أرشيف - غير مصنف

اسرائيل تلتقط نية التنازل الفلسطيني وترفض دولة على حدود 67

خفضت أحدث تصريحات إسرائيلية بشان عملية التفاوض مع الفلسطينيين من سقف التفاؤل الذي طبع على خيم على المنطقة، تزامنا مع الجولة الشرق اوسطية الجديدة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري الجديدة لدفع عملية السلام المتعثرة.
 
ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس ما صرح به أحد المسؤولين من أن إسرائيل وافقت على استئناف محادثات السلام على أساس قيام دولة فلسطينية على حدود ما قبل حرب 1967. وذلك في وقت تقترب فيه القيادة الفلسطينية من الاستجابة لمقترح وزير الخارجية الاميركي جون كيري بالتنازل عن شرط تجميد كامل للاستيطان قبل العودة الى المفاوضات مع اسرائيل.
 
وقال مارك ريجيف المتحدث باسم نتنياهو "التقرير غير صحيح" وذلك بعد أن امتنع في البداية عن التعليق على ما ذكره المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه.
 
وكان المسؤول الاسرائيلي قد قال إن اسرائيل وافقت على صيغة مقترحة لإجراء محادثات سلام جديدة مع الفلسطينيين تكون حدود دولتهم المستقبلية بموجبها على أساس حدود عام 1967 مع الاتفاق على تبادل أراض.
 
واضاف أنه اذا قبل الفلسطينيون بهذه الصيغة فإن جون كيري سيعلنها كما سيوضح ايضا تفاصيل وجود دولة فلسطينية إلى جانب اسرائيل "كدولة يهودية".
 
ويريد الفلسطينيون أن تجري المفاوضات بشأن الدولة المستقبلية على أساس حدود عام 1967 لكنهم أبدوا استعدادا لإمكانية تبادل الأراضي مع إسرائيل. ووصف نتنياهو حدود ما قبل 1967 بأنها لا يمكن الدفاع عنها.
 
ولم يتحدث نتنياهو عن تبادل للأراضي، لكنه قال انه لن تبقى كل المستوطنات في أيدي اسرائيل بموجب اتفاق للسلام يتم التوصل اليه مستقبلا.
 
وتعتزم القيادة الفلسطينية التصويت الخميس على مقترح وزير الخارجية الاميركي جون كيري حول العودة الى المفاوضات مع اسرائيل دون تجميد كامل للاستيطان، بحسب ما اعلن مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية.
 
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "ابرز مقترحات خطة كيري استئناف المفاوضات دون وقف او تجميد للاستيطان"، مشيرا الى ان اللجنة المركزية لحركة فتح ستجتمع ايضا للتصويت على المبادرة.
 
وقال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة "نحن بانتظار الاستماع من الرئيس لما قدمه وزير الخارجية جون كيري من أفكار."
 
وأضاف "سيكون هناك نقاش حول هذه الأفكار وكل واحد سيعطي رأيه وفي النهاية القرار سيكون حول التوجه العام."
 
ويتوقع فلسطينيون على دراية بأسلوب تفكير عباس انه قد يتخلى عن مطلب وقف بناء المستوطنات نظرا إلى تراجع تصاريح البناء التي تصدرها الحكومة الإسرائيلية في الفترة الأخيرة لكن سيظل تراجعه عن مطلبه السابق مؤلما.
 
وإذا قبل عباس سيكون ذلك على الأرجح مقابل بادرة حسن نوايا من جانب إسرائيل مثل العفو عن محاربين قدامى من منظمة التحرير الفلسطينية محتجزين في السجون الإسرائيلية منذ فترة طويلة.
 
وكان عباس يشترط دائما وقف التوسع في النشاط الاستيطاني قبل استئناف المفاوضات. ودعاه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للعودة الى المحادثات دون شروط مسبقة.
 
ولم تلمح إسرائيل إلى أي شيء متعلق بالسجناء لكن راديو الجيش الإسرائيلي قال إن بعض حواجز الطرق في الضفة الغربية يمكن أن ترفع لتسهيل حركة الفلسطينيين.
 
وقال الوزير الإسرائيلي سيلفان شالوم للإذاعة تعليقا على التقرير "هذه الأمور كانت ممكنة دائما في إطار الصورة العامة."
 
وأضاف "إذا رأت سلطات الدفاع ان مثل هذه الأمور لن تضر الأمن فإننا بالتأكيد يمكننا اتخاذ مثل هذه الخطوات."
 
ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه مستعد لاستئناف محادثات السلام على الفور ودون "شروط مسبقة"، لكن إسرائيل تصر منذ فترة طويلة على انها ستحتفظ بمساحات بنت عليها مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة في ظل اي اتفاق سلام يتم التوصل إليه.
 
وانهارت المفاوضات – التي شهدت مراحل صعود وهبوط على مدى عشرين عاما- أواخر عام 2010 بسبب المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وقضايا شائكة أخرى. ومنذ ذلك الحين أصر عباس في بعض الأحيان على وقف البناء الاستيطاني قبل بدء أي محادثات جديدة. ورفضت إسرائيل ذلك.
 
ويقول مراقبون إنه اذا اتخذت القيادة الفلسطينية قرارا إيجابيا الخميس او خلال وقت قريب فستكون أول علامة ملموسة على إحراز تقدم في مسعى كيري المستمر منذ نحو ستة أشهر لإحياء محادثات السلام التي تراجعت أهميتها الى حد بعيد بسبب الأحداث في مصر والحرب الأهلية في سوريا.
 
لكن المناورات الاسرائيلية المعتادة والتي تنتهي دائما بالتعنت في الموقف النهائي من المرجح أن توقف مساحة هذا التقدم إذ سوف يجد الفلسطينيون أنفسهم في وضع قدموا فيه مزيدا من التنازلات دون أن يحققوا الحد الأدنى المعقول من هذه التنازلات.
 
وفي مؤتمر صحفي عقده الأربعاء طرح كيري مجددا فكرة أن اسرائيل ستربح الكثير من مبادرة تفضي الى اقامة دولة فلسطينية في الأراضي التي احتلتها عام 1967.
 
وقال كيري ان على اسرائيل أن تدرس بعناية مبادرة السلام التي طرحتها الجامعة العربية عام 2002 ورفضتها في السابق.
 
وتابع "اسرائيل تحتاج لإمعان النظر في هذه المبادرة التي وعدت إسرائيل بالسلام مع 22 دولة عربية و35 دولة اسلامية أي 57 دولة إجمالا تنتظر إمكانية تحقيق السلام مع إسرائيل."
 
وتضمنت مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في القمة العربية في بيروت عام 2002، الاعتراف الكامل بإسرائيل مقابل تخليها عن كامل الأراضي التي احتلتها عام 1967 والاتفاق على "حل عادل" للاجئين الفلسطينيين.
 
وتداولت وسائل الاعلام الاسرائيلية حلا وسطا يتضمن بيانا أميركيا يعلن حدود ما قبل 1967 أساسا لمحادثات السلام ويبدى نتنياهو تحفظات لكنه يقبل فعليا هذا الموقف.
 
وتتضمن القضايا الجوهرية التي تحتاج الى تسوية في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المستمر منذ أكثر من ستة عقود مسألة الحدود ومصير اللاجئين الفلسطينيين ومستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ووضع القدس.
 

زر الذهاب إلى الأعلى