" سلميتنا أقوى من رصاصهم "
خرجت هذه الكلمات من د. بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أكبر تنظيم اسلامي وسياسي في مصر , القاريء لهذه الكلمات يعلم مدى الفهم السياسي العميق الذي وصلت اليه جماعة الإخوان المسلمين رغم ما تعرضت له عبر التاريخ من ضربات قاسية وموجعة , الا أنها وبعد كل ضربة تأكد على مبادئها الشمولية في الفهم الاسلامي التي لا تغيرها الضربات.
الفهم السياسي
لم ينفصل هذا المبدأ السياسي عن جماعة الاخوان المسلمين مع حلفائها السياسيون وآخرها " تحالف دعم الشرعية " الذي وقف بصدره متشبثا بالسلمية الحقيقية رغم ما تعرضت له من أحداث دامية , إرتقى على إثرها الشهيد تلو الشهيد والجريح تلو الجريح .
محاولات بائسة من قبل الانقلاب لجر المتظاهرين الى استخدام العنف وذلك ليكون مبررا لإرساء مبدأ الامن الذي تتذرع فيه كل الأنظمة الانقلابية و الظالمة لتنهي حالة الاستنفار ضدها , وما يفعلـه المتظاهرون السلميون يفوتون الفرصة على الانقلابيون لإستغلال ذلك , مما دفعهم بأن يجندوا أناسا من الموالين لهم لاحداث بعض الحرائق هنا والضرب هناك فكانت ضربة إعلامية موجعة ضدهم , بعد اكتشاف ذلك .
ما بعد رابعة
بعد كل هذه المجازر الوحشية ضد الانسانية وكل من يحمل فكر الاسلام او ينادي فيه, بعد القتل المتعمد والحرق لجثث الشهداء , والتنكيل , ومع ارتفاع عدد الشهداء الى أكثر من (2500) شهيد ضمن اكثر الاحصائيات مصداقية ,يبقى "تحالف دعم الشرعية" متمسكا بسلمية الصدور العارية متمسكا بسلمية الحراك .
هذا الفهم السياسي العميق المستشرف للمستقبل هو الدافع الحقيقي لأن تبقى هذه الثورات سلمية , لمنع حدوث أي نوع من أنواع الإقتتال الداخلي ما بين الجيش والشعب الثائر , يدل على أن هذا التحالف هو الؤهل الشرعي لأن يحمل راية الحكم في مصر في ظل الظروف الحالكة التي تمر بها مصر حاليا , وأن الانقلابيون فقدوا هذه الشرعية ابتداء من يوم انقلابهم وسحبهم للبلاد من هاوبة الى أخرى .
الحل
الوضع المصري يعيش الآن في حالة حرب أيدلوجية طائفية من قبل الجيش والداخلية بإتجاه الشعب وبمباركة الكتيسة و الأزهر , وفي ظل هذه الظروف لا يوجد اي نوع من أنواع الانفتاح السياسي , ولا يوجد ايضا أي نوع من الانسانية او الرحمة تجاه الأحداث فلا حلول منطقية تنفع حاليا ولا حلول سياسية ممكن أن تعيد البلاد الى الوضع الصحيح ولا حمل السلاح ضد الجيش ينفع أيضا .
إذن نحن أمام مسلمة " السلمية"و"الصمود"
سلمية الحراك والحشد والصمود في الميادين والتجييش ضد ما يحدث هو السبيل الوحيد لإعادة الشرعية , لا للسلاح ولا لسوريا على أرض الكنانة , نعم للصمود ونعم للصدور العارية .
" وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ"
وكتبه : فادي أبو الفوارس
16/8/2013 fadi862005@yahoo.com