بايدن واجه المالكي بوثائق وتسجيلات تفضح دعمه للأسد

كشفت مصادر عراقية بارزة أن نائب الرئيس الاميركي جو بايدن أجرى اتصالين هاتفيين في اليومين ‏الماضيين, الاول مع رئيس الوزراء نوري المالكي والثاني مع رئيس البرلمان اسامة النجيفي, حيث ‏كان محور المحادثات ملف استمرار تدفق المقاتلين الشيعة العراقيين الى سورية للدفاع عن نظام بشار ‏الأسد.‏
 
وقال قيادي بارز في ائتلاف "متحدون" برئاسة النجيفي, الذي يعتبر أحد أبرز قادة السنة على الساحة ‏العراقية, لـجريدة السياسة إن رئيس البرلمان طلب بإلحاح من بايدن التدخل لوقف تدفق المقاتلين ‏العراقيين من جماعتي "عصائب أهل الحق" برئاسة قيس الخزعلي وهو حليف سياسي للمالكي ‏و"كتائب حزب الله العراقي" بزعامة واثق البطاط, وقد تعهد نائب الرئيس الاميركي بالتعامل مع هذا ‏الملف بحزم أكبر كما فعلت واشنطن مع ملف الطائرات الايرانية التي تعبر الاجواء العراقية باتجاه ‏المطارات السورية.‏
وأضاف أن ملف انتقال المقاتلين الشيعة العراقيين إلى سورية, بات يتصدر قائمة الخلافات مع المالكي ‏في الوقت الراهن, لكون العملية تتم عبر المدن السنية التي تقع على الحدود السورية, وبالتالي بدا الامر ‏كأنه مشاركة من السنة العراقيين في الحرب ضد الثورة السورية, بدليل ان الائتلاف السوري ‏المعارض نقل شكوكه الى قادة سنة في بغداد ومحافظة الانبار بشأن تورط شيوخ عشائر وشخصيات ‏سنية قريبة من رئيس الوزراء العراقي في تسهيل مرور المقاتلين الشيعة الى الاراضي السورية.‏
وكشف القيادي العراقي أن النجيفي ارسل الى بايدن بعض المستندات التي تثبت ان المالكي على علم ‏بعملية تدفق المقاتلين الشيعة الى سورية, منها لقاءات جمعته مع الخزعلي الذي يعد حليفاً سياسياً له ‏في مواجهة تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر, وأن هذه اللقاءات كانت تتم في وقت تتصاعد فيه ‏عمليات ارسال هؤلاء المقاتلين ولذلك من الصعب التصديق ان الخزعلي وهو الذي يدير تصدير ‏السلاح والمسلحين الشيعة الى سورية لا يصارح ولا يطلع المالكي على بعض تفاصيل العملية التي ‏تجري عبر الأنبار.‏
كما أن رئيس البرلمان العراقي نقل الى لبايدن, عبر مسؤولين اميركيين محاضر لقاءات بين المالكي ‏وبين شيوخ عشائر سنية, في مدن واقعة على الحدود العراقية – السورية, تتضمن حوارات للمالكي ‏يتحدث فيها عن أن المعركة في سورية هي "معركة سنية – شيعية واحدة, لأن العدو واحد وهو تنظيم ‏‏"القاعدة" والجماعات المرتبطة به", كما ان المالكي حذر هؤلاء الشيوخ من ان سقوط الاسد معناه ‏انتصار "القاعدة", ما يؤدي الى تقوية نفوذ التنظيم الارهابي في المدن العراقية السنية, ولذلك يجب ‏التعاون بين الشيعة والسنة لمقاتلة التنظيمات الارهابية سواء داخل العراق او سورية.‏
واشار القيادي المقرب من النجيفي الى ان المالكي دفع اموالاً كبيرة لشيوخ عشائر وقادة سياسيين سنة ‏للحصول منهم على مواقف داعمة لانتقال المقاتلين الشيعة الى سورية, وقد انكشف اهداف هذا العمل ‏قبل اسابيع قليلة لأن الكثيرين من قادة الاعتصامات في المدن السنية كانوا يعتقدون ان هذه الاموال ‏تدفع لثنيهم عن المشاركة في ساحات الاعتصام واتخاذ مواقف معلنة ضد مطالب المعتصمين, غير ان ‏بعض الشيوخ اقر ان قسماً مهماً من هذه الاموال دفعت لتسهيل تدفق المقاتلين الشيعة الى سورية ‏للقتال الى جانب قوات الاسد, وبالتالي يمثل هذا السلوك دليلاً على دور ما للمالكي في مساندة عملية ‏نقل المقاتلين الشيعة الى سورية بكل ما فيها من استحقاقات ومتطلبات لوجستية.‏
في سياق متصل, ذكر تقرير لمستشارية الأمن الوطني العراقي برئاسة فالح الفياض, ان تصاعد اعمال ‏العنف في المدن العراقية بهذا الشكل "المفرط" سببه تدفق المقاتلين العراقيين الشيعة الى سورية.‏
وأوضح التقرير أن "القاعدة" والجماعات البعثية العراقية, نجحا في استثمار هذا التدفق, في اقناع ‏شريحة واسعة من شيوح العشائر السنية في محافظة الانبار بصورة خاصة للانضمام الى الحرب ‏الدائرة ضد قوات المالكي, كما أن سكان بعض البلدات السنية على الحدود باتوا يخشون من بطش ‏الاجهزة الامنية التابعة لرئيس الوزراء, ولذلك قبلوا بالتعاون مع "القاعدة" والبعثيين للاستقواء وطلب ‏الحماية من قوة عسكرية اخرى غير قوة الحكومة العراقية, لأن الميليشيات الشيعية المتغلغلة في تلك ‏الاجهزة تمارس التهديد والقتل ضد بعض شيوخ العشائر السنية, لقبول انتقال المقاتلين الشيعة للقتال ‏الى جانب قوات الاسد.‏
وأضاف التقرير ان الكثير من رجال الدين والمثقفين السنة, يعتقدون ان انتصار نظام الاسد سيترتب ‏عليه المزيد من هيمنة حكومة المالكي على الاوضاع في المدن السنية المنتفضة, وأن مصير ‏المعارضة السنية العراقية سيجد طريقه الى الزوال في حال انهزمت الثورة السورية, كما أن انتصار ‏الاسد في رأي الكثيرين في المدن السنية, يعني ان النفوذ الايراني سيكون في قلب هذه المدن, بعدما ‏كان محصوراً في المحافظات الشيعية العراقية في الجنوب, وبالتالي تبلورت قناعة في الشارع السني ‏أن حقبةً من التواجد الايراني المباشر والمعلن ستعرفها مدن الانبار وصلاح الدين ونينوى بعد انتهاء ‏الصراع السوري لمصلحة الاسد, ولهذه الاسباب واسباب اخرى فإن المدن السنية تحولت مجدداً الى ‏حواضن آمنة للجماعات المسلحة من "القاعدة" وحزب "البعث" المنحل وهذا ما يفسر ارتفاع وتيرة ‏الهجمات وتنامي نفوذ هاتين الجماعتين اللتين بدأتا تتحركان وتعملان في ظروف افضل بكثير من ‏السابق.‏
 
Exit mobile version