رحب وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالمبادرة الروسية بوضع ترسانة سوريا من الاسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية والتخلص منها لتجنب ضربات غربية ضد النظام السوري. (التفاصيل)
كما رحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين بالاقتراح الروسي بوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي لتجنب عملية عسكرية اميركية.
ودعت روسيا حليفتها سوريا إلى تسليم أسلحتها الكيميائية لتجنيب نفسها ضربة عسكرية، وجاء الطلب الروسي على لسان وزير خارجية البلاد سيرغي لافروف بعد ساعات محدودات من طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاثنين من سوريا تسليم الأسد كل أسلحته الكيميائية للمجتمع الدولي خلال أسبوع.
جاء بيان لافروف، الذي بثته التلفزة الروسية، بشكل قصير ومركز، ولم يتجاوز بضع كلمات قائلًا "على سوريا تسليم كل أسلحتها الكيميائية للأمم المتحدة خلال أسبوع".
وكان كيري قال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيغ ردًا على سؤال حول ما إذا كان هناك أي شيء يمكن أن تفعله أو تعرضه حكومة الأسد لمنع أي هجوم، قال "بالتأكيد.. يمكنه تسليم كل أسلحته الكيميائية للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل. يسلمها كلها من دون تأخير، ويسمح بتقديم بيان كامل (عنها)، ولكنه لن يفعل ذلك، ويستحيل تحقيق ذلك".
ولم يبد أن كيري كان يقدم عرضًا جادًا للحكومة السورية التي تتهمها الولايات المتحدة باستخدام أسلحة كيميائية في هجوم شنّ يوم 21 أغسطس/ آب. وفي وقت لاحق قالت متحدثة باسم الخارجية الأميركية في بيان بالبريد الالكتروني "كان الوزير كيري يتحدث بشكل مجازي عن استحالة وعدم امكانية ان يسلم (الاسد) الاسلحة الكيميائية التي نفى انه استخدمها.
وأضافت المتحدثة: "النقطة التي أثارها (كيري) هي ان هذا الديكتاتور المتوحش بتاريخه في التلاعب بالحقائق والمراوغة لا يمكن الوثوق به ليسلم الاسلحة الكيميائية، والا كان قد فعل ذلك منذ فترة طويلة. ولهذا فان العالم يجد نفسه في مواجهة هذه اللحظة".
وأوضح كيري ان السيطرة على الأسلحة الكيميائية في سوريا قاصرة على الرئيس السوري وشقيقه ماهر وأحد الجنرالات. وتابع انه يثق في الادلة التي قدمتها بلاده وحلفاؤها، والتي تدعم الاتهامات لقوات الاسد باستخدام الاسلحة الكيميائية، لكنه قال انه يتفهم المخاوف نظرًا الى الجدل الذي ثار حول حرب العراق عام 2003.
وقال كيري ان عدم اتخاذ اجراء حيال هذه الادلة سيلاحق الولايات المتحدة وحلفاءها، وقال "اذا اردتم ارسال رسالة تهنئة الى ايران وحزب الله والاسد: "يا رفاق يمكنم ان تفعلوا ما يحلو لكم" فلتقولوا: "لا تفعلوا أي شيء". ولمح: "نعتقد ان هذا أمر خطير وسنواجه هذا في طريقنا بطريقة أكبر حجًما اذا لم نكن على استعداد لاتخاذ… موقف الان".
تصريحات لافروف
وكان وزير الخارجية الروسي تحادث الاثنين في موسكو مع نظيره السوري وليد المعلم، وفي مؤتمر صحافي مشترك نفى وزير الخارجية الروسي صحة ما أعلنته مصادر إعلامية من أن الولايات المتحدة والسعودية اقترحتا على روسيا في اجتماع قمة مجموعة العشرين أن يتفقوا على حل لإنهاء الأزمة في سوريا من دون مشاركة السلطات السورية الحالية.
وقال لافروف إن الوضع السوري في غاية الخطورة الآن، ومع ذلك "نعتقد نحن وشركاؤنا السوريون أن فرص الحل السياسي ما زالت قائمة". ولم يستبعد لافروف "أن ندعو جميع الذين يرون لهم في مصلحة في إحلال السلام في سوريا، ويهتمون بالحل السياسي ويرفضون الحل العسكري إلى موسكو" ليجروا محادثات هنا. ونوه لافروف إلى أن الضرورة تقتضي "بدء الحوار بين السوريين كافة" في حال من الأحوال.
لا صفقة روسية
وسأل أحد الصحافيين لافروف إن كان صحيحًا أن روسيا وافقت على إبرام صفقة عرضتها الولايات المتحدة والسعودية لحل الأزمة السورية من دون مشاركة السلطات السورية الحالية، فقال: "لا يمكن لروسيا أن تبرم أية صفقة بخصوص سياستها تجاه سوريا من وراء ظهر الشعب السوري".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين عقب ختام الاجتماع مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو يوم الاثنين: "لا يمكننا إلا أن نبدي قلقنا بشأن مصير الرعايا الروس الذين يعيشون ويعملون في سوريا". واعلن لافروف: ولكيلا تصبح حياتهم في خطر، ستبذل روسيا ما بوسعها لمنع تنفيذ السيناريو العسكري في هذا البلد.
وأشار لافروف إلى أن "مزيدًا من الشخصيات القيادية السياسية يتفقون معنا على أن السيناريو العسكري سيؤدي تنفيذه إلى عربدة الإرهاب في سوريا وفي بلدان الجوار، وإلى تدفق اللاجئين الذين أخذ عددهم يتزايد بعدما أعلنت الولايات المتحدة نيتها توجيه ضربة نحو الأراضي العربية السورية".
وختم لافروف أن روسيا تؤيد إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن ضرورة عودة فريق مفتشي الأمم المتحدة إلى سوريا لإكمال عملهم في مواقع قيل إنها شهدت استخدام أسلحة كيميائية. وقال إن روسيا وسوريا اتفقتا على العمل لأجل إعادة خبراء الأمم المتحدة إلى سوريا.