أرشيف - غير مصنف

بيت في المشرق

 

    بيت في المشرق

 

الأرض الظمأى تتشقق ..

تتفجر نهرا يتدفق.

يجرحه الصخر ولا يوقف مجراه

إلى الأفق الأزرق.

لا شيء سوى الريح الظمأى

يُبعث في أرض الطغيان ..

لا شيء سوى ذبح الفجرِ

وقتل فراشات الصبحِ

يفرّح قلب السّجان.

لم أطلب منك سوى اسمكِ

يا صاحبتي ..

فأنا لا أسأل

عن دينٍ أو مذهب.

من يقرع أجراس الحرب؟

أسمع كل أغاني الإخوانِ

ولا أطرب.

النهر عقودٌ من غضبٍ

مخزونٍ في أعماق الأرض.

النهر صبايا وشبابْ.

والسيل عبابْ.

دربك دربي يا صاحبتي ..

وكلانا في هذا الزورقْ ..

يحملنا الغضب المتدفقْ.

نتعلم كل دروس الماضي

وإلى المستقبل نذهبْ.

هل تُقرع أجراس الحربِ

لكي ينحرف النهرُ

إلى غير مصبه؟

بلدي مهدٌ وقيامة.

وطني إكليلٌ وعمامة.

لا أعرف غير اسمكِ

ياصاحبتي..واسمك تعرفه

دلتا النيلِ

وكل بلاد الشام.

وبنات الشام ومصرَ

 يطرزن الحبَ على ثوب وئام.

من جاء بهذا الذئب الخائف؟

من يبعث في الأرض لصوصاً

وملوكَ طوائف؟

من يتعلق بالماضي

لن يعبر جسرا نحو النور.

من يزرع كابوسا

في أرض الأحلام؟

من طهّر بعض الناسِ

وكفّر بعض الناسِ بدينٍ

يتنفس سلما ووئام؟

الأرض الظمأى

أرضٌ غَضْبى .. تتشققْ.

تتفجر نهرا

يتلظى غضبا.. يتدفق.

سنسير معا يا صاحبتي

في هذا الزورق.

ومعا قد نُرزق رزقا حرا وكريما ..

أو قد نغرقْ.

لا بأس علينا

ما دام النهر العاتي يتدفق.

ما دمنا نمضي

نحو الأفق الأزرق.

لا بأس علينا
مهما زرعوا في الدربِ

من الألغامْ

مهما وضعوا الأفعى

في برج حمامْ

سيقوم لنا بيتٌ في هذا المشرق.

 

يوسف حمدان – نيويورك

زر الذهاب إلى الأعلى