يهدد منطقة الشرق الأوسط اليوم مرض جديد MERS، مرض الالتهاب الرئوي، الذي اكتشف في بادئ الأمر في الأردن في آذار 2012، واليوم هناك 77 اصابة مؤكدة، 62 منها في المملكة العربية السعودية، توفي منهم 34.
وعلى الرغم من أن الخسائر لا تزال ضئيلة، إلا أن هذا المرض أثار القلق في نفوس المسؤولين السعوديين والعالم أجمع.
وزار المملكة ما يقرب من 6 مليون حاج عام 2012 لأداء مناسك العمرة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد في عام 2013، مما أثار قلق المسؤولين، فوجود مجموعة كبيرة من الناس معا في مكان ضيق، قد يهدد بتحويل الموقع المقدس الى مكان انتشار الفيروس بشكل واسع.
ولا يزال يعد هذا المرض غامضا، ولم تُعرف كيفية انتقاله وأصوله، ولكنه بالطبع مميت مع معدل وفيات 55 في المئة – نسبة أكبر بكثير من الشبيه له فيروس السارس الذي انتشر عام 2003 مع معدل وفيات 9.6 %.
ومثل السارس ينتشر هذا الفيروس بين الناس عن طريق الاتصال المباشر، والأدوات الطبية المشتركة والسعال. وبمجرد الدخول الى رئة الإنسان، يدمر الفيروس وظائف الأعضاء البشرية، ويمكن للمرضى أن يصابوا بالتهاب رئوي حاد لدرجة عدم القدرة على التنفس، وعلى عكس السارس، يمكن للفيروس تعطيل وظائف الكلى.
ومثل عام 2003، تشكل مناسبة الحج خطرا ليتحول الى وباء وعندها من المستحيل احتواء ما يقرب الملايين من الحجاج من كل بلد تقريبا في العالم إلى المملكة خلال الشهر الفضيل. وقد نجح الفيروس في عبور القارات وتم التبليغ عن حالتين في فرنسا مؤخرا كما في ألمانيا وبريطانيا.
وتقع مسؤولية حماية الحج والوقاية من الأمراض على عاتق العائلة المالكة في السعودية، ووزارة الصحة.
وعلى الوزارة أيضا التعامل مع احتمال جلب أمراض أخرى الى المملكة، مثل شلل الأطفال الذي لا يزال ينشط في عدد من البلدان الإسلامية، بما في ذلك نيجيريا وباكستان، وقد تفشى هذا العام في الصومال وكينيا.
وعلى الرغم من هذه المخاطر، لم تضع منظمة الصحة العالمية ولا الحكومة السعودية تحذيرات للسفر. وأصدرت وزارة الحج توجيهات بخفض أعداد الحجاج الأجانب والمحليين بنسبة 20 و 50%. وفي خطوة غير مسبوقة، حثت السلطات السعودية الحجاج على تأجيل خطط الحج بسبب "أعمال توسعة الحرم، بموافقة رجال الدين السعوديين. ومن غير الواضح ما إذا كان توقيت هذه الإعلانات مجرد صدفة أو جهد للحد من عدد الحجاج دون التسبب بحالة ذعر.
ولكن حتى لو أجّل الحجاج خططهم بأداء فريضة الحج، فاعتبارا من أبريل 2013، هناك ما يقدر بـ 7.5 مليون عامل أجنبي في المملكة العربية السعودية؛ بصرف النظر عن المقيمين بشكل غير قانوني. ويأتي العمال المهاجرين من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الهند، وإندونيسيا، وباكستان، والفلبين. ويأتي انتشار MERS في وقت يسعى فيه المسؤولون السعوديون إلى ترحيل أكبر عدد من العمال الأجانب.
وقد دفع خوف انتشار MERS من العمال العائدين إلى ديارهم، لاتخاذ احتياطات خاصة. ففي مطلع حزيران، بدأت الحكومة الفيليبينية بفحص العمال المهاجرين الوافدين من المملكة العربية السعودية في مطار مانيلا، وبعثت الحكومة النيبالية توجيهات الى المستشفيات والمختبرات، لاتخاذ تدابير احترازية عند علاج المرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي.
ولكن هناك سبب آخر لتفشي المرض في هذه المنطقة بسبب تزايد تدفق اللاجئين السوريين، الذين يقدر عددهم حاليا بنحو 1.6 مليون، إضافة إلى ما يقرب من 4.25 مليون متشرد سوري يعيشون في ظروف مكتظة وغير صحية.
ولا تعدّ السيطرة على انتشار الفيروس انتصارا كاملا، فلا يوجد لقاح ولا طريقة لتشخيصه. وبمجرد تحديد المصابين، يشكل علاجهم ورعايتهم خطرا كبيرا بالنسبة للعاملين.
وإذا انتشر الفيروس في مستشفى الدولة المتطورة تكنولوجيا، فذلك يجعل من المستشفيات السورية وعيادات اللاجئين هدفا سهلا.
وبالرغم من إشادة منظمة الصحة العالمية بجهود المملكة، إلا أنه هناك بعض المشاكل الحقيقية التي تواجه السلطات السعودية.
أولا، نقص أعداد موظفي وزارة الصحة السعودية، ولا يزال ينتظر لغاية الآن المركز الأميركي لمكافحة الأمراض، الحصول على عينات من الفيروس.