ولأن العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين، وفخامة الرئيس "بوتفليقة" على رأس الجزائريين منهم، فقد استقبل الشعب الغيور، الأبيّ، وبسعة صدر، وبسمة ثغر، وبقلوب مطمئنة، وألسن شاكرة، أنباء شفاء "عزيز الأمة"، وعودته الميمونة، المباركة، لممارسة مهامه الدستورية، وبصلاحيات الكمال والتمام، لا النصف أو الربع!
عاد بوتفليقة ، والعود"عزيز"، وكعادة سيادته، لم ينتظر الكثير، ليقلب الطاولة، ويسحب البساط، ويقصّ الشريط، في أفق عهده الحيوي المتجدّد، ببناء دولة
"تزولُ ويا للأسف بزواله"!
الرئيس المجاهد، سليل إرث الأولين، وما بقي من عبق ريحانهم، وحبلهم المتين، قاوم أعراض مرضه الجانبية البسيطة، بعد أن قهر جلطة الدماغ، وشلل النخاع، وأعاد لقبضة يده، التي شغلت شعبه همّا وكدرا، هيبتها وحيويتها..؟!
الرجل المعجزة، والذي لا يخشى في دوام ملكه، لومة مواطن، أو لعنة سياسي معارض، مُخاصم، خرج للعلن، وقرّر ما عزم عليه، وهو نائم في مرقده بفال ـ دو ـ غراس العسكري الفرنسي
وكأنه يقول لمريديه، وعشّاقه، عتبا "ثكلتكم أمهاتكم"، كيف أغواكم شياطين إنس العسكر، في مجالس مخابرات "المهاترات"، وجعلكم تفكرّون ولو للحظة، أن تنزعوا عن طاعتي، وتنحون للغوغاء في منازعتهم للزعماء الأساطير،بقذف العجز والموت، ألم تفقهوا رغم السنين، كتابي، ومعاجم خلود جسدي وفكري !
هو التاريخ، بقراءات بوتفليقة العشر، وبتوطئة"وهل هناك زعيم بيموت"؟!
نهوض من فراش، ونهضة في العدل، والتعديل الموسّع المدروس والمطلوب، وقف أمامها من يعبثون بمصير الوطن، بضلال الظّل، حفاة ، عراة، كمن يتخبّطه مسّ، أو يغطّ غصبا في أحلام السّبات!
بوتفليقة، ورغم المحن والشجن، لم يتغير قيد"سنبلة"، ومن ساوم على صحته، وراهن على وهن مخّه و أطرافه، مستأسدا بطول الغياب، يُدرك اليوم أن هدهد الجزائر المعاصرة، بلغاته السبع، ووثبات قنص السّبُع، بسبعة أرواح، يموتُ، ثم يحيا ، فداء لنداء الوطن!
فنان التوازنات والموازنات، لا يؤمن بمقارعة أو مناكفة، مُنجّمين، مُغرضين ، واهمين،أشاعوا"افتراء"، أنّ العزيز قد يُذلّ يوما، فخارت قواهم، وفشلت إرادتهم، في طعن رائد المسيرة، ربّان السفينة، والدليل إعلاناته المُكمّلة لإنجازات ثلاث عُهدات رئاسية عطرة.
تغييرات حكومية، قمّة في التجانس السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وترقياتُ ولاة، لمصاف الحاشية، بعيدا عن جهوية أو محاباة أو اعتبارات خارج نصّ التوجّه المستقبلي المظفّر المنشود، فقط هناك من لم يفهم بعدُ، سمات الزعامات المخضرمة، والتي تضطرّ للتفويض العام بالقيادة المنفردة…
خصوصية تسيير يختصّ بها المهاتما ، والثائر، والمرجع المنهلُ الذي لا ينضب، دون الرجوع لركب "حشمٍ"، قد يخلط بين مفاهيم دولة القوة ، وبين قوّة الدولة ، التي لا تُكيّل عبثا، بمنطق أسواق الفلفل والباذنجان، ورغم ذلك التمس عفوا، لمن لا يشمتُون، وأراح جميع الوزراء بأوّلهم إلى آخرهم، و جمع كل سلطاتهم في يده، وفي ذلك حكمة، وكياسة، فلا يجوز أن يكون للجيش الواحد، ناطقين، لأنّ العملة النادرة في عُرف"رشاد" بوتفليقة وآله، بوجه واحد، كما لا يُستحبّ أن يتولى وزارة، كالداخلية مثلا، رجلا بخلفية أمنية، فالتوافق والموالاة والإخلاص، لا يعترف بمؤهلات أكاديمية ، ولا فئات عُمرية.
وفاءٌ على سبيل المثال لا الحصر، جعل من الفريق"السبعيني" القائد صالح الوفيّ، نائبا لوزير الدفاع بوتفليقة، شرف وامتيازٌ، نالهما الرجل نظير تقارير مفصّلة، وشَت بمن حاول التآمر على "الزعيم"، وهو بالمستشفى، فما كان من الرئيس إلا أن يعهد بأمن الجيش واستعلاماته، وشرطة قضائه، وصحافته واتصاله، الى قائد الأركان، حِملٌ ثقيل على المديرية العامة للجيش الجزائري، لكن من جهة أخرى، مسؤولية خلقية، على الأقلّ، واجبة، لحماية مقرّبين، من محيط الرئيس، اتّهِموا زورا وبهتانا، بفساد مالي، وفتح لهم القضاء، بناء على رغبة" النفوس المريضة"، ـ والعياذ بالله ـ، ملفات ثقيلة ، انتقاما، تحت عنوان ما يعتبرونه دفاعا عن أموال الشعب، ومعاقبة من سوّلت له نفسه، ارتكاب هذا الجرم"الغريب" عن أرض المليون ونصف شهيد!
من قال أن بوتفليقة وتياره هرم، فقد كذب، وهاهو اليوم يعيد الأمور إلى نصابها، فلا ثِقل سياسي إلا لمن يستحقه، ويُنجز وفقه، رقيّا وازدهارا، تنعم به الأجيال اللاحقة والسابقة، والجزائر شعبا وأرضا وعِرضا لن تألوا جهدا، في دعم العزيز، في رؤيته للمستقبل السياسي، تمديدا أو تربيعا، المهمّ أبوّة روحية، تصنع مجد الجزائر، وبذلك يُقطع الطريق أمام كل مدّعي أثيم، يُروّج لرغبة
الغرب، وفرنسا بالتحديد، على حكم جيل جديد، يبيع الطاقات والمقدّرات، مقابل دعم سلطة قادمة من جماعات ما يُسمّى اعتباطا "مافيا المال"..
نظرة ثاقبة، لإسقاط أيّ نوع من الهيمنة السياسية، بمزايدات عنصرية، شعبوية، وصولية، فالخير كله فيما رآه واختاره عزيز الجزائر ـ أطال الله عمره ومتّعه بالصحة والعافية ـ
وليعلم دعاة البغي والبغاء، وأنصارهما، أن هذا نَعيُهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون..!
حاج محلي ـ الجزائر