أرشيف - غير مصنف

نقابة صحفية بتونس تفقد الصواب وتساوي بين الضحية والجلاد

 

طالعتنا نقابة الصحفيين التونسيين بتاريخ يوم الجمعة 16 أغسطس 2013 ببيان صحفي حول الاحداث الاخيرة بمصر وما تبعته من مجزرة دموية ارتكبها العسكر المنقلب على الشرعية والتي راح ضحيتها الآلاف من المحتجين والمعتصمين السلميين في سابقة تاريخية لم تحصل في تاريخ مصر المعاصر 
 
وقد كان محتوى البيان الصحفي فضيحة إعلامية وأخلاقية وبأتم معاني الكلمات حيث تحول الجلاد بقدرة قادر إلى ضحية وتحول الضحية إلى جلاد وذلك في عملية تضليلية للرأي العام التونسي تكذبها وتفندها كل الصور والفيديوهات الآتية من مكان المجزرة المشهودة مما يكشف مرة أخرى فقدان نقابة الصحفيين لبوصلة الاعلام الملتزم والنزيه وانخراطها السياسي والإيديولوجي بطريقة مكشوفة في مساندة العسكر في سفك دماء المواطنين المسالمين العزل .
 
إن استعمال هذا البيان المخزي لألفاظ وعبارات من نوع : (مواجهة بين الطرفين بلغت حد القتال المسلح ) وكذلك إيراد فقرة من نوع ( وتعتبر حمل السلاح من قبل جماعات سياسية تهديد للسلم الاجتماعي وخلق مناخ من الرعب والترهيب والتخويف لن يؤدي إلا لوأد التجربة الديمقراطية الوليدة. )له معنى واحد ومحدد ولا يمكن أن يحتمل التأويل وهو أن عساكر السيسي ليسو بمجرمين بل أنهم يطبقون القانون وهم في حالة دفاع شرعي ضد المعتصمين في ميدان رابعة العدوية المدججين بالسلاح 
 
إن هذا البيان الفضيحة لنقابة الصحفيين بتونس لا يختلف في شيء عما يبثه ويورده إعلام الفلول بمصر من أكاذيب وترهات وتضليل وإدعاء باطل أنه تم العثور على اسلحة ثقيلة في ميدان رابعة العدوية ( لا ندري أهي طائرات أم دبابات ) بل أن هذا البيان الذي سيبقى وصمة عار في جبين النقابة يتماهى مع ما يورده الصحفي النزق توفيق عكاشة حبيب الصهيونية من تلفيق وكذب وزور في قناته الفراعين .
 
إن انحياز نقابة الصحفيين بتونس للآلة العسكرية الدموية واتهام الجماهير المدافعة عن الشرعية في مصر بالإرهاب المسلح  بطريقة مبطنة يكشف مرة أخرى للرأي العام التونسي مدى انخراط هذه النقابة  في فعاليات الثورة المضادة وخدمتها المنهجية والموصولة لكل فلول الثورات العربية ( فلول تونس وفلول مصر خاصة )  بغاية الانقلاب على شرعية الانتخاب ودفع البلاد الى (حمام دم)  كما صرح بذلك سابقا أحد أزلام بن علي .
 
إن يقيننا راسخ وإيماننا كبير بأن الشعب التونسي في أغلبه متفطن وواعي أشد الوعي بما تحيكه لوبيات المال والإعلام خلف الكواليس وفي البيوت المظلمة وأنه قادر على إفشال كل المخططات الجهنمية لجر البلاد للتقاتل والفوضى وأن عصابات الفساد الاعلامي التي مازالت تراهن على ذلك مازالت تعيش غيبوبة فكرية وحالة تيه إعلامي لأنها لا تعرف بعد ولم تفهم نفسية الانسان التونسي المتسمة بالهدوء والسكينة والتوازن وخاصة القدرة النقدية الفائقة على فرز الكاذبين من الصادقين والوطنيين الحقيقيين الأحرار  من المرتزقة عبدة الدرهم والدينار
 
عادل السمعلي .
كاتب من تونس 
مؤلف كتاب :(معالم الثورة المضادة في تونس … الاعلام نموذجا 

زر الذهاب إلى الأعلى