هو الهارب !
والعجيب أن أحدا لم يضربه على يده ولم يجبره على تولى التركة الثقيلة بل إنه كاد يموت هو وجماعته لتولى الحكم وإعطاء الوعود والعهود التى أخلفوها ..!
وطبعا نحن نعرف أن المنافق اذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان ,والان هو يتهرب من مسئولياته فتارة يلقيها على من سبقه وتارة على التجار الوحشين وتارة على المعارضة السيئة التى لاتريد تولى مناصب قيادية !!
ياله من ادعاء غير مدعم بأى أدلة ويابن الناس ماذا يجبرك على اكمال الاربعة سنوات ؟؟ ماذا تريد بالضبط ؟ لقد اعفيت وزراءك وقوادك وجماعتك من أى مسئولية ..!
ويجب ألا ننسى كل فاشل يلقى بتبعة فشله على الاخرين وترديت لدرجة ذكر أسماء بعينها وكِلت لهم الاتهامات وبرأت ثوبك وثوب جماعتك من كل فشل !!
بعدها جاءت حزمة القرارات التى أثبتت عزم جماعتك على أخونة الدولة بإعطاءك أوامر لكل المحافظين بإقالة كل من "يعرقل" مسيرة التطوير يعنى " كارت بلانش " بإقصاء كل من يقول لا لمحافظيك الاخوانجية !!
وبعدها تعيين "شباب" فى تلك المناصب .!! الله أكبر وطبعا الشباب يجب أن يكون اخوانى يساند قرارات جماعتك التى تحكم عيانا بيانا بعد أن كانت من وراء ستار !
ولم يسكت الريس مرسى حين ذكر " البنت " التى تشتمه ونسى ابنه الذى شتم الجميع معارضة وقياديين ولم يحسن الرئيس تهذيبه فلم يتكلم عن الاخرين ؟؟؟؟
وهكذا تسقط مصر أكثر وأكثر فى براثن جماعة عنكبوتية لن تترك الحكم إلا على جثث الشباب من الطرفين ككل الطواغيت مدعية أنها جاءت بشرعية رغم ان الشرعية تسقط بسقوط دماء الشهداء كما سقط المخلوع قبلك والشرعية من الشعب مصدر السلطات كما ينص الدستور ..الشعب الذى تضرب برغباته عرض الحائط ولا تستمع الا لرغبات المرشد والجماعة..
تحاول أن تهز ثقة الثوار بأن الجيش والشرطة فى صفك فزدتهم ثقة فى صحة موقفهما, إذ أن الحقيقة أن الجيش والشرطة كانوا فى صف المخلوع بالإجماع ورغم ذلك خلعه الشعب فلا تعتمد على هذه الأطراف الثانوية لأن الأساس هو الشعب الذى لاتحدثه الا من وراء جُدُر من مطبلاتية الجماعة الذين تصطحبهم فى كل اجتماع وكأنهم هم ممثلو الشعب والكل يعرف أنهم مثل الجوقة المدفوع لها ,فكانوا يتصايحون بالأمس فى مشهد مضحك " اقتل يا ريس …افضح ياريس …أحكام عرفية ياريس "
والله عيب عليك ياريس .
وأما حكاية أنك غير قابل للانضغاط فهى تحتاج لتفكير عميق وليت من كتب لك الخطاب لم يتركك للارتجال المؤلم والمعيب الذى تبتلينا به فى كل خطاب وكما كتب لك خواتيم سورة البقرة التى يحفظها الطفل فى الحضانة كان كتب لك " أنك غير مضغوط وغير قابل للضغط وليس للانضغاط " !!
عموما نحن نشكرك غاية الشكر لأن خطابك كان الأكثر حشدا للناس لينزلوا ضدك وقد فعل ما لانستطيع فعله من تأكيد بأن ينزل الناس ليقولوا قولتهم فى عدم قابليتك للانضغاط …ياريس .. :))