تصفية وحرب وجود

إيها الإخوان سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبة في طريقكم
وستجدون من أهل التدين ومن العلماء الرسميين من يستغرب فهمكم للإسلام وينكر عليكم جهادكم في سبيله
وسيحقد عليكم الرؤساء والزعماء وذوالجاه والسلطان
وستقف في وجوهكم كل الحكومات على السواء
وستحاول كل حكومة أن تحد من نشاطكم
وأن تضع العراقيل في طريقكم
وسيتذرع الغاصبون بكم لمناهضتكم
وإطفاء نور دعوتكم
بهذه الكلمات بدأ الامام الشهيد حسن البنا خطابه للإخوان المسلمين مستشرفا المستقبل , فما يحدث اليوم – كما حدث سابقا- محنة فوق المحن التي تعرض لها الإخوان المسلمون خلال مسيرتها الشريفة .
::تصفية::
عندما علم الجميع علم اليقين بالمشروع الإخواني الشمولي , وعندما علموا بحرفيّة الإخوان السياسية القادرة على إستلام الحكم في دولة كمصر , وتحويلها من دولة خاملة الى دولة ريادية ,هنا كان كتاب التصفية لهذا المشروع حتمي التطبيق ,
من مجزرة رابعة ( المدينة الفاضلة), امتدادا الى مجزرة النهضة , وصولا الى مجازر الشارع ومن ثم مجزرة سجن أبو زعبل , وما سيأتي ايضا من مجازر أخرى , لم يدع مجالا للشك أن الإخوان المسلمون بمشروعهم الشمولي التنموي يتعرض لتصفية تحت أيدي محلية وإقليمية وعالمية , تدار بطريقة بشعة للغاية , فكانت أقدار الله أن تكون مصر حاضنة لهذه المحنة و شعبها – الذي لم يتوانى في أن يكون اللبنة الصلبة التي أرسى عليها الإخوان مشروعهم – فلذلك فإن مصر رأس الحربة لكل إخوان العالم وما تديره من صراع تعدّى الشرعية والديموقراطية الى الوجود , وما تقدمه من دماء طاهرة ذكية لأجل أن يبقى هذا المشروع الإسلامي .
:: لا تهيء كفني ::
رسائل تلو الرسائل يقدمها الإخوان المسلمون الى قادة التصفية اللا إنسانية , بأن هذا المشروع قائم لا محالة , فلا القتل ولا التنكيل او التهديد , او السجن ,سيقف في وجه هذا المشروع الذي تجاوز الحدود والعبارات ليصل الى حد العالمية .
ما يحدث اليوم في الإتجاه المقابل يعطي هذا المشروع قفزات للأمام ويعطيه تأييدا شعبيا وزخما إعلاميا , مما يجعل تطبيقه في المستقبل أقرب ما كنا نتوقع .
::(وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)(الشعراء:227(::
من هنا يأتي الإيمان بالنصر , من هنا يأتي بأن الله لن يخذل عبده , من هنا يأتي الصمود الذي يتبعه النصر , من هنا يأتي الإيمان بأن الله سجازي هؤلاء الظالمون على ظلمهم , ليبقى هذا المشروع شمسا ونورا لم ولن يستطيع أن يطفئه أحد .
وكتبه: فادي أبو الفوارس
[email protected]
19/8/2013