في ظل الجدل المحتدم حول مشاركة حزب الله الشيعي اللبناني ضمن عمليات يشنها الجيش اللبناني ضد أنصار الشيخ السني أحمد الأسير، هدد مسؤولون في الجيش اللبناني برفع دعاوى قضائية ضد بعض وسائل الإعلام التي بثت مقطع فيديو لإثبات دور حزب الله في الصراع الدائر.
وجاءت تهديدات الجيش رغم الهجوم الذي يتعرض له الجيش من دعاة حقوق الإنسان، وبعض الشخصيات السياسية السنية في أعقاب فيديو التقطه أحد الهواة يظهر جنود لبنانيين وهم يكيلون الضرب لأحد المعتقلين العزل، كما أن الجيش متهم بتسببه في مقتل معتقل آخر أثناء استجوابه حيث تم إلقاء القبض عليه أثناء حصار مسجد بلال بن رباح الذي استمر يومان، والذي يسيطر عليه أنصار الشيخ الأسير.
وتأتي تلك الفضائح في أعقاب قتال عنيف للسيطرة على مقر مسجد بلال بن رباح في مدينة صيدا، بين أنصار الشيخ الأسير من جانب، وبين الجيش اللبناني وأعضاء من مقاتلي حزب الله الشيعي من جانب آخر، في صراع قتل فيه 40 شخصا على الأقل، بينهم 18 جنديا على الأقل، والعشرات من المصابين.
ويأتي ذلك التعاون بين حزب الله والجيش اللبناني ضد الشيخ الأسير وأنصاره ليفجر حساسية خاصة في بلد مثل لبنان، لا سيما وأن الدور المفترض للجيش هو الحياد بين كافة الطوائف.
وكان أنصار الأسير قد تظاهروا في صيدا وبيروت وطرابلس الجمعة للتنديد بالعملية العسكرية ضد الأسير وأنصاره، والتعبير عن رفض ذلك التعاون بين حزب الله والجيش، والاحتجاج على إساءة معاملة الجيش للمعتقلين.
وكان صحفيون يعملون لصحيفة التايمز البريطانية أول من فجروا مسألة مشاركة حزب الله في معارك صيدا، إلا أن الجيش اللبناني سارع بتكذيب الأخبار، لكن تم تأكيدها عبر فيديو يثبت مشاركة حزب الله مع الجيش.
وأصدر الجيش اللبناني الجمعة بيانا يهدد باتخاذ إجراءات قانونية مشددة ضد وسائل الإعلام التي تنشر مقاطع الفيديو أو تقارير تقلل من الجيش، وأضاف البيان: " في وقت يخوض فيه الجيش اللبناني معركة شرسة ضد مجموعة مسلحة تثير الفتن، وتزعزع الأمن، يقوم البعض بشن حملة إعلامية وسياسية رخيصة ضد الجيش، لدينا الحق في إحالة الأمر إلى السلطة القضائية".
جاء ذلك في وقت طالب فيه مجموعة من شيوخ السنة من صيدا الجيش اللبناني بتقديم تفسير لتعاونه مع حزب الله.
وفي المقابل، قالت مؤسسة سمير قصير المعنية بحرية الصحافة إن تهديدات الجيش باتخاذ إجراءات قانونية يندرج تحت بند المضايقات المستمرة التي تتعرض لها الصحافة اللبنانية، وتابعت: " يمكن قراءة بيان الجيش بطريقتين أولاهما أن الجيش يحاول إسكات الصحفيين من المضي قدما في التحري عن أحداث صيدا، أما الاحتمال الثاني فهو استخدام السلطة القضائية في محاولة لحل النزاع سلميا".