أكثر ما يثير الاستفزاز .. أننا العرب وصلنا لدرجة من الغباء و اللاحس بحيث أننا إلى الآن لم نفهم أنّ هناك أيادي حقيرة و نتنة تعبث بنا جميعاً ..
أيقظت فينا غرائزنا البدائية ، مسحت أدمغتنا و محت آلاف السنين من الارث الانساني و رمتنا في هاوية التدمير الذاتي ، استغلت ديكتاتورية كلابنا
العرب و جوعنا و تنوعنا الديني و الطائفي و المذهبي و فهمنا الضيق لمفهوم الحرية و الديمقراطية ، فنخرت كالنمل الابيض بأفكارنا فأصبحت عقولنا مغلقة
و أعيننا مغماة عن كل أجزاء الحقائق التي يملكها الآخرون فلا نقبل و لا نسلم بأي حقيقة غير التي زرعوها بنا كسنة كشيعة كمؤيد كمعارض
كضحية كبريء و صاحب حق و نغلق عقولنا عن أي فكرة أخرى أيا كانت معتدلة أو حتى قريبة .
نعم عرفوا أن كلابهم الديكتاتوريين سيمارسون كل أشكال الفظاعة بحق شعوبهم و عرفوا أن هناك صغار عقول و مطيعين عميان لهم و أن بالجانب الآخر أناس مندفعين طيبين ساذجين تدفعهم الحمية ، عرفوا أنهم سيدفعوا كل طائفة بما لديها من سذج و مندفعين ممن يُفعِّلون العاطفة العمياء و ترى بصوابها وحدها و جهل و خطأ غيرها ، نعم
هناك أيدي قذرة هي التي دفعت دمويِّ شيعة العراق و سذجهم و لبنان للَّطم داخل الأموي بدمشق .. و هي التي دفعت متشددي تونس و المغرب و ليبيا و غيرها من البلدان للدخول الى سوريا تدفعهم عاطفتهم الدينية و المذهبية و الانسانية بعد أن رأت فظاعة ديكتاتورها و سفاحها الذي بغبائه و حماقته نفذ كل ما توقعوا أنه سيفعله بل و فاق توقعاتهم ..
هناك أيدي نتنة هي التي دفعت بعض التافهات العربيات اللاتي لا فكر لهن هائمات على سطح الدنيا يبحثن عن مكان لهن و عن فكرة أيا كانت ليتبنوها فأوجدوا لهن حركة فيمن التي لا معنى لها و لا شيء يبرر أسلوبها و طريقتها بالاحتجاج بتلك الطريقة الحيوانية .. فخلقن أمينة و غيرها
نعم هناك أيدي غاية في النتانة هي التي أطفت على سطح الأرض بعض الساسة المعارضين المتعطشين للسلطة و للمادة و النفوذ دون أن يدري هؤلاء بأنه يتم استغلالهم و اللعب بهم ، ليدفعوا الشباب المتحمس الذي بلا أمل و لا عمل و لا زواج و لا حرية و لا ديمقراطية و لا حلم و لا زواج إلى الساحات بحيث لا نستقر ابدا فمن "ثورة" إلى احتجاجات إلى اعتصامات إلى فوضى .. فلا استقرار و لا هدوء و نكون دائماً في حالة انشغال في تدمير الذات دون أن نشعر .. فكلنا محقون ..
نعم و نعم و نعم هناك أيادي و عقول غاية في الدهاء و الخبث و الزناخة نظمت لكل شي و أعدت لكل شي ربما ليس من البداية ربما من بعدها .. لكنها استطاعت أن تسيطر فيما بعد ..و أن تقود، و ربما من قبل البداية بزمن
و ها نحن اليوم نقتل بعضنا شيعة العراق تحالفت مع شيعة لبنان و سوريا لقتل السنة في سوريا مدفعوعة بأصابع الأفعي في ايران
و بعض السنة اجتمعوا في سوريا ليدفعوا ظلم الطفل الغبي المدلل و لقتل الشيعة ، و ها هي ليبيا غارقة بالميليشيات المسلحة ، و ها هي العراق بجاهلها المالكي و أصحاب القبعات السوداء و أصحاب القبعات البيضاء
سنة و شيعة و أكراد يفجرون بعضهم و يجتزأون ما يشاؤون من أرض العراق ..
و حال لبنان ليس خافياً على أحد و السودان و اليمن،
و مصر بطمع معارضيها و جشعهم و بأخطاء رئيسها الجديد و عدم درايته الكافية بادارة البلاد و أطماع الاخوان و اطماع الليبراليين و غيرهم من الأحزاب يأخذون بالشعب و الشباب إلى صراعات غير مفهومة النتائج بدل أن يجتمعوا لتصحيح أخطاء بعضهم البعض ..مئات القنوات الفضائية التي تشن حرباً على محمد مرسي و تُلقي عليه اللوم بأخطاء في مصر عمرها خمسين عام .. و ها هم يعطون صورة نمطية عن الاخوان بأنهم جميعاً متجهمين متعصبين متشددين لا يؤمنون بغير القوة … و هاهم الاخوان و الجماعات الاسلامية المتسيِّسة تتهم كل من يعارضها بالكفر أو الخروج عن الملة أو العهر أو أو .. لنكون دوما في البلاد العربية في حالات صراع مستمر و تخوين مستمر مغمى على عيوننا مقفل على عقولنا فلا نتقبل أي أفكار تخالف أفكارنا فلا نلتقي و لا نجتمع و لا نجد حلول لمشاكلنا و لا نتكاتف لنبني البلاد معا صفاً لصف و يدا بيد و نبقى على جهلنا و فقرنا و تخلفنا و ضعفنا …
نعم هناك عقول غاية في الدهاء و الخبث هي التي أعطت أول الخيوط لأثرياء العرب ليصنعوا قنوات كل همِّها تسخيف العقول و كشط زبدة الفكرة و نزع اللّب ، هي التي دفعت الصهيوني ليصبح شريكا في قنوات عربية و هي التي دعمت في الخفاء العهر العربي و التسطيح الفكري و البرامج التي لا معنى و لا هدف غير الترفيه و التسلية و التلهية بحيث لا نفكر أبداً ..
نعم و نعم و ألف نعم هناك أيدي قادت كل ما هو تافه و جعلت من أثرياء العرب و حكام العرب و الشعوب العربية دمى بيديها دون أن يشعروا أو يُدركوا أو يعرفوا بأنهم تم اقتيادهم لتدمير ذاتهم .. مستغلين طمع الثري و نذالته و جنون العظمة و جشع حكامها ، و فقر و جوع و ضياع و انكسار شعبها …
نعم أيها السادة العرب في كل مكان كلنا مضحوك عليه
نعم نعم و مليون نعم يا أيها العرب جميعنا تم استغلالنا و اللعب بنا …