أثارت التغييرات الواسعة التي أجراها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة داخل الجيش و المخابرات جدلاً في أوساط المعارضة التي اعتبرتها صورة عن الصراع بين أجنحة النظام.
وقال رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبدالسلام إن قرارات بوتفليقة يستفيد منها جناح الرئيس في صراع النفوذ، فيما قال رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي إن صراعا على السلطة يجري في الجزائر بإيعاز من جهات أجنبية.
لا يزال التغيير “المفاجئ” الذي أجراه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في هرم الجيش والحكومة قبل خمسة أيام يتصدر عناوين الصحف الجزائرية الصادرة السبت التي لم تجد له سوى تفسير واحد هو أن بوتفليقة عازم على الترشح لولاية رابعة.
وكتبت صحيفة “لوسوار دالجيري” في صدر صفحتها الأولى تحت عنوان “خطة بوتفليقة” أن الرئيس “تمكن في أسبوع واحد من قلب الأوضاع لصالحه وهز الساحة السياسية الوطنية”.
ونقلت عن مصادر مؤكدة أن بوتفليقة قال صراحة لرئيس الوزراء عبد المالك سلال ونائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح “أعلمكم أني قررت الترشح وآمركم بأن تبدأوا التحضير لذلك”.
ولم يعلن بوتفليقة صراحة نيته الترشح أو عدمه في الانتخابات الرئاسية المقررة بعد سبعة أشهر، في إبريل/نيسان 2014.
لكن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم وأحزابا أخرى مشاركة في الحكومة أعلنت صراحة دعمها لترشح الرئيس لولاية رابعة، ومن هذه الأحزاب “تجمع أمل الجزائر” بقيادة وزير النقل عمار غول، و”الحركة الشعبية الجزائرية” بقيادة وزير التنمية الصناعية عمارة بن يونس.
قرارات ثورية جديدة
وقالت صحيفة “لوسوار دالجيري” المقربة من المعارضة إن “بوتفليقة تحرك بشكل مفاجئ وقوي (…) ليستعيد كل السلطات بين يديه”.
أما صحيفة “الخبر” فخصصت صفحتين للحدث تحت عنوان “مواجهة مكشوفة بين الرئيس والجنرال توفيق” في إشارة إلى الفريق محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق مدير دائرة الاستعلام والأمن وهي التسمية الرسمية للاستخبارات الجزائرية.
صحيفة الخبر: الرئيس أقفل على خصومه في قفص
وأكدت “الخبر” أن التعديل الوزاري الأخير “يشير إلى أن الرئيس أقفل على خصومه في قفص” كما أنه “أقوى محطة في مسار الاستمرار في الحكم”.
وأضافت الصحيفة أن التعديل الوزاري “أقرب ما يكون لماكينة دعائية لبداية الخوض في الولاية الرابعة بعدما أزيحت من الذهن بدعوى مرض الرئيس”.
وتوقعت الصحف قرارات جديدة “ثورية” لبوتفليقة في الأسابيع أو حتى الأيام المقبلة على جميع المستويات في السلطة بدءا بالولاة والقضاة مرورا بالقيمين على الإعلام الحكومي وصولا إلى قيادة الجيش والشرطة.
ولم ينشر أي إعلان رسمي حول تحويل مصالح أمن الجيش والصحافة والشرطة القضائية العسكرية من قيادة المخابرات إلى قيادة أركان الجيش، وما نشر لا يعدو كونه تسريبات في صحف معروفة بقربها من الرئاسة الجزائرية.
أما صحيفة “لوكوتيديان دورون” المقربة من الرئاسة فكتبت في تحليلها أن “الذين استبقوا الأحداث ودفنوا بوتفليقة بمجرد نقله للعلاج في فرنسا تفاجأوا بما أعلنه الأربعاء (إعلان التعديل الحكومي) بعد أن اعتقدوا أن السلطة الحقيقية التي تقر مستقبله ليست بيده”.
وأكدت الصحيفة أن “الترتيب للمعركة الذي نفذه بوتفليقة سيوقف المرشحين المحتملين لخلافته”.
أما صحيفة “المجاهد” الحكومية فرأت أن التغيير ليس سوى “تسليما للمشعل من أجل ديناميكية جديدة في الحكومة بهدف إتمام مشاريع الرئيس بوتفليقة”.
وأعلن بوتفليقة الأسبوع الماضي تعديلا كبيرا في الحكومة شمل وزرات الدفاع والداخلية والعدل وتعيين أحد عشر وزيرا جديدا مقابل إقالة ثلاثة عشر وزيرا.
وهذه باقة من التغريدات المتعلقة بقرارات بوتفيلقة نشرها مستخدمون على موقع تويتر: