أرشيف - غير مصنف
الجارديان: السيسي لن يحقق طموحه الشخصي ولن يتقدم نحو الشرعية على جثث القتلي
مصر .. حان وقت التراجع، هكذا عنونت صحيفة الجارديان البريطانية مقالتها الإفتتاحية، مؤكدة ان الطريق المسدود الذي فُرض على مصر جراء تدخل الجيش في السياسة أصبحت خطورته تتصاعد يوميا.
وتابعت الصحيفة: “ لا يمكن أن تتقدم نحو الشرعية عبر جثث الشهداء، حتى لو تبين أن هنالك نوع من المبالغة في تقدير خسائر العنف في نهاية الأسبوع، أو أن معظمهم لم يكن نتيجة إطلاق نار مستهدف، فإن الضحايا سوف ينظر إليهم، وهم بالفعل ينظر إليهم، باعتبارهم شهداء.. تلوح في الأفق في مصر عملية مألوفة ومميتة، بحيث تتفتق خلالها الاحتجاجات عن شهداء، الذين سيكونون حافزا لاحتجاجات ، وهكذا دواليك، في تصعيد لا نهاية له”، ونوهت إلى حتمية إيقاف ذلك.
وأردفت الصحيفة البريطانية خلال افتتاحيتها: ” الخطاب الذي دعا فيه السيسي الشعب المصري، بالخروج الجمعة الماضي بالآلاف، لمنحه تفويضا ضد العنف والإرهاب، يمكن أن يقرأ بالتأكيد كمحاولة لإسباغ بعض المسميات على الإخوان المسلمين، وإذا لم يكن يقصد ذلك الانطباع، فإنه لم يوضح بالتأكيد أنه لم يكن يتهم الحركة بتلك الخطايا، كما أنه لم يسترسل في تأكيده بأن أسلحة وسترات عسكرية تم تهريبها، ولم يوضح من فعل ذلك ومتى ولماذا”.
واستطردت افتتاحية الجارديان: “طموحات الجنرال السيسي الشخصية تمثل مشكلة متزايدة، حيث بدأ في تبني أسلوب خاص من الحميمية، أسلوب قائد يخوض غمار مناقشات عميقة مع شعبه، وهو ما يشي بأنه يرى نفسه على نفس خط عبد الناصر. وقال السيسي في خطابه إنه أخبر مرسي منذ ستة شهور إن مشروعه لا يعمل، والسؤال هو أين يمكن في الوصف الوظيفي العسكري أن نجد ما يسمح للسيسي بإخبار رئيس منتخب عما يجب أن يفعله؟ .. إن أقصى ما يمكنه هو أن يسدي له النصح، أو أن يقترح”.
وأضافت الجارديان: ” إن تجاوز الجيش المصري الحد في “شعور الاستحقاق” هو أحد أوجه الأمراض السياسية التي تعاني منها مصر، إنه جيش لم يدخل في حرب على مدى جيل، ولم يواجه تحديا خطيرا من أعداء خارجية، وبالرغم من ذلك، فإنه يمتص موارد هائلة، ويستمتع بامتيازات ملحوظة، ويدعي لنفسه عن غير حق حقوق سياسة خاصة.




