الأردن ومعسكر الإعتدال

لعل الشاهد والباحث في أزمة مصر الحالية هي محاولة لكثير من المحاولات لإقصاء ما يسمى ( الإسلام السياسي) وجعله يقبع في غياهب البعد عن الساحة السياسية , وهذا ما كان واضحا جليا من التصريحات المتتالية والفبركات الإعلامية إبان حكم الرئيس المعزول (محمد مرسي) , حيث لم تتوانى بعض الدول التي تعرف بـ( معسكر الإعتدال) _حيث كانت مصر قبل الثورة محور رئيسي في ادارة هذا المعسكر _ من أن تطلق إعترافات سريعة بالإنقلاب على أنه ارادة شعب .

لم تأخذ مرحلة الترقب السياسي في الأردن وقتها الحقيقي , الذي إتخذته في بداية الأنقلاب حيث انجرفت وراء المعسكر الذي لطالما دارت في فلكه طوعا أو كرها لتعطي اعترافا على أعلى مستويات الدولة وذلك بزيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للرئيس المؤقت لدولة مصر بعد الإنقلاب ولمدة قصيرة جدا .

زيارة العاهل الاردني اعطت شرعية على اعلى مستوى في وضع أن الأزمة تعيش ذروتها وانغلاق تام في الافق السياسي المصري , ولنفترض أن الاوضاع المصرية عادت الى ماكانت عليه قبل إنقلاب الجيش ولهذا الإحتمال دلائل قوية على الساحة المصرية أرى أنه سيكون حتى لو طال قليلا , كيف سيكون التعامل المصري –الأردني وقتها وكيف سيكون التعاطي السياسي في هذه المرحلة .

أرى أن الاردن سيكون الخاسر الأكبر وقتها لهذه الخطوة الغير محسوبة سياسيا , وزج دولة مثل الاردن – محدودة الإمكانيات- في مثل هذا الصراع المحتدم له ما بعده من الخسائر السياسية مع دولة قوية مثل مصر .

بقلم :
فادي فوارس
21/7/2013
[email protected]