لا تصدقوني إن شئتم .. أصبحتُ أخاف الفجر وأخشاه لا أنام.. قبل أن أحظى بحقي الكامل في البكاء أنتظر مسرحية الموت في كل يوم كل ملائكة الأرض وشياطينها في ميدان رابعة هذا الصباح، و كل صباح! أعطوني ألبابكم أيها الحكماء ـ طار العقل مني وغاب عني كل منطق افتحوا قدوركم؛ خذوا نصيبكم من الدماء لاشيء لديّ أكثروفرة من حصوات الملح المتكلس في جفنَيَّ قبل ألف عام، منذ يوم الانقلاب. دموعي تعدّت النصاب.. و السماء مُضربةٌ عن المطر.. لا شُغل لديّ هذا العمر غير إحصاء الموتى، وآخر موضات الأكفان مَن يَحلّ اللغز، و يكسب الفزورة في رمضان هذا العام؟ كم عدد المذبوحين، المشويين، المُسَتَّفِين في أدراج حفظ الموتى في ميدان رابعة.. في الخامسة والدقيقة السابعة..؟! وكم عدد المظاريف الفارغة، و كمّ المنتظرين على قائمة الذبح، في الليل البهيم القادم، و فجر الخلاص؟! و كم صناديقُ، و أصنافُ المصبوبِ علينا من حيِّ الرصاص؟!! غرف العمليات معبقةٌ بالحرّ، و صديد البارود، و معقـَّمةٌ بالتراب. مذيع الحفل يسائلُ الحضور عن ملاذاتٍ آمنة للجراح و يا لهذي الأرواح .. تستعصم بالأشلاء حتى أوان الارتقاء من وقت بدء المجزرة لا زال لدينا في العُمْرِ عُمْرْ ولدينا ثمّةَ عُمَرْ و لدينا حمزة، و عنترة من قبل طقس المقبرة يا قاطني هذي الديار و يا أعيان المدفونين، قبل آلاف السنين أعلمتمو بالإنقلاب؟ هذا أوان الانسحابِ و يوم إعلان الهزيمة لكنما .. قلبي يدندن في فؤادي أنما ثمةْ قرارْ إصبعٌ واحدٌ يرتخي من يدّ ثائرٍ . في التوِّ ينبت اصبعان بمَوضِعِهْ و يقوم آخَرْ .. يا لَهذا المَوَات العام في زمن الردّة و الانقلاب، هذي طقوسٌ للقيامةِ ـ أم تراويحُ القِيامْ؟! قل لي بربك سيدي يا يوم بدر قل لي بربك إن يقتلوا منا بكل قبيلةٍ.. في كل فجرٍ ألف فجرْ قل لي بربك سيدي يا يوم بدر في ساحِ مَنْ هذا الصباحْ في ساح مَنْ ـ تُزهِرُ الدنيا.. وفي سماء الرُوح تُشرِقُ ألفُ شمس ..؟! ***