هل بدأ انهيار الصحف الاردنية الورقية ؟ .. العرب اليوم تتوقف عن الصدور !

 منذ نحو سنتين تنبهت الصحاف الورقية في الغرب الى حقيقة ان عهدها قد قارب على الانتهاء فانسحبت كثير منها بخفة ودهاء وتوجهت الى  الاعلام الالكتروني .. لكن في الاردن ثمة من يصر على ان الصحف باقية ومستمرة رغم ثورة التكنولوجيا الالكترونية الامر الذي يخالف حقائق الامور على الارض حيث تعاني 3 صحف ورقية يومية في الاردن من الانهيار كان اول الضحايا صحيفة العرب اليوم التي توصف بانها الاجرأ حيث قرر مالك صحيفة "العرب اليوم" الياس جريسات تعليق صدور الصحيفة مؤقتاً اعتباراً من اليوم الاربعاء، بسبب صعوبات

 
مالية.
وقال خبر نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني: قرر ناشر صحيفة "العرب اليوم" الياس جريسات تعليق صدور الصحيفة لمدة شهرين اعتبارا من اليوم الاربعاء، بموجب الفقرة أ من المادة 19 من قانون المطبوعات والنشر رقم 8 لسنة 1998 ، بهدف اعادة ترتيب الاوضاع الداخلية في الصحيفة.
وبحسب الخبر، "اكد جريسات التزامه الكامل بحقوق العاملين في الصحيفة، وكذلك اية حقوق اخرى ترتبت على الصحيفة تجاه الغير".
واشار الى ان "الصحيفة ستعوض جميع المشتركين فيها عن مدة التعليق بعد عودتها للصدور".
"وجاء هذا القرار بعد انسداد كل الحلول امام استمرار صدور "العرب اليوم"، وتجاوز الظروف المالية الصعبة، اضافة الى عدم تجاوب الحكومات ؛لا بل واستمرار الضغوط على الصحف، والتي اوصلت "العرب اليوم" الى صحيفة "منكوبة ماليا" اضطرتها الى تعليق الصدور من اجل وقف النزيف وتصحيح الاوضاع".
"لقد طالبت جميع الصحف من الحكومات المتعاقبة ان تعيد النظر في الضرائب والرسوم المفروضة على مدخلات الانتاج، بالاضافة الى التشريعات الناظمة لوسائل الاعلام، لكن الحكومات استمرت في تجاهل مطالب الصحف ونقابة الصحفيين؛ الى ان وصل وضعها حد التعثر والتهديد بالاغلاق".
وقالت الصحيفة "لقد حاولت ادارة "العرب اليوم" خلال العامين الماضيين معالجة الازمة المالية للصحيفة، وضخ الملايين من الدنانير من اجل إعادة بناء الصحيفة ومعالجة الاختلالات المتراكمة منذ بداية التأسيس، كما قامت بتحسين الاوضاع المالية لكافة العاملين، للوصول الى حالة متساوية مع العاملين في الصحف اليومية الاخرى، وتطوير البنية الفنية والتكنولوجية للصحيفة من أجل تحسين ظروف العمل، كما حاولت ايجاد حلول اخرى من اجل عدم الوصول الى قرار تعليق الصدور، لكن كل الجهود اصطدمت بعدم تعاون الحكومات مع الصحف".
وأكدت "انه قرار مؤسف، وصعب، ومؤلم، لكن لا بد من تناول الدواء المر في لحظة ما، كما ان إدارة الصحيفة تحتاج الى وقت من اجل إعادة التفكير والتقويم ورسم الاستراتيجية الجديدة لمستقبل "العرب اليوم"، ومعالجة الاختلالات المالية التي تعاني منها".
وقالت إن "ثمة احساس بالغصة من شكل تعاطي الدولة مع وسائل اعلامها، واحساس مرير بان الدولة تدير ظهرها لاحد اهم اسلحتها وهو الاعلام الوطني الاردني الذي يذود عن الوطن ويحمي نظامه السياسي".
نتمنى ان تغادر الدولة شرفة الفرجة على الاعلام الاردني وهو يغرق لانها قد تجد نفسها وحيدة بدون سلاح.
وختمت بالقول "سوف نغيب فترة من الزمن، لكننا نعد قراء "العرب اليوم" ومحبيها والمشتركين فيها، كما نعد كل الداعمين لتوجهاتها المهنية والوطنية، بالعودة في اسرع وقت، وبانطلاقة اكثر رشاقة، وتأثير في صناعة الرأي العام، وصناعة صحافة وطنية جادة".
Exit mobile version